22 نوفمبر، 2024 10:21 م
Search
Close this search box.

المتهم الرئيسي و المؤكد في نشر الكرونا

المتهم الرئيسي و المؤكد في نشر الكرونا

خلال السنوات القليلة الماضية كانت هناك أحاديث مستمرة علمية و إعلامية عن احتمالات حدوث مرض وباء فيروسي من نوع انفلونزا قيل بأنه قد يخلف خسائر بملايين الأرواح البشرية و خسائر اقتصادية غير معروفة النتائج وخلال تلك الأحاديث و قبلها و بعدها حدثت وباءات انفلونزا الطيور و سارس و ميرس و انفلونزا الخنازير و عدد من وباءات الانفلونزا الموسمية التقليدية ،و كانت كل التنبؤات و المراقبة تشير الى ان الوباء الخطير القادم سيكون من نوع سلسلة (HN) أي التسلسل المحور من نوع انفلونزا الطيور ،ولكن في أواخر عام 2019 تفاجئ العالم بأخبار انتشار نوع من انفلونزا قاتلة في الصين بعد التحاليل تبين بأنه نوع كرونا معدل و سمي لاحقا من قبل منظمة الصحة العالمية (كوفيد-2019).
الآن في ظل المعطيات المتوفرة أكثرية الأوساط استبعدت نظرية المؤامرة و فكرة بان انتشار وباء الكوفيد عمل متعمد التجأت اليه دولة أو جهة لأغراض الحرب البيولوجية لتحقيق مكاسب النفوذ و السيطرة على الموارد و التفوق في القوة العسكرية لأهداف الجيوسياسية .
ولكن ينحرف بنا الفكر في التفكير في اتجاه أخر أو نبش زاوية أخرى قد قدم منها الوباء كرونا الجديد، ولكن دون استبعاد الاحتمال البيولوجي الصرف أي أن فيروس كرونا و وبائه مسألة طبيعية حدثت كما حدثت الوباءات الأخرى عبر تاريخ البشري ، فالمعروف أن فيروسات الأنفلونزا تتواجد في كل الأوقات و تكرر عبر المواسم و تتغير عبر المواسم لآن فيروسات في كل موسم عندما تدخل اجسام الأحياء و بالذات في نظام الخلية في جسم الحي يتغير الفيروس نفسه بالاكتساب العامل الوراثي من الخلية و تتغير الخلية الحية نفسها باكتساب العامل الوراثي من الفيروس ، و في الظروف الحالية و المعطيات المطروحة منذ زمن بعيد يجدر بنا النظر في القصة التالية و عناصر روائية مختلفة خارج الصندوق و لأن فصول و حبكة هذه الرواية متوافرة و أحداثها و شخوصها و كثير من مأساتها وصلت الينا بشكل او اخر قبل انفلونزا الكرونا الحالية ، و لكن لنستمع الى القصة المعنية دون ان ننسى تدقيق في تفاصيلها و صحة هذه التفاصيل و هل تنطبق على الاحداث المقبلة في المستقبل و هل ان براهين اليوم تؤيد هذه التفاصيل و التفاصيل القادمة في المستقبل القريب و البعيد ، و لنروي القصة أو الرواية:
في عام 1973 و لأول مرة في التاريخ و في الولايات المتحدة الأمريكية تمت هندسة البكتريا وراثيا ،أي أجري تعديل حقيقي و دائمي على التركيب الوراثي لخلية البكتريا بواسطة(فايروس) حُمل بعوامل التغير المطلوبة و وُجه لاختراق جدار خلية البكتريا ليقوم بتعديل وراثي على البكتريا ، و هذه الأحداث وصفت في حينه بأنها (ثورة علمية) ، و في العام التالي 1974 كان المستهدف التاني الفأر لأن خلية البكتريا و هي خلية وحيدة تعتبر تركيب بسيط بحيث يعتبر التركيب الوراثي للفأر القلعة الشامخة لأنه حيوان متعدد الخلايا و الأنسجة والأعضاء و الوظائف وكان يستخدم منذ زمن بعيد لمحاكاة التجارب العلمية و الطبية لبايوجية الأنسان فاقتحامه اعتبر ثورة علمية شاملة و فعلا كان الأمر كذلك ولكن من وجهات نظر مختلفة و متضاربة و متجادلة لأن مع هذين الحدثين حدثت سلسلة من الأحداث قد نتبين بعض فصولها في التفاصيل التالية.
و الهندسة الوراثية او التعديل الجيني في معناها النظري و العملي هي تغير تركيبة الأحياء على مستوى الخلية الجسمية و الخلية التناسلية أو التكاثرية والصورة الأوضح هي تحويل الأنسان الى القرد و تحويل القرد الى الأنسان و هذا ليس وصفا مبالغا فيه اذ من لم يسمع بكلمة الأستنساخ خلال العقدين الماضيين منذعام2000، والمعضلة الكبرى هي ان الفيروسات هي نفسها المتهمة بالوباء الحالي كانت الوسيط في الالاف بل ربما ملايين من تجارب و عمليات التعديل الوراثي على مستوى الاحياء الدقيقة و الحيوانات و النباتات و الانسان خلال نصف القرن الماضي منذ تجربة التعديل الجيني للبكتريا في 1973.
ولماذا تستخدم سلالات الفيروسات في تجارب و عمليات الهندسة و التعديل الوراثي هي لأن الفيروس يعتبر ابسط تركيب جيني في الطبيعة بل هو جزء من تركيب جيني و لأن الفيروس هو الكائن الوحيد يدخل الخلية الحية و يتفاعل مباشرة معها و يحدث تغير فيها و منذ 1973 بدأ الإنسان يوجه هذا التغير بطرق مختلفة و في نفس الوقت الخلية الحية سواء كان للأنسان او الحيوان أو النبات تعطي جزءا من سرها الوراثي للفيروس الضيف و يحمله الفيروس معه عند خروجه و هذا هو السر المعلن بان الفيروسات تغير من تركيبها الجيني باستمرار و هو نفس الوقت السبب الذي يجعل ايجاد ترياق لعلاج الامراض الناتجة عن الفيروسات صعبا بل مستحيل في كثير من الاوقات و الأزمات الناتجة عن الوباءات الفيروسية أو ما يعرف بالأنفلونزا.
اذا بدءا الفيروس كان يتغير تركيبته الوراثية بدون تدخل الأنسان في دورة تكاثره في الطبيعة، فماذا كان متوقعا بعد ان تدخل الانسان و غير مبنى ووظيفة تركيبة الجينية للفيروسات و غير التركيبة الجينية لعوائل فيروسات أي الأحياء المجهرية و النبات و الحيوان و الإنسان .
وفق منطق المعطيات اعلاه الآن صار أمامنا واضحا بان المتهم الأول في نشر الوباء الحالي هي الهندسة الوراثية و التعديل الجيني في الاحياء على كل المستويات ، ولمن يريد المحاكمات و تقديم المتهمين لا بد من تقديم الادلة لإثبات التهم بالدليل القاطع فهل لدينا الأدلة الكافية لإثبات هذه التهم؟
خلال نصف قرن من تجارب و عمليات الهندسة الوراثية و التعديل الجيني لم يحدث ان توقفت يوما كل مظاهر الشكوك و الاحتجاج و المظاهرات و تقديم الأدلة العلمية المقترنة بالتجارب بما فيها في الدول الرائدة في الهندسة الوراثية بل و نفس الجامعات و الكليات التي خرجت الهندسة الوراثية منها تؤكد بان الهندسة الوراثية قد تكون كارثة اخلاقية و حياتية على مسيرة الإنسان عبر تاريخه الطويل ، وفي وقت لاحق من هذه المسيرة الجدلية بدأت بعض النتائج العلمية و العملية الكارثية للهندسة الوراثية تطفح على السطح و النتيجة الأكثر تلمسا للناس العاديين على المستوى الكرة الأرضية هي ظهور ما يسمى (الغذاء المعدل وراثيا).
صور ونتائج الهندسة الوراثية و ما يسمى منتجات الهندسة الوراثية أصبحت معروفة للقاصي و الداني و خلال نصف القرن الماضي حدثت ملايين التعديلات عل تراكيب الأحياء تحت عنوان الهندسة الوراثية و لأغراض عملية مختلفة منها علاج الامراض الوراثية و منها تعديل تركيب و سلوك كائن الحي أو انتاج الدواء للإنسان و الحيوان و منها مكافحة الأدغال و الحشرات في النباتات و أجبار البكتريا على امتصاص بقع الزيت المنسكبة في البحار و عشرات بل مئات بل ألاف الأغراض الأخرى ، وفي أكثر هذه الأبحاث و التجارب و العمليات كان الفيروس هو بطل الرواية ، و من المعروف ان الفيروس نفسه لبساطة تركيبه الجيني فهو سريع التغير لهذه التركيبة وخلال نصف قرن الماضي تدخل الإنسان على خط تغير الوراثي لتركيبة الفيروس بطرق تغير فيزيائية و كيمائية و احيائية مختلفة و بدون ادراك كامل لأتساع و خطورة هذه التغيرات وكان هناك خط مستمر و قوي من الاحتجاجات و التظاهرات و المؤتمرات و ابحاث تحذر من الاستمرار المضي قدما في هذا الاتجاه الخاطئ أو على الأقل أتجاه لم يثبت صحته ووجود شكوك كثيرة حول خطئه.
وفي وقت مبكر كان هناك دليل قاطع عن بعض النتائج الكارثية التي قد تنتج عن التغير الوراثي الواسع لأحياء على الكرة الأرضية ، فقد غرمت شركة امريكية كبيرة بمبلغ كبير في حينه لأنها اجرت ابحاث على نبات تستخدم كعلف حيواني تجاري و سبب الغرامة بان التعديل الوراثي التي أجرتها الشركة على النبات المعني قد انتقل الى نباتات برية (وحشية) المماثلة على بعد كليومترات(14 كيلو متر في ساعته) وهذا يدل على احتمال مؤكد بأن نتائج التغير الوراثي ممكن ان يعم و خاصة في الحيوانات وفي الأحياء المجهرية باحتمالات أكثر بكثير.
خلال نصف القرن الماضي و بتزامن في نفس الفترة تداخلت ثلاث خطوط قادمة من اتجاهات مختلفة و لكن اجتمعت في مركز دائرة واحدة ومن المعتقد بأنها أطرت التكوين الحالي للذي نشاهده الآن و من الممكن ان تكون تكوينات جديدة في المستقيل هذه الخطوط الثلاث المجتمعة هي الهندسة الوراثية و والغذاء المعدل و تلوث ألبيئة غير ان الشكوى من هذه الأطر ليس وليد انتشار فيروس الكرونا اليوم، نحن نتذكر جيدا التحذيرات التي صدرت في عام 2019 بان حدد عام 2020 بأنه السنة الأخيرة و النهائية للبشرية لبدء استحداث تغيرات ايجابية في تغير المناخ بتغير مستويات التلوث على كل الأصعدة ، ليس هناك دافع يذكر للبحث عن أدلة لربط المعضلات الثلاث بعضها البعض فهذه الأدلة موجودة بالفعل من خلال عشرات الأبحاث التي أجريت في ارقى الجامعات و مراكز الأبحاث في نفس الدول التي تنكر الصلة الوثيقة بين هذه الأطر الثلاث الهندسة الوراثية و تعديل الوراثي للغذاء و التلوث البيئة و التغير المناخي ، بمعنى ان الهندسة الوراثية هي الحادثة الأم و تعديل الوراثي للنبات و الحيوان هو الأخر مصدر لتغير الصفات الوراثية للمتغذيين اي الحيوان و الإنسان و الأحياء المجهرية وفي وساطها في نفس الفترة استخدم الفايروس كوسيط لتغير الصفات الوراثية لكل الأحياء فحدث اختلاط الحابل بالنابل كما يقول أهل المثل ، و يمكن ان نتوقع مفاجئات اخرى من عيار الثقيل في المستقبل القريب و البعيد و مفاجئات البيئة اصلا نحن في انتظارها اعتبارا من 2020 كما يقول اهل البيئة انفسهم اذا لم تتغير سلوك البشرية و المجتمعات الدولية وكل فرد تقريبا.

أحدث المقالات