18 ديسمبر، 2024 9:20 م

” المتنططون ” و ” المتنططات” بين الأحزاب !

” المتنططون ” و ” المتنططات” بين الأحزاب !

من ظواهر العملية السياسية في البلاد ظاهرة ” التنطط” من حزب الى حزب ومن كتلة الى كتلة ومن تجمع الى تجمع رغم تشابه التحوّل من والى !

ومن بركات هذه الظاهرة ان الاسباب تكاد ان تكون واحدة والمبررات منسوخة على ارضية وقاعدة مصالح الجمهور في الشعارات والتعهدات والوعود ، والنتيجة ان تلك التحولات ” الفكرية ” كما يتضح فيما بعد ان قاعدتها ليس مصالح الجمهور بل مصالح الجيوب بالعراقي والاجنبي حسب الصفقة والتأثير والعلاقات وليذهب الجمهور المخدوع الى الجحيم !

ما يكاد يمر يوم الا وتدهشنا التحولات ” المبدئية” القائمة شعاراتياً على مصالح الجمهور المكتوي بالأكاذيب والتدليس والخداع بعسل الكلام الذي يداف بالخديعة كما قال الكبير الجواهري قبل نصف قرن من الآن :

نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي

حَرَسَتْكِ آلِهة الطَّعامِ

نامي فإنْ لم تشبَعِي

مِنْ يَقْظةٍ فمِنَ المنامِ

نامي على زُبَدِ الوعود

يُدَافُ في عَسَل الكلام

والكوميديا السوداء في هذا المشهد المخزي ان الوعود التي تداف بعسل الكلام هي نفسها في المواقع الجديدة للمتنططين والمتنططات الذين تتلقفهم الفضائيات فتضرب متنططاً بمتنطط آخر ومتنططة بأخرى ، في لعبة الكراسي والامتيازات الجهنمية في البلاد ، حسب هوى الفضائية او وسيلة الاعلام التي تمارس نفس التدليس والخدييعة تحت يافطة ” الحياد ” !!

والغريب ، وما غريب الا الشيطان كما يقول المصريون، ان المتنطط أو المتنططةشخصية أكبر من انتهازية ، فالانتهازية تعبير عن انتقال سياسي بالإمكان فهمه من وجهة نظر اخلاقية ايضاً ، فيما المتنطط أو المتنططة يتنقل وتنتقل دون ماء وجه ، كما في السياق الشعبي العراقي ، وحياء واحترام لما قاله وقالته من  مربع التنطط الاول الى مربع التنطط الثاني !

والاكثر غرابة ان الانتقالات من والى تلقى من يتلقفها على القاعدة المعلنة نفسها ” مصالح الجمهور ” لتكتشف فيما بعد ان التحولات في هذي البلاد قائمة على مبدأ حسابي في الربح والخسارة كما في اسواق الجملة والمفرد !

والاكثر غرابة واستغرابا ايضا ان قادة الاحزاب والكتل والتجمعات يغذّون هذه الظاهرة ويزيدونها انتفاخاً وكبرا لتصبح ككرة الثلج التي لايستطيع احد ايقافها !