18 نوفمبر، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

المتنبي بين المطلك والشهرستاني

المتنبي بين المطلك والشهرستاني

كلما اقتربنا من العيد تذكرنا على الفور بيت المتنبي الشهير “عيد باية حال عدت ياعيد”. حال المتنبي انذاك لم تكن باي شكل من الاشكال مثل حالنا التي هي  “حال السدانة بالماي” فان هذا البيت الشعري تسلل عبر العصور ليقف شاهدا على اوضاعنا الراهنة التي لاتسر سيف الدولة ولا تغيض كافور الاخشيدي. كل واحد منا يتمنى الكف عن طرح مثل هذا السؤال السنوي كلما اقترب العيد منا واقتربنا منه لكنه  سرعان ما يفرض نفسه بصرف النظر عن مواثيق  الشرف التي وقعناها  و اللقاءات التي حضرناها و الاجتماعات التي عقدناها و المبادرات التي اطلقناها و التظاهرات التي نظمناها  و الاعتصامات التي نفذناها و العقود التي وقعناها و المذكرات التي قراناها و الاموال التي “لفطناها” و الايفادات التي “سافرناها” و الصفقات التي “سويناها” و الازمات التي خلقناها و الفاتورات التي اطفيناها و المكسورات التي  “طمطمناها”.
وبالاستناد الى كل المعطيات والمؤشرات بمن فيها نبوءات المنجمين والمنجمات وقراء الكف والودع وراقصي الهجع فانه  ليس هناك ” جديد” في أي ملف من الملفات المطروحة فسادا وخدمات وكواتم واختراقات وخروقات وسونارات وتصريحات وراوتب وامتيازات ومزايدات ومناقصات ومبادرات. الجديد ـ القديم والدائم التكرار هو الحديث عن ابرياء السجون والمعتقلات وكيفية استثمار فرصة حلول العيد لاصدار اما عفو خاص عنهم او اقرار قانون العفو العام. واكرر هنا ان الكلام يتعلق فقط بالابرياء في السجون والمعتقلات وهو الكلام الذي لم يعد مخجلا تداوله حتى بين كبار سياسي الطبقة السياسية وحجاجها.
لجنة الحاج “اكيد حجي ما تقبل غلط” حسين الشهرستاني السباعية واختها بالرضاعة لجنة الدكتور صالح المطلك “على الاكثر هو حاج متدرب” الخماسية اعلنتا وببساطة متناهية انهما وخلال اجتماعات مجلس الوزراء برئاسة الحاج “بل ابو الحجاج بدون منازع” دولة الرئيس نوري المالكي اطلقت سراح الاف المعتقلين “الابرياء” وذلك استجابة لمطالب المتظاهرين “المشروعة”. في أي ميزان من الموازين يمكن ان نضع مثل هذا الاعتراف؟ .. مساجين ابرياء ومطالب مشروعة؟. واذا اردنا طرح سؤال تافه من قبيل لماذا هم بالسجن طالما هم ابرياء؟ ولماذا لانلبي على وجه السرعة المطالب المشروعة بدون لجان خماسية وسداسية “والله مو قصدي نجمة داود” لا احد يسعفنا باجابة شافية. 
هناك فقط من يحاول تخفيف حدة التوتر قائلا ان تداخلا في بعض القوانين مع بعضها ومنها قانون العفو العام مع مكافحة الارهاب والمخبر السري والمساءلة والعدالة هو الذي يؤثر على سرعة التنفيذ. ويبدو ان فك الاشتباك بين هذه القوانين  لايزال صعبا الامر الذي يجعل استمرار التظاهرات جزء من الحراك الديمقراطي الذي يكفله الدستور وعملية اطلاق سراح السجناء الابرياء ماشية على قدم فقط لان “الساق” تحولت الى كرة تتقاذفها الحكومة والبرلمان. تنظيم القاعدة خفف كثيرا على الحكومة بلجناها وحجاجها حين تكفل باطلاق سراح “ربعهم” من خلال غزوة رمضان .. هم يطلقون على مايقومون به غزوة والحكومة تطلق على غزواتها بمن فيها غزوة مقاهي الكرادة وتظاهرات ساحة التحرير غير المرخصة “صولة الفرسان”. لم يبق سوى الابرياء الذين اقل ما يقول  عنهم “حجاج” الحكومة والبرلمان “الهم الله”.. و.. العن ابو “هيومان رايتش ووتشج” لا بو الخلفوها.

أحدث المقالات