23 ديسمبر، 2024 6:49 ص

المتعطش للحرية وكراهية الطرف الآخر!

المتعطش للحرية وكراهية الطرف الآخر!

الإنسان الحر مفعم بالحياة، يبتغي أعراساً آمنة في بلده، وكرامة في رغيفه، وحرية في شعائره وطقوسه، فقرابين الشهادة التي إتجهت نحو جنات الخالد، وهي خالدة على مذابح العدالة، تعطي دروساً للأجيال، بأنه لا حرية دون دماء، أما الطاغية الدكتاتور، فقد كان يبني قصوراً في الوهم، مليئة بالفسق والمجون، لجنونه وعظمته المشوبة بدماء الأبرياء، فبماذا نعلل كراهية الطرف الآخر، للحرية والكرامة؟ مدن الشمس، وخبز العوز الأسمر، وسنابل العيد الفقير، كانت بحاجة ملحة، لأن يظهر قائد من طراز خاص، ينتصر لمحنة الإنسان، فجاءت حكاية المجد، لتضع إصبعها على جرح العراق، وفضح نزيف القمع الصدامي، أمام أنظار العالم، فما كان من السيد الثائر، محمد باقر الحكيم، إلا أن ينهض بقوة وعزيمة جده أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام).نهض شبل الحكيم (قدس سره) ومعه قلوب المجاهدين، قلبا وقالباً بمقارعة الطاغية، ليحكي للعالم قصة فئة قليلة، غلبت شرذمة كبيرة، فأذاقتها سماً زعاقاً، لأنهم فتية صدقوا ما عاهدوا عليه، من الجهاد والفداء، فلاحت علامات نصر محلقة، برغم الخراب والنيران، وإزداد المتعطشون للحرية عشقاً، فقبلوا تراب العراق الطاهر، بعد فراق دام عقوداً من الصمود، والشموخ الحكيمي، الذي قضّ مضاجع البعث المقبور!السيد الحكيم عند دخوله أرض المقدسات، كانت الجماهير المليونية، بإنتظار حديثه بشغف، إنه لقاء شعب محروم، بقامة وطنية مجاهدة، ومرجعية تذكرهم بوالده، الإمام محسن الحكيم، فقال متفائلاً: (إنني أقبل أيادي المراجع العظام، وأقبل أياديكم واحداً واحداً، نريد أن نتحد تحت كلمة واحدة، فمراجعنا متحدون، ونحن في خدمة مراجعنا) قائد متواضع، في منصب مرجعي وجهادي، يتسم بالنقاء والطهارة، فالجماهير ميدان عمل الحكيم! الذي أحرج القوى المعادية، للعملية السياسية الديمقراطية الجديدة في العراق، بعد سقوط الصنم الدكتاتور، هو عودة رئيس المجلس الإسلامي العراقي الأعلى، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) الى العراق، كونه رجل ثورة، ومقاومة، وصمود، وحرية، وعدالة، يعشق العمل في أجواء جهادية، وحوزوية، وإجتماعية، وجماهيرية، فهو زعيم مناضل، منفتح عميق، يمتلك سلاحاً كبيراً، للإنتصار لقضية شعبه، لذا خافه الأعداء ومكروا به.الحرية شمس مشرقة، لمن عاش في ظلمة حالكة، وهذا شعور العراقيين الأحرار، وهم يستقبلون قائدهم المفدى، السيد محمد باقر الحكيم بغبطة، وما كانت عودته للعراق مبكراً، إلا لينسج لشعبه قصة الشهادة، ليلتحق بركب عمه سيد الشهداء وأصحابه، فرحل بيوم قائض صائماً، متضرعاً لله عز وجل، أن يلقاه مضرجاً بالدماء الزاكية، فلم يُبقِ إلا عمامته المقدسة، لنفهم معنى الحرية حق الفهم.