نعلم جيدا أن الثورة تأتي على أسس تكون كفيلة في نقل الصورة الحقيقية للظالم للعالم أجمع و الإطاحة به، الا في العراق الثائر يقتل و على أسس دماءه تشكل حكومات، و الدليل على ذلك المظاهرات التشرينية التي خرجت مناهضة لحكومة عام ٢٠٢٠؛ بعد ما قتل أكثر من ٧٠٠ شهيد وجدنا القائد و المحرض و الموجه طلقاء أحرار، و بهذا الثورة في العراق فاشلة.
يسأل أحدهم.. لما الثورة في العراق فاشلة؛ الدليل لأنها على طيب الفترات لم تحاسب الظالم، و ركنت إلى الظالمين بعض منهم، و البينة على ذلك نزولهم للانتخابات و الحصول على المقاعد و زوجات و أمهات و أطفال شهداء تشرين يفترشون الشوارع، بل أكثر من ذلك هناك من باعت نفسها من أجل لقمة العيش.
الغريب ما في الأمر أن العراق لا تستمر الثورات، اما تقمع مثل ثورة انتفاضة شعبان، أو تباع مثل انتفاضة تشرين، تجد الشباب متوجهين طامحين نحو التغيير الا ان تأتي عاصفة التدخل الخارجي و تجعل منها أضحوكة بين شفتي عملائها، و تصبح شهدائها عبارة عن دخان ياخذ حيز من الفضاء ثم يتلاشى.
على الثورات أن تكون لها خطط حقيقية و تنسيقية تدير الوضع، و تضع الشروط أمام مرشحيها الفائزين، و تتكفل بجميع العوائل التي ضحت باولادها في ساحات الاعتصام، و ان يكون هناك اجتماعات دورية مع المتظاهرين حتى يكونون بتماس معهم، أن ادارة مثل هكذا قضايا تحتاج لحنكة سياسية، و عقلية كبيرة تجمع ما بين الشهداء و الأحياء و قطف ثمار الثورة.