18 ديسمبر، 2024 8:05 م

المتظاهرون والبعثيون… من؟يتشرف بمن؟

المتظاهرون والبعثيون… من؟يتشرف بمن؟

مابرحت حكومات المنطقة الخضراء التي تعاقبت على حكم الشعب المغلوب على أمره منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا وساعتنا هذه بتوجيه أصابع الإتهام إلى البعث والبعثيين عند تعرضها لأية أزمة سياسية أو إقتصادية أو حتى إرهابية ،فما إن حدثت أزمة ما حتى تسارع  المسوؤلين وتسابقوا فيما بينهم على توجيه أصابع الإتهام إلى البعثيين ويتهمونهم بأنهم يقفون وراء هذه الأزمة أو تلك ، فكثيرة هي الأزمات التي تعرضت لها الحكومات العراقية الجديدة حكومات المحتل منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا وكثيرة هي الوجوه والأقنعة التي إرتدتها تلك الحكومات المتعاقبة لتثبيت حكمها الواهن وتشبثها بكرسي السلطة، فما بين قناع الحرية والديمقراطية إلى قناع محاربة القاعدة إلى قناع الطائفية ومحاربة أتباع يزيد كما قالها مختار العصر المالكي وأرادها أن تكون حربا” حسينية إلى قناع محاربة الفساد إلى قناع محاربة داعش ، مابين جميع هذا الأقنعة والشعب يسحق ويدمر والشعب يهان وتستلب حقوقه , وأمواله تهدر أمام عينيه على ملذات وشهوات من يجلسون ويتنعمون خلف أسوار المنطقة الخضراء وآخرها يقتل على أعتاب المنطقة الخضراء وهو يطالب بحقوقه .ما إن إنتفض الشعب وانتفضت غيرته وعراقيته الحقيقية الأصيلة وصرخ بوجه الظلم والفساد والطغيان وحطم أسوار المنطقة الخضراء وتسلق فوق جدران الخوف التي تحتمي خلفها الحكومة حتى زالت جميع الأقنعة التي طالما توارت خلفها الحكومة وجميع السياسيون من سنة وشيعة وعرب وأكراد وظهر وجه الحقيقة وجه الظلم والأستبداد وجه التمسك بالكرسي وإراقة الدماء لإجله حتى لو كانت دماء شعب زكية بأكمله، فكشفت حكومة المنطقة الخضراء عن أنيابها السامة الصفراء وهي تطلق النار وتقتل المتظاهرين السلميين وتحشد المليشيات القذرة الوقحة ضد أبناء الشعب لترهبهم ، وسارع رئيس الوزراء إلى توجيه الإتهام إلى البعث بأنه يقف وراء هذه الإحتجاجات والتظاهرات بل وإنه وصفها بأنها أعمال شغب يراد بها تعطيل المرافق الحكومية وإيقاف عمل الدولة والمساس بهيبتها وقد فاته أنه وزمرته الفاسدة في حزب الدعوة وأحزاب السلطة قد سلبوا العراق هيبته وإحترامه داخليا” وخارجيا” فما بين عراق محطم فقد هيبته السياسية والدولية والإقتصادية وأصبح يتسول البنوك والمصارف العالمية لإقراضه وإغراق أجياله القادمة بديون طويلة الأمد لإشباع رغباتهم وملذاتهم التي أفلست العراق ، عراق محتل ومسلوب من قبل عصابات ومليشيات تتحكم بقوت شعبه وأمنهم ، عراق فقد سلطته فوق أرضه ولانعلم من بيده دفة الحكم وسلطة القانون.وهنا نقول لرئيس الوزراء إنك ومن معك من السياسيين وصفت المتظاهرين بأنهم بعثيين ونتسائل هل البعثيون اليوم متواجدون داخل الساحة العراقية بهذا الحجم وهذا الثقل الشعبي ؟ وهل لدى البعث السلطة والقوة في التأثير على الجماهير للقيام بمظاهرات بهذا المستوى والتنظيم؟ وهل حزب البعث في العراق لايزال يمارس مهامه الحزبية والتنظيمية في بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والمحافظات الجنوبية ليقوم بتعبئة الجماهير ويمدهم بزخم تعبوي وإعلامي ويسير حتى يقتلع أسوار المنطقة الخضراء ويصل إلى مكاتبكم وتهربون أمامهم كالجرذان؟ وهل لدى البعثيون محطات فضائية ووسائل إعلامية لتعبئة الجماهير إعلاميا” ويتمتع جماهيرها بالطاعة والإحترام لها ويتبع ماتقوم بنشره لإقتلاعكم أنتم وفسادكم من كراسيكم كما جاء على لسانكم يارئيس الوزراء أنتم وجميع السياسيين ومن سبقكم أيضا” ووصفتم بعض المحطات الفضائية العراقية الشريفة والغيورة بإنها بعثية وتلاحقونها داخل العراق وخارجه لقطع إرسالها وإغلاق مكاتبها وتستهدفون مراسليها لما لها من تأثير وطني معنوي على الجماهير كونها تنقل الحقيقة وتعريكم أمام الشعب والعالم أجمع ؟هل لدى البعث هذه الإمكانيات والقدرات المادية والمعنوية بل وحتى الاقتصادية لتسيير الجماهير ؟إن كان الجواب نعم.. فيحق للبعث أن يتشرف بهذه الجماهير التي خرجت من بيوتها وتركت أهلها في سبيل إقتلاع الفساد وتحطيم أسواركم التي بنيتموها حولكم لأنكم لاتستحقون أن تحكموا شعبا” نابضا” حيا” باسلا” كشعب العراق ، للبعث أن يفتخر ويتشرف بهكذا جماهير ، بهكذا شعب حر كشعب العراق الذي لايموت أبدا”، فها هو يثبت لكم وللعالم بأنه شعب حي وفكر البعث فكر حي لايزال يحرك الجماهير ويؤثر في وجدانهم ويخاطب عقولهم ويمس جوارحهم.أما إذا كان جوابكم يارئيس الوزراء كلا.. وأن حزب البعث لم يعد يمتلك هكذا مقومات داخل المجتمع العراقي فنقول لكم أن الجماهير التي خرجت ضدكم وضد فسادكم تتشرف بالبعث وفكر البعث حتى وإن لم تنتمي للبعث لأنكم وصفتموه بهذا الوصف لأن الثورة على السلطان الجائر حق وأن الشعب على الحق يوم أن ثار عليكم وعلى طغيانكم وفسادكم ،فمن يحمل فكر الثورة وفكر الحق وفكر التحرر لايهمه بعدها ماذا يوصف طالما أنه على الطريق الصحيح وسائر في دروب الحرية والتضحية والشهادة لايأبه بما يصفه أعداءه بعثيا” أم غوغائيا” أم أيا” كانت التسمية طالما أنه يسير مضحيا” في سبيل شعبه وأرضه وحرية ومستقبل أجياله، لا بل وأنتم الأن تؤكدون مقولة قالها صدام حسين قبل عقود من الزمن(العراقيون بعثيون وإن لم ينتموا) .هل فهمتهم ياسيادة رئيس وزراء حزب الدعوة والمنطقة الخضراء؟ فأنتم لاتستحقون أن تحملوا لقب رئيس وزراء العراق لأن العراق أكبر منكم وأكبر من أحزابكم ومليشياتكم وكتلكم العفنة النتنة الذي أزكمت الأنوف منذ عام 2003،  هل فهمتهم الرسالة؟ هل فهمت الأن من؟يتشرف بمن؟ ونحن بدورنا نقول لكم نحن لانتشرف بكم أنتم ولا بأحزابكم ولا بكتلكم سنتكم وشيعتكم وكردكم وعربكم فأنتم لاتمثلون الإ أنفسكم أعدادا” معدودة وليش شعب كشعب العراق وإنكم لن تثنوا الشعب عما بدأ به مهما وصفتهموه ولن ترهبوا الشعب بأوصافكم ولن تردعوه عن إقتلاعكم ومحاسبتكم ،إنه عار يلاحقكم لأمد الدهر وسيذكركم التاريخ بأبشع أنواع الأوصاف القذرة التي تستحقونها.أين ستحتمون وأين ستلوون بجناحكم ومن سوف يأويكم وماذا ستفعلون؟ هذا ماجنيتموه بأيديكم فذوقوا ماكنتم تكسبون.لقد تلطخت أيديكم بدماء الشعب ولن يغسلها الإ دماؤكم، لن يتراجع الشعب ولن ينسحب من دروب الحرية والإنتفاضة ضدكم وضد  فسادكم ونتانتكم وقذارتكم ولن يترككم الشعب الإ ويحاسبكم عن كل قطرة دم سفكت ظلما” وكل دينار أهدرتموه على ملذاتكم وشهواتكملقد حان وقت قطف الثماروإن غدا” لناظره لقريب.حفظ الله العراق وشعبه
 [email protected]