الموقف الإيراني تجاه التظاهرات العراقية وتدخلاتها السافرة وضغوطها التي تمارسها لحماية الفاسدين وعلى رأسهم المالكي وفرض إرادتها لمنحهم مناصب سيادية، لهو امتداد لمواقفها وطريقة تعاطيها مع القضية العراقية والتي هي من أساسيات السياسة الإيرانية الثابتة التي ترسمها وتحددها مصالحها القومية العليا ومشروعها الشعوبي التوسعي الذي تسعى لتحقيقه على حساب خراب البلدان، بل واحتلالها كما هو الحال في العراق، وسحق الشعوب حتى لو كان الشعب الإيراني نفسه، كما أكد على هذه الحقيقة مرارً وتكرارً المرجع الصرخي في خطاباته وبياناته ومواقفه، ومنها قوله: (… فالسلطة في إيران تريد أن تحمي نفسها على كل حال حتى لو سَحقَت شعوبَ المنطقة كلها سواء كانت هذه الشعوب المسحوقة سنيةً أو شيعيةً، عربيةً أو كرديةً، مسلمةً أو غيرَ مسلمة، شرقية أو غربية، بل حتى لو سحق الشعب الإيراني بكل طوائفه وفئاته، فالمهم السلطة الحاكمة).
ومع تزايد الزخم الجماهيري وتصاعد سقف المطالب وانتقال المتظاهرين من حالة التظاهر إلى حالة الإعتصامات، يزداد حقد إيران وغطرستها، فقد قامت الحكومات المحلية التي تقودها الأحزاب الدينية (اللادينية) المرتبطة بإيران بممارسة أسلوب العنف والقمع الوحشي مع الشعب المنتفض، بعد أن تلقت الأوامر من الخامنئي الذي جدد انزعاجه من التظاهرات من خلال رسالته التي بعثها إلى أذنابه في العراق بواسطة سليماني، في مقابل هذا القمع الوحشي بحق العراقيين نجد وكالعادة الصمت المطبق لمرجعية السيستاني.
على ضوء ما ذكرنا وما لم نذكره للاختصار تبرز الضرورة الملحة والسريعة في إخراج إيران من اللعبة العراقية كما طالب بذلك المتظاهر والناشط المرجع العراق الصرخي، في مشروع الخلاص الذي طرحه، حيث دعا إلى:
)) 10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح ((
وهذا لا يكون إلا بإبعاد أدواتها وأذنبها في العراق، من خلال التغيير الحقيقي الجذري، وهذه هي إرادة الجماهير التي عبرت عنها في سوح التظاهر بهتافاتها وشعاراتها ومنها : )ايران بره بره بغداد تبقى حره( وغيرها، فمادات إيران موجودة بوجود أدواتها فان الفساد والمفسدين سيبقون جاثمين على صدر العراق وشعبه، وسيزداد سفك الدماء وإزهاق الأرواح وسيزداد الأمر سوءا، وما حدث في البصرة الفيحاء وبابل الحضارة وغيرها، من قمع للمتظاهرين لهو مؤشر خطير أخر على المؤامرة القذرة التي تديرها إيران الحقد والشر والأحزاب المرتبطة بها لقمع التظاهرات، فلا يوجد أمل في الإصلاح والتغيير الحقيقي إلا بإخراجها من اللعبة ما دامت الفرصة سانحة.