11 أبريل، 2024 10:05 م
Search
Close this search box.

المتسول والحب

Facebook
Twitter
LinkedIn

في زمن الملوك التقى متسولان عراقي وإيراني على الحدود قرب مندلي فتذاكرا وشكا أحدهم للآخر الشحة في الأموال وبخل من يملكونها وصعوبة العيش وقلة المورد وفي حديثهما كانوا على وئام واتفاق تام وهم يتكلمان عن أمور المعيشة في البلدين حتى ولجا حديث السياسة فاختلفا حد الاقتتال بعد أن اصر الشحاذ العراقي على ان ملك العراق أفضل من ملك إيران في الوقت الذي رفض فيه الشحاذ الإيراني الأمر معلنا أفضلية ملك إيران على ملك العراق وتطور الجدال حتى احتدم فأخرج كل منهما سكينا من كيس الشحاذة وتطاعنا ساعة من نهار حتى سقطا ميتين عند حدود بلديهما ومع انتشار أمر الحادثة وتندر الناس بها واستغرابهم من شحاذ لم يحصل من بلده ومليكه على معاش او سكن او حياة كريمة تحفظ له ماء وجهه واعتاد مد يده للناس في صباحات الأيام واماسيها يدفع حياته من أجل إثبات أفضلية مليكه على ملك بلد مجاور وعند الموت لم يهتم به الملك او البلد ولم يصغي حتى لسماع قصة موته رغم أن العالم سمع بها في حينها وأطلق أحد المجانين مقولة ( ملكيين أكثر من الملك نفسه ) فلاكتها الألسن في كل بقاع الأرض مدحا وشتما .. اتذكر هذا واضحك سخرية وازدراء ليس من غباء المتسولين اللذان قتلا نفسيهما حبا بملكين لايهتمان لهما وانما من غباء المتحزبين لطرفي النزاع وجدالهم وتشاتمهم على الفضائيات او صفحات الشبكة العنكبوتية في الوقت الذي يختلف طرفا النزاع علنا ويتفقان سرا من دون تضرر مصالحهما في الوقت الذي يموت فيه الشحاذون الجدد على حدود الطرفين من دون أن يؤبنهم طرف او يذكرهم ولو من بعيد .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب