18 نوفمبر، 2024 3:48 ص
Search
Close this search box.

المترجم الخائن المترجم الخائن

المترجم الخائن المترجم الخائن

الحياة كلها محاولات جادة للترجمة ، كل منا يريد ترجمتها وفق قناعته ..والفن (في جوهره عملية ترجمة ) لكن هناك من يقسر الامور وفق قوالب ترجمته : فالطغاة يترجمون حياتنا وفق أمزجتهم ومن يكره الشيوعية يترجمها :كفر وإلحاد وأباحية وعملاء بريطانيا وبريطانيا نفسها رأت الحزب الشيوعي العراقي يريد ترجم العراق الى السوفيتية يومها ..والمتشددون يترجمون الاسلام بالتفخيخ وانتهاك الاعراض ونكاح الجهاد والاسلام بريء من كل هذا ودول الجوار تجتهد في ترجمتنا وفق خرائطها..والآن هناك من يترجم التظاهرات العراقية : إعلان مدفوع الثمن و مطاليبنا الخدمية من ماء نظيف وكهرباء وتشغيل اولادنا العاطلين وبناتنا العاطلات .. ان هذه المطاليب ترجمة سابقة لأوانها ومن الضروري تأجيلها !! في (المترجم الخائن ) للروائي فوّاز حدّاد سيقوّم المترجم حامد سليم بتغيير نهاية الرواية وجعل الافريقي لايقيم في لندن ولايتزوج الانكليزية البيضاء ..بل يعود لوطنه لينفع أهله وناسه في افريقيا الجوع والكنوز…هذا التغيير لايجوز طبعا لأن المترجم ليس هو الروائي ويحق له التصرف بالنص وكان يمكن الاكتفاء بالسؤال الذي طرحه محرر ثقافي في أحدى الصحف (منذ متى كانت تدور النشر تسوّق لكل لغة خاتمة روائية ترضي مشاعر الناطقين بها؟) لكن الصحفي شريف حسني ..الذي حاول الرواية ولم يفلح..والقصة القصيرة كذلك ولم…وجدها فرصة للنيل من المترجم والسبب لأن المترجم وتلك الشابة المترجمة حين قصداه بصفته مربي الاجيال الثقافية !! فشل هذا النجم الاعلامي في اصطياد الفتاة ..وهو يفضح نفسه ويعتبر وليم فوكنر هو مؤلف رواية (وداعا ايها السلاح) وكذلك مؤلف رواية (لمن تقرع الاجراس) وان فوكنر شارك في الحرب الاسبانية 1936 فإذا بالفتاة تلطمه على وجهه حتى يمييّز بين فوكنر وهمنغواي..من يومها والنجم الصحفي حاقد حانق على المترجم (حامد سليم).. وهاهو يشن حملة اعلامية على ترجمات المترجم الشاب ويدعو الى اقصى العقوبات بحقه.. وسنعرف في النهاية ان شريف حسني من مثقفين ينتسبون للمخابرات !! وهذا الشريف حسني يعرف جيدا رغم جبروته وخدامه من الاعلاميين : فشل في ترجمة الشابة المترجمة الى عاهرة كما اعتاد مع غيرها كما فشل في تحويل المترجم حامد سليم الى ذي قرنين …لأن في حياتنا الميدانية ثمة نصوص ليس لها سوى ترجمة واحدة ناصعة لاخيانة فيها لأنها جسرنا بين ضفتين جديدتين دائما ..

*عمود صحفي أسبوعي/ طريق الشعب /

أحدث المقالات