7 أبريل، 2024 3:38 ص
Search
Close this search box.

المترجمون ومسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية

Facebook
Twitter
LinkedIn

اخترت هذا العنوان بعدما تعرفت من خلال صفحة التواصل الاجتماعي على شخص عراقي الأصل أمريكي الجنسية مسيحي الديانة تبين انه عمل لفترة طويلة في العراق مع الجيش الأمريكي المحتل وكان فترة في مدينتي الموصل وقد تجاذبنا إطراف الحديث وهو يسترسل في ذكرياته عن الأيام التي عاشها في العراق وقد تحدث لي عن حالة كادت أن تؤدي إلى كارثة وجريمة تضاف إلى جرائم المحتل لو لا عناية الله وتدخله الشخصي واليكم القصة كما يرويها والعهدة على الراوي .
قال : استقدم الجيش الأمريكي عدد من المترجمين والمترجمات من أصول عربية وجنسيات مختلفة وكانت أحداهم تونسية الأصل ومولودة في أمريكا وتحمل الجنسية الأمريكية وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك كانت مكلفة بواجب مع مفرزة للجيش الأمريكي في مدينة الموصل ولدى تجوالهم شاهدوا عدد من المواطنين يذبحون الأضاحي في الشارع مع صيحات التكبير فاستغربوا من هذه الظاهرة التي يبدوا أنهم لأول مرة يشاهدوها وبعد الاستفسار من المترجمة التونسية والتي يبدوا أنها لا تعلم شيئاً عن الدين الإسلامي الحنيف ولا بموضوع الأضحية في الشريعة الإسلامية أجابتهم بأن هؤلاء إرهابيون ويتدربون على نحر أعدائهم عندها قرر الأمريكان الاهتمام بهذا الأمر الخطير الذي يمارسه الإرهابيون ووضع الخطط اللازمة للقضاء على هذه المجاميع الإرهابية ولما طرح الموضوع أمام قيادة الجهة الأمريكية في المدينة وكان المترجم العراقي حاضراً . استغرب اشد الاستغراب في ترجمة هذه الوقائع من هذه المترجمة وتدخل على الفور وقال لهم هذا خطأ كبير في نقل المعلومات وشرح لهم قائلاً أن هذه الممارسة هي احد طقوس الدين الإسلامي ولا تكون ألا في أيام معينة هي أيام عيد الأضحى المبارك وهي تمثل تقليداً لما فعله النبي إبراهيم عليه السلام وهذه الوقائع مذكورة في الكتب السماوية . وطالب بمحاسبة هذه المترجمة لسوء ترجمتها ولعدم معرفتها بأمور وطبائع العراق وأهله فضلاً عن طقوس الدين الإسلامي وبالفعل بعد دراسة الأمر من قبل الأمريكان تأكد لهم صحة ما قاله المترجم العراقي واتخذ أجراء بنقل هذه المترجمة البائسة إلى محل أخر عقوبة لها .
بعد أن روى صاحبي هذه الرواية أدركت كم من العراقيين ذهبوا ضحايا المترجم وكم تضرر أهل العراق من سوء الترجمة وعدم القدرة على إيصال المعلومة بدقة للجيش أو للمحقق الأمريكي الذي وضع ثقته بمثل هؤلاء وأخيرا أقول لك الله يا عراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب