23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

المتخلف عن ركب الحسين (ع) كالمتخلف عن جيش اسامة بن زيد

المتخلف عن ركب الحسين (ع) كالمتخلف عن جيش اسامة بن زيد

كثير من الاخوة الذين اطلعوا على مقالنا المنشور في الصحافة بعنوان ( المتخلفون والحاضرات في ركب الحسين (ع) مستفسرين عن نص العبارة في المقال(( اذا اوجد المؤرخون عذرا و مبررا ل محمد بن الحنفية , ولعبد الله بن جعفر , ولعبد الله بن عباس في تخلفهم عن ركب الامام الحسين(ع)) فارادوا بيان هذه المبررات , وهل هؤلاء متهمون ام ابرياء ؟! وعليه ساعرض لكم موجزا بالاسباب التي حالت دون التحاقهم بركب الامام الحسين (ع) والقتال بين يديه , فابن عباس كان مكفوف البصر وعن مثله يسقط التكليف بالجهاد ورغم هذا قال للامام الحسين (ع) فوالله الذي لا أله إلا هو لو ضربت بين يديك بسيفي حتى ينقطع وتنخلع يداي جميعاً من كتفي لما كنت ممن أوفى من حقك عُشر العشير وها أنا بين يديك فأمرني بأمرك ، فقال ابن عمر، وكان حاضراً مهلاً ذرنا من هذا يا بن عباس) وأحسبه قال ذلك خشية أن يحرج هو ليقول مثل مقالة أبن عباس , ولكن هذا الاستدراك سنعود له لاحقا .

ابن جعفر فقد تكون ظروف صحية قاهرة اقعدته عن المشاركة في المعركة شخصيا فهو قلبا وفكرا مع المعركة والا كيف نفسر بإرسال زوجته زينب الكبرى (ع) وأبنائه مع خالهم ؟! ولم يكن مبتاسا ولا نادما على مشاركة ابناءه محمد وعون واستشهادهم في الطف , وقد تبين ذلك بتعنيفه لغلامه عندما تذمر بعد سماع خبر استشهاد سادته فقال له : يا بن اللخناء ، أللحسين تقول هذا ؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أُقتل معه والله انه لما يسخي بنفسي منهما ويهون عليا المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسين له صابرين معه ثم قال ألم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي .

اما محمد بن الحنفية فهو الاخر كان مريضا ومشلول اليد وهذا يظهر من كلامه بتوديع اخيه وامامه : ((إنّي ـ والله ـ لَيَحزُنُني فراقُك، وما أقعَدَني عن المسير معك إلاّ لأجل ما أجِده من المرض الشديد.. فواللهِ ـ يا أخي ـ ما أقدر أن أقبضَ على قائم سيف، ولا كعبِ رمح، فواللهِ لا فَرِحتُ بعدك أبداً! )) معالي السبطين 1 : 229 ، أسرار الشهادة : 246 , وهناك راي يقول : أنّ الحسين أمره بالبقاء في المدينة؛ لأجل مصالحه ومصالح مَن بقي من بني هاشم، حتّى لا يتجرى عامل المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على أذاهم، حياءً منه أو خوفاً من الخروج عليه , وليس يخفى على أحد ما قام به محمد بن الحنفية من دور في هداية المختار لأخذ الثأر من قتلة الحسين (ع)…هناك من يستفسر بسلامة نية ويقول : اذا كان محمد بن الحنفية معذورا من المشاركة للمعركة سواء بسبب المرض او بامر الامام (ع) فكيف لا يرسل اولاده كما فعل ابن عمه عبد الله بن جعفر والجواب يحتمل فيه ان اولاده كانوا صغارا لاسيما ان محمد اصغر من الامام الحسين ب14 عاما فامه من سبايا فتوحات ابو بكر الصديق , ولكن ابن عنابة يقول ان لمحمد بن الحنفية ولدا يدعى جعفر قتل في وقعة الحرة ولم يذكر عمره , فقد يكون طفلا صغيرا حقا , نعود ل لكن لو استثنيا حبر الأمة من بني العباس والذي اشرنا أنه كف بصره إن صحت الرواية فاولاده (العباس – عبيد الله- عبد الرحمن – محمد – والفضل- علي لماذا بخل بهم ؟! اصغرهم علي كان عمره 20 سنة , ثم اين إخوة ابن عباس وأولادهم واحفادهم ؟!لقد اصبحت وصمة عار في جبين العباسين بان تركوا امامهم وابن عمهم بيد الذئاب الكاسحة من بنو امية تنهشهم في صحراء كربلاء , ولم يخرج من هذا العار التاريخي الذي لحق ببنو العباس الا ام الفضل لبابة بنت عبيدالله بن العباس زوجة العباس(ع )…لقد سمعوا بمقتل الحسين (ع) وأسر نسائه وأطفاله , ولم يتحركوا ويذهبوا لفك أسر أختهم لبابة زوجة العباس (ع) والرجوع بها كما فعلت الأسر والقبائل في فك النساء الأسارى عند ابن زياد قبل الذهاب بهن إلى الشام .

كانت فرصة سانحة للعباسيين أن يمسحوا العار الذي لحق بهم ب خيانة عبيدالله بن العباس للإمام الحسن (ع) وفراره إلى معاوية لو أنهم نصروا الحسين (ع) وجاهدوا معه لكنهم أبوا إلا أن يسودوا وجوهم بمرتين احدهما بموقف مشين مع الامام الحسن والاخر مع الحسين , في حين لم يتخلف ولا شخص من أحفاد أبي طالب سواء من أبناء عقيل وأحفاده وجعفر واحفاده وعلي واولاده وأحفاده حتى الأطفال منهم ما عمر بن علي وزيد بن الحسن .

هناك من لا يستحسن الخوض بمثل هكذا مواقف بتخطئة او تبرئة احد من المتخلفين عن نصرة الحسين (ع) بل هناك من يجهد نفسه لايجاد مبررات لمن تخلف عن واقعة الطف بقولهم : ان ً خروج الحسين (ع) من مكة الى الكوفة كان لغرض البيعة وليس للحرب لان اهل الكوفة طالبوه بالقدوم لهم ولم تظهر بوادر الحرب الا بعد وصول خبر مقتل مسلم بن عقيل , ولكن هذا التبرير ليس صحيحا وامام القرائن لا يصمد كثيرا فالحسين (ع) منذ ان نوى الذهاب للكوفة خاطب بني هاشم قائلا : من لحق بي منكم أستشهد معي ومن تخلف لم يبلغ الفتح مناقب ابن شهرآشوب 4 : 76 ., حيث كان الامام في طريقه من يلتقي به يطلب منه النصرة كما حصل مع زهير بن القين وعبد الله بن الحر الجعفي .