من افرازات الاحتلال الامريكي للعراق هو بروز شخصيات متحوله سياسيا بمعنى الكلمة، انهم ساسة العراق، والتحول يجري حسب المرحلة واحتياجاتها، فمنهم من نادى بالالتزام الديني والعشائري متخذا جميع الطرق السالكة منها والوعرة للتملق كوسيلة للوصول الى غاياته المريضة، وما ان نال مبتغاه حتى ترك الاثر السيء على المواطن العراقي ليفضل مصلحتة الشخصية على المصلحة الوطنية او الدينية او العشائرية حتى، سارقا بذلك اموال الشعب، فتحول من اسلامي عشائري الى حرامي.
في مرحلة اخرى تحول السياسي الى وطني يرفع شعاره لدولة يسودها القانون والاخر يدعو للاصلاح واخر يريد نصرة المواطن و اخر يريد ان يكون متحدا وهكذا.. فما رأينا الا القانون وقد تمزق وضياع الاصلاح وخيبة امل للمواطن والتفرقه للمتحدون، التحول في هذه المرحلة من سياسي اسلامي حرامي الى سياسي وطني حرامي.
ضاقت بنا السبل فخرجت الجماهير تعلن عن سخطها من السرقات التي طالت اموال البلد على مر السنين المنصرمة، فتتطلب الامر هنا الى تحول جديد من نوع اخر الا وهو محاربة الفساد والفاسدين، الوجوه ذاتها دون تغيير تعلن معا عن عزمها محاربة جميع انواع الفساد واصبحوا يتراشقون التهم فيما بينهم ويفضحون بعضهم بعضا ولم تتوقف سرقاتهم بل لا زالوا على العهد باقين في جمع اموالهم من السحت الحرام، في هذه المرحلة اتخذ السياسي محاربة الفساد ليغطي على سرقاته وليكون وفي وقت واحد المحامي والحرامي.
لم يجدي هذا النوع من التحول نفعا مع الشعب العراقي بعد ان اصبح شعبنا على قناعة مطلقة بفشل وفساد الطبقة السياسية الحاكمه فطالب باستقالة الحكومة، هنا ظهر تحول اخر “مودرن” يدعو الى تشكيل حكومة تكنوقراط من شخصيات “تَنَكـ قراط” هي ذاتها التي تولت مناصب في الدولة العراقية وفشلت في ادارتها، هكذا تحول سياسيونا الى تكنوقراط بين ليلة وضحاها فأصبحوا يرددون مطالبهم بحكومة تكنوقراط.
ان كل سياسي عراقي متحول الى تكنوقراطي هو حرامي، والقاسم المشترك الوحيد في جميع هذه التحولات هو السرقه، فلا فرق عندنا من ان تكون اسلامي او وطني او تكنوقراطي ما دمت حرامي، ولا وجود للحرامية بيننا بعد اليوم لذا ارتأينا ان نرفع شعار “ارحل” للعمل به والمضي قدما للخلاص والانتقال الى مرحلة جديدة تنهض بالوطن وابناءه.