23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

المتحدث لا يعرف الجار والمجرور النائب خالد المفرجي نموذجاً

المتحدث لا يعرف الجار والمجرور النائب خالد المفرجي نموذجاً

من منا لا يتذكر القصة البليغة والحكمة الراسخة في أذهاننا منذ طفولتنا وأيام دراستنا الابتدائية , تلك الحكاية التي عُنيت بثقافة الحديث والمتحدث , تلك هي قصة الفتى الذي لم يتجاوز الحادية عشر من العمر , والذي أراد أن يتكلمَ في حضرة الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه , عندما قال أمير المؤمنين إجلس يابني وليقم من هو اكبر منك سناً , فرد عليه الفتى يا أمير المؤمنين إن الانسان بأصغريه قلبه ولسانه فإذا منح لساناً لافظا وقلباً حافظاً فقد استحق الكلام , ولو ان الامر في السن لكان في الامة من هو أحق منك بالخلافة .
هكذا تعلمنا أن من يعتلي المنبر او يريد الخطابة ان يكون ملماً , حافظاً , قادراً , مقتدراً , متشبعاً مما سوف يقول , مؤثراً بمن يخطب , لأن الخطابة علم , واللغة علم وقواعد اللغة علم , لا ان يتصدر المنابر والمؤتمرات الصحفية جهلاء القوم , وقتها سوف يسيء لقومه قبل أن يسيء نفسه  .
وأنا أتابع المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم اللجنة التنسيقية للمحافظات الست النائب خالد المفرجي والذي قدم نفسه متحدثاً باسمها , لم أتمالك نفسي في أن أشتم واللعن اليوم الأسود الذي أصبح الأمي يمثل هذه المحافظات التي تزخر بالكفاءات العلمية والطاقات الأكاديمية من أصحاب الشهادات العليا , فمن أهم شروط المتحدث ومن بديهياتها هي الثقافة العامة ومنها اللغة العربية وقواعدها في قراءة النصوص والبيانات المهمة , وسؤالي هل يعقل أن يتم اختيار متحدث يجهل قراءة ولفظ ما بعد حرف الجر وينصب ويرفع على ما يشتهي لسانه أو ما تعلم في قريته ؟  وهل خلت الكتل السياسية من شخص يجيد أبجديات اللغة العربية في لفظها وقراءتها , فإذا كان خالد المفرجي لا يفقه بقواعد اللغة العربية فكيف سيتعامل مع قواعد اللعبة السياسية  ؟ .
رسالتي الى من يريد ان يجعل له متحدثاً او ناطقاً او ممثلاً إختر من هو عالم , عارف , متعلم , فلا تعتقدوا أن من يصغي لكم أجهل منكم .
 
[email protected]