لااستطيع تخيل ذلك، أن تتحول المكاتب الاعلامية في الوزارات إلى مكاتب اعلانية وترويجية لشخص الوزير بل لا استطيع أن اتخيل ابدا ان تختصر جهد الوزارة بجهد الوزير، انظروا إلى مقدمات الاخبار الوزارات في مواقعها الرسمية( زار معالي الوزير ..اطلع معالي الوزير ..استقبل معالي الوزير ..وصل معالي الوزير من الكرادة إلى بغداد الجديدة ..ابتسم معالي الوزير ..)، لاتكتفوا بذلك اطلعوا ايضا على المجلات والصحف التي تصدرها تلك المكاتب واحكموا حكماً عادلاً كم صورة لمعالي الوزير وكم خبرا لافائدة منه وكم نشاطاً لايستحق ذكره تنشره تلك الصحف.
بالتأكيد اقدر مسألة هامة أن بعض الوزراء أن لم يكن اغلبهم لايتفهمون عمل المكاتب الاعلامية فهم يتصورن أن نجاحه في إدارة الوزارة بمقدار الصور المنشورة له في الموقع الرسمي والصحيفة التي يصدرها وفي اللقاءات والبرامج مدفوعة الثمن، لا يااعزائي ليس ذلك منطقياً، قلب الوزارة وواجتها المكاتب الاعلامية لانها مرآة عاكسة تبين الانجازات والاخفاقات وعلى المتحدث ان يخرج من جلباب الوزير وسطوته إلى جلباب الوزارة وينقل الحقيقة مهما كانت مرة،كم تمنيت لو أن الكتب السنوية التي تصدرها تلك المكاتب عن انجازتها تذيل بـ”باب الاخفاقات ” وتوضح الاسباب.
بعض المتحدثين في الوزرات إلى الركون في برج عاجي والنظر إلى وسائل الاعلام المحلية بانها لاتليق به والبعض الاخر فعل ابشع من ذلك فمر من ممر علاقته الحميمة مع الوزير وحصر التصريحات الاعلامية به، ومنع الوكلاء والمدراء العامين والشخصيات الفاعلة في الوزارة من التصريح والحديث إلى وسائل الاعلام .
والبعض الاخر “مدلل ” يريد أن يتصل به الصحفي في الوقت الذي يريده و يظهر المعلومة التي يريدها ويخفي المعلومات التي تضر وزيره والبعض الاخر ينسق مع وكالات عالمية ويتجاهل الوكالات المحلية لاسباب غامضة ومريبة .
المشكلة أن هذه المكاتب لم تنصهر بعد بالعمل المؤسساتي على الرغم من انها تعمل داخل مؤسسات ووزارات حكومية لسبب واضح وهو اختيار جزء ليس بقليل من المتحدثين من دون النظر إلى الكفاءة والخبرة التي يمتلكها في الشأن الاعلامي ، حتى وسائل الترويج تغيرت اساليبها وانزاح الترويج المباشر،يمكن ان تمرر المعلومة التي تريدها باتخاذ موضوعات اعم واشمل واكثر فائدة.
لابد أن نقتنع بأن المكاتب الاعلامية في الوزرات ليست مكاتب ترويجية على الاطلاق بل انها جزء من تطبيق مبادئ حرية الاعلام وتحقيق الديمقراطية، عبر استعمال اقصى وسائل الشفافية والابتعاد عن اللغة الشعرية وهجران افعال سنقوم وسنفعل ونشكل وسندرس في تزويد وسائل الاعلام بالمعلومات.
من ابرز اسباب الانتقاد الشعبي للحكومة خلال السنوات الاربع الماضية ان مشاريع الوزرات والهيئات المستقلة لم تغط اعلاميا بشكل كامل ولم تصل الصورة واضحة للقراء والمتابعين لان مكاتب الوزرات تحولت إلى مكاتب ناقلة لنشاطات السيد معالي الاستاذ الدكتور وزير الوزارة المبجل ونسى متحدثوها أن الوزارة باقية والوزير ذاهب فلاتكونوا جسورا مغلقة إني لكم من الناصحين والسلام…
أشارة :يستنثنى من الحديث اعلاه كل متحدث رسمي يتفاعل مع وسائل الاعلام ويحترم زملائه الصحفيين ويزودهم بالمعلومة الايجابية والسلبية .