النظام السياسي في العراق يعيش حالة الاستثناء في أغلب مفاصله عن الانظمة السياسية في العالم، فمن دستوره الملغم بمواد قانونية جعلته بين حينة واخرى يشهد انفجارات سياسية مدوية، يذهب ضحيتها اجزاء كبيرة من نظام الدولة الذي هو في الاصل متقهقر وضعيف امام الارادات السياسية الثانوية، وافة المحاصصة السياسية التي خضع ومازال يخضع لها الجميع منذ اكثر من عشر سنوات . تشكلت الحكومة العراقية بعد انتخابات لم تخلوا من الشد والجذب وعجلة من تشكيل الحكومة تلك اليد الخفية التي لم يكشف عنها بعد، بعض القوى السياسية و “اليد الخفية” الطولى انجزت حكومة تفاجئ بتشكيلها الجميع كسرت افق التواقع الذي كان سائد والاتجاه السياسي الذي يذهب اليه اصحاب نظرية الكتلة الاكبر و”الولاية الثالثة”، اليد الخفية والمحاصصة المقيتة جمعت الكبار في مجلس واحد اطلقت عليه مجلس رئاسة الجمهورية والذي وضعت فوقه الاكاديمي فؤاد معصوم الغير معتصم في قبال ثلاث متحاربيين يرجع لهم الفضل في تسخين الساحة السياسية في الماضي والحاضر . فالسيد نوري المالكي كان وما يزال يحرك اذرعه الخطبوطية التي نمت خلال ثمان سنوات في سدة الحكم ولا يقدر احد ان يقطعها او يحجم من فعلها، حتى ان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي كثيرا ما اشتكى منها في اروقة حزب الدعوة وعلى طاولة التحالف الوطني الغير متحالف، وذهب المالكي بكل قدرته السياسية وماكنته الاعلامية لينتزع لقب النائب الاول لرئيس الجمهورية مع ان هذا الشيء لم يلقى استجابة رسميه وبقى طي مقربوه .rnاما المحارب السيد اسامة النجيفي الذي تُعتبر احد اهم انجازاته بعد سقوط الموصل بالاشتراك مع اخيه “اثيل” هو تشكيل معسكر “تحرير الموصل” الذي يحتوي الاف القطط السمينة التي لا تقدر على دخول أي مواجه مع تنظيم “داعش” وما يدلل على ذلك انها منذ ما يزيد على سبعة اشهر لم تخوض أي اشتباك ولم تحرر شبراً من الموصل مع رفع حجة صار يرفعها الجميع هي عدم وجود سلاح كافاً لخوض المعركة .
مع ان النجيفيان دخلوا كأدوات في لعبة ما يسمى تقسيم العراق مع فتح خط مباشر مع الادارة الامريكية المختصة بصناعة الكوارث في المنطقة .rnوالمحارب الثالث الذي لا يقدر ان يخرج من حالة المعارضة هو السيد اياد علاوي الذي دائماً يعيش في حالة المعارض والمنتقد للحكومة العراقية والنظام السياسي ان كان داخل الحكومة او خارجها يخرج على الاعلام تقريبا كل يوم ويتجول في عواصم العالم وهو يتكلم بنبرة المعارض، غاب عن البرلمان لمدة اربع سنوات في الدورة السابقة ولم يحضر سوى مرتين عن طريق الخطأ، لم يقدر ان ينزل ولو ليوم واحد عن برجه العاجي ودائماً يتحدث بضمير الانا المتعالية التي دائماً ما تضعه في مواقف سياسية حرجة يقع رهينة لها .rnثلاثة من العيار السياسي الثقيل جمعهم الخطأ السياسي منذ 2003 والى يومنا هذا ما تزال خزينة الدولة تدفع لهم المرتبات العالية والمخصصات التي تغطي جميع احتياجاتهم حتى الشخصية منها، مع جيش كبير من المستشارين والحمايات التي يصل تعدادها فرقة عسكرية او يزيد . لم يستمع الثلاث لأفراد الشعب الذين صوتوا لهم ولا لحالة التقشف التي يعيشها البلد، نتمنى بالمحاصصة التي اتت بهم وبأمثالهم ان تذهب بهم ويصار الى نظام سياسي رشيق لا يعاني من السمنة .