تعد معطيات الاتفاق الاميركي السعودي اشاراتها وبوادرها في ما يخص الساحة الحالية للصراع المشدود الذي تخوضه دول المنطقة المخلوق والموجّه من اميركا والصهيونية العالمية وأفاعيها مثل الحركة ” الخمينية ” في ايران والنظامين العراقي والسوري وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن بالاضافة الى روسيا . كلٍ منهم مشارك حسب دوره وقدراته وحجمه وحجم المهمة المناطة بهِ في حالة الصراع هذه . دول الشر الاستعمارية الفاعلة حاليا في العالم مثل اميركا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا تمكنوا من ازالة شاه ايران و صناعة الحركة الخمينة ليضعوها بديلاً عنه في ايران راسمين لها برنامج واسع للتخريب والتدمير والقتل والابادة الجماعية والازاحة السكانية والتغيير الطوبوغرافي وتمزيق النسيج الاجتماعي برنامج واسع وخطير بعد ان اقتنعوا بأن الشاه الاراني بدء يجنح وينحو منحاً خارج سيطرتهم ونهجهم وما يرسمون وكان المؤشر الواضح الذي دل على سلوك ايران الشاهنشاهية هو الاتفاق العراقي الايراني الذي تم في الجزائر بين شاه ايران وصدام حسين نائب رئس جمهورية العراق انذاك . كانت الحركة الخمينية قائمة فاعلة وناشطة بشكل محدود ورئيسها وقائدها ” الخميني ” متواجداً في العراق لائذاً به وبحكومته انذاك ودامت اقامته اربعة عشر عام وكانت هذه الحركة متذبذبة وحذرة في نشاطها واستخدمت اسلوب ” حرب الكاسيت ” مع نظام الشاه وبشكل خفي لكونها مقيدة في منفاها العراق كونه اي العراق قد ابرم اتفاقاً مع الشاه بعدم السماح والتريج لأي نشاط عدائي لكلا الطرفين ينطلق من بلديهما ضد بعضهما . يرافق ذلك نشاط منظمة ” مجاهدي خلق ” الايرانية الفاعلة داخل المحيط الايراني بدعواها وافكارها الاشتراكية . فات الشاه ان مجرد التفكير والاعلان عن التخلي والتنحي عن سلوك الانقياد للسيطرة الاستعمارية سيعرض نفسه ونظامه لحالة خطرة وقلقة تشوبها الكثير من المصاعب التي سيواجهها في الداخل والخارج في كل المجالات المتاحة لصناعة المشاكل فيها مثل المجال الاقتصادي والعسكري والسياسي والثقافي والاعلامي .وفعلاً تمكنوا من استبداله وبسهولة والاطاحة به واحلال محله الخميني ” بسنديدة ” واتباعه الذي كان متفقاً مع منظمة مجاهدي خلق بقيادة ” مسعود رجوي ” وسرعان ما اطاحوا به ايضاً لأنه يتناقض معهم ومع دول الاستعمار فكراً ومنهجاً وسلوك .
كان من المفروض بالقيادتين الايرانية الشاهنشاهية والبعثية العراقية أن لا يكون الاتفاق بينهما على ايقاف النشاط المعارض لكليهما . بل كان المنطق الحكيم ان يرتقي هذا الاتفاق الى حالة ارقى وابعد بأن يصار الى محاربة وانهاء اي نوع من انواع النشاط المضر بكليهما والاجهاز عليه . كان من السهل القضاء على الحركة الخمينية وهي في مهدها من قبل الحكومة العراقية أنذاك وبالمقابل قيام حكومة ايران الشاه بنفس العمل داخل ايران تجاه القياداة الكوردية فيها ” ويدخل هذا المفهوم في منهج وحساب ” الاستباق ” في مكافحة تطور السلوك المعارض واستغلاله من قبل دول خارجية معادية . لكن القيادتين العراقية والارانية قصرتا في هذا الجانب . . . . عُرض على القيادة العراقية ” من بعض الاشخاص وليس الدوائر” المتواجدين في الحزب والدولة العمل على منع الحركة الخمينية من مغادرة العراق كقيادة واعضاء مثل الخميني واتباعه . كي لا يتحولوا في نهحهم المعادي المعلن للشاه الى عكس هذا العداء على العراق وادخاله في دوامة من المشاكل . حيث كان هذا متوقعاً ممن طالبوا بالتحجيم والسيطرة على هذه الحركة كونها حركة ” شعوبية ” تتخذ من الدين والمذهب منهج ومرتكز لها لكن القيادة العراقية رفضت ذلك . المهم بعدها تم تنفيذ البرنامج المزروع في ” الآلة الخمينية ” وأول من حاربت حاربت العراق ورفعت شعارها الذائع الصيت ” تصدير الثورة ” السلعة الخربانة الكاسدة الفاسدة ورفعت شعار ” طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء ” ( القدس قميص عثمان ) وبعدها الدخول في حرب ضروس دامت ثمان سنوات أقسى وامر من حرب ” داعش والغبراء ” حطمت البلدين وأوقدت نار الحقد والأنتقام خاصة في الجانب الإيراني على العرب والمسلمين الذي ضل يطبّل وينفخ على جمر الطائفية ومعاداة ” السنّة ” ومظلومية الشيعة التي لا اساس لها . والتي صيغت من الاساس بالدستور الايراني الذي نص عليها ” نصرة المستضعفين في العالم ” و ” ايران دولة اسلامية تتخذ من المذهب الشيعي الأثني عشري منهجاً لها ” . المهم كان ما كان .. واثناء ضرب العراق وبعد دخوله الكويت قام الجانب الإيراني بلعب دورين متناقضين الأول ايجابي بتزويد العراق ببعض مستلزماته مثل ” البانزين والطحين ” وانتشر حينها بعض اللغط ان سلاح مخبئ في اكياس الطحين لغرض استخدامه ضد السلطة العراقية . والثاني السلبي زج عناصر مناوئة للحكم العراقي وبعض من عناصر الاحزاب المناوئة المصنوعة في ايران وعناصر ايرانية زجتهم ايران لأستثمار ” صفحة الغدر والخيانة ” أثناء انسحاب الجيش العراقي من الكويت , رافق ذلك تصريح ” رفسنجاني ” السياسي الايراني البارز قائلاً أن على صدام مغادرة العراق والتنحي عن السلطة . كل هذا لم تعتبر به الحكومة العراقية وقامت اثناء شن الحرب عليه واحتلاله من قِبَل اميركا والمشاركين معها من دول العالم بأخلاء مجموعة كبيرة من طائراته العسكرية والمدنية الى ايران . بعد الاحتلال اتضح أن ايران كانت في حالة اتفاق مع اميركا وهذه الحقيقة لم تكن خافية على المتابعين المثقفين الداركين للشأن السياسي العراقي الايراني وتاريخه مخارجه ودواخله لكنهم كانوا مغييبين وغير مسموح لهم بالفصح وابدء الرأي . المهم استمرت حكومة ايران في استثمارها للإحتلال والرقص على تداعياته وسيطرت على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاعلامية والدينية في العراق وأمتدت ايران وبموافقة ومباركة اميركا الشيطان الأكبر الذين هم من سمّاها أي الخمينيون ملالي ايران ثم نفوذهم وسيطرتهم وتوغلهم في اماكن ومناطق كثيرة وواسعة في المنطقة العربية والاسلامية مثل لبنان والبحرين واليمن والسعودية والباكستان ومحاولات للتدخل في شؤون دول عربية أخرى بشكل سري ومعلن . بالمقابل كان خطئاً كبيراً من الدول العربية التي آزرت العدوان واشتركت فيه وخاصة السعودية ومصروسوريا وغيرها من الدول . كان عليها ان تتفق مع الجانب الاميركي على شكل وطبيعة الحكم في العراق لكن هذا لم يحصل واصبحوا نادمين على خطئهم حيث كان بأمكانهم وبسهولة الاتفاق مع الجانب الاميركي قبل الاحتلال . لكنهم اضاعوا ذلك , المهم العرب الآن في دوامة العدوان الإراني والاسرائيلي والاحتيال والابتزاز الاميركي وصناعتهم ” الريبورتية ” مثل داعش وغيرها , المهم بعد فوات الأوان تحاول السعودية ان تدفع بالتي هي احسن واسهل فأتفقت مع الجانب الاميركي واعطته اكثر مما يتمناه عسى ان تنتهي من الشر الذي يطرق ابوابها بقوة مستخدمة اسلوب الأرضاء لكل من يستطع ان يساهم بذلك وكل على حسب قدره . فبدأت تلوح في الأفق ايجابيات هذا التحرك بعد ان اعلنت اميركا عن منهجها القديم ” التلويح بالعصى والجزرة ” بوجه ايران مما حدى بها اعلان مرونتها وتراجعها في حديثها عن استفزاز وتهديد السعودية . ومن الجدير ذكره كحقيقة يدركها الجميع أن ايران واتباعها ” يخافون ويخشىون الولايات المتحدة الاميركية أكثر مما يخافون ويخشىون الله ” وأن الاسلحة الايرانية قياساً بالاسلحة الاميركية عبارة عن لعب اطفال ” نعود لفحوى حديثنا عن بوادر التراجع الايراني وعدائه للسعودية ودلالاته. جاء ذلك في تصريح وزير الخارجية الايراني ” محمد جواد ظريف ” مؤكدا ان وفودا من ايران والسعودية سيتبادلان الزيارات الدبلماسية قريباً , وفقاً لما نقلته وكالة انباء ” الطلبة ” الإيرانية عن طريق قوله الزيارات ربما تحدث بعد انتهاء موسم الحج في الاسبوع الاول من سبتمبر ايلول . بالمقابل ” الجبير ” وزير خارجية السعودية في تصريح له جاء فيه ” ان ايران دولة اسلامية ونتطلع لبناء افضل العلاقات معها ” قبل ذلك زيارة وزير الخارجية السعودي للعراق وعلى اثرها زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للسعودة و” مقتدى الصدر” احد الناشطين السياسيين في العراق .
من فوضى التعرض القائمة في المنطقة التي خلقتها اميركا وحلفائها وكما تطرقت لها وزيرة الخارجية الاميركية أنذاك ” كوندا ليزا رايس” نعم خلقت الحوافز الايجابة التي اضحت منافعها اكثر مما رسموه وخططوا له .
يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي ” بنيامين نتنياهو ” أن ايران باتت في مرحلة ” متقدمة ” من عملية بسط سيطرتها على العراق واليمن وتابع قوله ان ايران تسيطر وبقدر كبير على لبنان كلامه هذا كان موجهاً للرئيس الروسي ” فلادمير بوتين ” . واكيد محصلة هذا تصب في المصلحة الأمريكية الاسرائيلية فهم من يتمنى ذلك وايران أغنتهم عن فعل ما لا يستطيعونه . من هذا كله ما نسمّي ايران وافعالها . . . وفي أي ماعون