23 ديسمبر، 2024 10:02 ص

المتاجرة بالأطفال قرب مكتب رئيس الوزراء؟!

المتاجرة بالأطفال قرب مكتب رئيس الوزراء؟!

مفارقة طريفة مضحكة للغاية هي ارتكاب الجرائم ضد الطفولة وأمام مقرات الحكومة والبرلمان ومقابل مركز شرطة الصالحية . الأطفال الضحايا بالعشرات ولكن الحلول غائبة من أجل كسب الاموال من السحت الحرام . الاطفال الرضع هم عرضة للمتاجرة من قبل عشرات النساء يوميا منذ الصباح الباكر النساء يفترشون الارصفة والاطفال الرضع يتعرضون للأجواء الجوية القاسية من اجل استمالة أصحاب المركبات والمارة حتى يدفعون 250 دينار ! والمفارقة التسول أمام مقر الحكومة وامام مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، وقرب مقر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ووزير الدفاع والتخطيط ، وبالقرب من مركز شرطة الصالحية بوجود عشرات الدوريات ونقاط التفتيش لا نعلم ماهو مصير هؤلاء الضحايا بغياب السلطات القانونية وارتكاب تلك الجرائم بحق الطفولة والانسانية وماذا يقول الضيوف والسفراء والسياح تجاه انتشار هذه الظاهرة الخطيرة للغاية. متسولات يحملن أطفالا للمحال التجارية، ومباغتة الزبائن بطلب شرائهم لهن علب الحليب فقط دون طلب المال، ليقمن بعد ذلك ببيع الحليب بسعر أقل نسبيا بالاتفاق مع محال تجارية أخرى. كما تبيع المتسولات بضائع رخيصة مثل المناديل الورقية أو العلكة في الشوارع، كما تُعرَض شهادات طبية ووثائق مزورة تفيد بأن حاملها بحاجة إلى العلاج أو عملية جراحية، أو روايات عن النزوح ووفاة معيل الأسرة. وتشير إحصاءات غير رسمية، إلى أن أعداد المتسولين وصلت إلى 100 ألف شخص، يجوبون الشوارع والطرقات، يأتي ذلك وسط مخاوف من تحول الظاهرة إلى مهنة لكسب المال. فقد أصبحت ظاهرة التسول مهنة رائجة للكثيرين في العراق، فيكاد لا يخلو أي تقاطع في العاصمة بغداد وباقي المحافظات من متسولات وأطفالهن، بحيث آخذت هذه الظاهرة بالاتساع لدرجة بات من الصعب السيطرة عليها بسهولة من قبل الجهات المعنية، وانتشار التسول أسباب كثيرة، لعل أهمها الحروب والنزوح والواقع الأمني والاقتصادي المزري والاهمال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، فأصبحت ظاهرة واسعة تؤشر على ضعف مستوى الثقافة في البلاد. حمة المرور في بغداد يعدها المتسولون فرصة ذهبية لممارسة أساليبهم، لكن انتشارهم لم يقتصر على المناطق المزدحمة فقط، فهم موجودون في كلّ مكان بالمدينة تقريباً، في أسواقها وأزقتها ومستشفياتها وقرب دور العبادة وأماكن أخرى، ورغم هذا الانتشار، فإن وزارة التخطيط تقول إنها لا تملك إحصائية بأعداد المتسولين، في وقت تشير فيه إلى أن نسبة الفقر بلغت 22.5% بحسب إحصائية تعود لعام 2015. وتقول المنظمات العراقية والدولية إن 1.5 مليون عراقي نزحوا بين عامي 2014 و2017 أثناء الحرب على تنظيم داعش، ويقول مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى سعدون إن كثرة العائلات النازحة والبطالة والفقر اضطرت العائلات المتضررة لدفع أطفالها للتسول من أجل لقمة العيش. التسول في شوارع بغداد يبدا منذ الصباح الباكر وحتى المساء الدوام في الصباح والمساء الى وقت متأخر من الليل ولم يكن منظر تسول الاطفال والنساء جديداً في شوارع واحدة من اغنى الدول في العالم لكن الفقر فيها متأصل منذ سنوات رغم الثروة الهائلة . نطالب من مكتب رئيس الوزراء ووزير الداخلية التدخل من أجل سمعة البلاد والرأفة بهؤلاء الأطفال وردع مافيا الفساد الذين يتاجرون بالأطفال الرضع وسط بغداد .