من الطبيعي ان تلتجئ المجتمعات التي يتلقفها الفقر والجهل والامراض نتيجة تسلط الانظمة الدكتاتورية وبطشها وتعسفها .. من الطبيعي ان تلتجئ تلك الطبقات للدين كتعويض وحماية للنفس من الانهيار وكتعلق الغريق بالقشة خاصة في غياب حركات تحرر مخلصة وثوار رواد وقادة نزيهون. والشعب العراقي ليس بدعة من الشعوب اذ دفعته اساليب البطش والجور والتعسف التي مارستها سلطة البعث الصدامي طيلة اربعين عاما واذاقته الوان الذل والامتهان واوصلته الى حياة البؤس والحرمان والعوز بعد ان ابادت خيرة شبابه في حروبها العبثية وفرضت عليه حصار الحرمان من ابسط مقومات العيش الكريم ..دفعته اسااليب تلك الطغمة الفاسدة الى اللجوء للتشبث باذيال الدين كمنقذ في زمن شح فيه القادة الافذاذ ،بعد ان صفت طغمة البعث قادته وطاردت المخلصين ممن تبقى منهم وشردت وخنقت كل صوت شريف .وكعادتهم استغل الانتهازيون هذا الظرف الراهن فلبسوا جلابيب الدين وتسربلوا بلباس التقوى و سربال الورع مؤسسين احزابا دينية على انقاض تضحيات قادة ورموز دينية ثائرة لها مكانتها بين ابناء الشعب العراقي ،فانساقت الجماهير بلا وعي مأخوذة بنشوة الانتصار على طغمة البعث فانتخبت تلك الاحزاب واوصلت وجوها طارئة الى البرلمان والحكومة ،وخلال اثني عشر عاما عاثت تلك النماذج الانتهازية في الارض فسادا حتى اوصلت العراق الى وضع لا يحسد عليه ، وبعد ان بان زيف ادعائهم ونفاقهم هاهي الجماهير تنتفض مصرة على اقتلاعهم من جذورهم واعادت الحقوق الى اهلها .لقد بلغ بادعياء الدين من كل الاطراف الى الانزواء في جحور الذل خوفا من غضبة الجماهير الى الدرجة التي تم استعانتهم بالسيدين حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ويونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الاشوريه كوفد مفاوض مع المعتصمين لما لهذين الرمزيين من مقبولية عند جميع العراقيين نتيجة وطنيتهما واخلاصهما ونظافة يديهما .فهنيئا لهذين القدوتين هذا الوسام العراقي العالي .والخيبة والخزي والعار لم خان الامانة وخذل الجماهير .