22 نوفمبر، 2024 5:43 م
Search
Close this search box.

المتأسلمون الشيعة من شظف العيش في المهاجر إلى نعيم السلطة وبريقها

المتأسلمون الشيعة من شظف العيش في المهاجر إلى نعيم السلطة وبريقها

قبل سقوط النظام الديكتاتوري في العراق , اختلفت أوضاع المهاجرين العراقيين الاقتصادية والاجتماعية باختلاف البلدان التي يتواجدون فيها , فالمهاجرون في الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا و بلدان أوربا الغربية ينعمون بوضع اقتصادي وصحي وتعليمي جيد جدا , قياسا بوضع المهاجرين العراقيين في إيران وسوريا وباقي البلاد العربية , وأكبر الجاليات العراقية في المهاجر كانت في إيران وسوريا , حيث كانت تعاني من شظف العيش وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية المقدّمة لهم في هذه البلدان , ومعظم الحركات الإسلامية قد تشّكل في هذه البلدان عدا البعض منها كحزب الدعوة الإسلامية الذي تأسس في العراق سنة 1959 , والذي انتقلت معظم قياداته إلى إيران وسوريا بعد سيطرة الطاغية صدّام على مقاليد الأمور في العراق واعدامه المفكر الإسلامي الشهيد محمد باقر الصدر , وقد تقاسمت قيادات هذه الحركات الإسلامية صعوبة الحياة وشظف العيش مع أبناء هذه الجاليات المتواجدة في هذه البلدان , ولم يكن يجري في خلد أحد من هذه القيادات أنّه سيرث نظام صدّام ويصبح في أعلى هرم للسلطة في البلاد , وتصبح ميزانية البلد تجري بين يديه .

فالعراقيون الذين عانوا من الديكتاتورية والحصار الاقتصادي الظالم , كانوا ينظرون إلى الأحزاب الإسلامية وقياداتها نظرة المخّلص والمنقذ لهم , ولم يكن لأحد من العراقيين أن يتصوّر أنّ هذه القيادات التي عانت من الجوع والفقر لسنوات طويلة في بلدان المهجر , أن تتحوّل في ليلة وضحاها إلى مافيات للفساد والسرقة ونهب المال العام , ولم يكن لأحد أن يتصوّر أن دعاة الإسلام ودعاة العدل والمساواة يسقطون في وحل السلطة ومغرياتها وبريقها , فحياة الترف والنعيم قد أنست هؤلاء الدعاة المتأسلمون المبادئ والقيم التي كانوا ينادون بها ويدعون الناس إليها , وربّما لا أكون مبالغا إذا قلت إنّ فساد الأحزاب المتأسلمة قد فاق كثيرا فساد النظام الديكتاتوري , فبالرغم من كل قذارة النظام الديكتاتوري السابق ووحشيته , إلا أنّه لم يصل لما وصلت إليه هذه الأحزاب من فساد مادي وأخلاقي .

والعراقيون الذين منحوا هذه القيادات الثقة , لم يعرفوا لهم شأنا في حياة الرفاه والبذخ والنعيم , فجّلهم كان لا يملك قوت يومه ويعيش حياة البؤس والشقاء , عدا من عاد منهم من بلاد الغرب الكافر , حيث كانوا يعيشون ببحبوحة من العيش بسبب المساعدات الاجتماعية التي كانوا يتقاضونها من حكومات البلدان التي يعيشون فيها , وكثيرا منهم لا زال حتى هذه اللحظة يتحايل على نظام المساعدات الاجتماعية في تلك البلدان , وتناولت وسائل الإعلام في هذه البلدان تحايل العديد منهم ونشرت صورهم .

وتجربة العشر سنوات الماضية قد تركت عند أبناء الشعب العراقي  انطباعات سوداوية وقاتمة عن سلوك هذه القيادات المتأسلمة , والإسلام السياسي أصبح في نظر العراقيين هو الطريق إلى الفساد والسرقة والثراء على حساب الشعب .

أحدث المقالات