7 أبريل، 2024 10:30 م
Search
Close this search box.

المبادرة بيد الشعب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

حاول سياسيو الصدفة ممن حكموا العراق بعد عام ٢٠٠٣ واحزابهم وما زالوا الالتفاف على مطالب الجماهير الثائرة بغطرسة وعناد واضحيين مطلقين تسميات واتهامات شتى بحق هذه الثورة العظيمة السلمية وعلى ثوارها المسالمين، ونعذرهم في ذلك فهم ما يزالوا يعيشون قوة الصدمة والذهول الذي اصابهم وسط هذه الثورة وهذا الحراك الشعبي السلمي الذي ابهر العالم مما جعل البعض يفقد توازنه ويطلق التسميات التي تدل على جهل وانعدام الوعي القانوني الكافي لدى صاحبها ومنها تلك التي اطلقها ( قيس الخزعلي ) زعيم ميليشيا العصائب حين سمّى هؤلاء الثوار ( بالزعاطيط ) ولا اعلم لماذا لم يتحرك نائب الادعاء العام ولم يستدعي قيس الخزعلي او يصدر مذكرة بالقاء القبض عليه لان هؤلاء الزعاطيط او قانونياً ( الاحداث ) هم تحت حماية القانون ولا يجوز تعريض حياتهم للتهديد والخطر وترهيبهم تحت اي ذريعة كانت وهكذا الحال في الانظمة الديمقراطية المعتبرة فهل ادرك الان قيس الخزعلي وامثاله ان هؤلاء الزعاطيط هم ابناء الشعب ولهم الحق كل الحق في حرية التعبير عن ارائهم ومطالبهم وفق القانون وبكل حرية وسلام.

لقد سقطت المبادرة من ايديكم ايها الساسة وانتقلت الى يد الشعب وما عليكم سوى الاصغاء الى صوته .. ارحلوا جميعاً .. ارحلوا قبل فوات الاوان .. ارحلوا .. فالوقت ليس في صالحكم صدقوني انا لكم ناصح امين، ولكن قبل ان ترحلوا هناك حساب عليكم تصفيته مع الشعب وهو حساب الدم وحساب المال فمن قتل وسفك دم فاليعترف وليقر بخطأه امام الله وامام القضاء قبل فوات الاوان ولينال جزاؤه العادل ومن سرق من المال العام فليعيده الى الخزينة العامة نادماً فهي اموال الشعب وبعد ذلك اذهبوا فانتم الطلقاء !

المطالب الحقة في حياة حرة كريمة شعار الثائرين وتحت هذا العنوان هناك تفاصيل وجزئيات كثيرة لا يملك من في السلطة الان القدرة على تنفيذها وجعلها واقع فالدول لا تشيد ولا تنهض بمنطق القوة والقمع والترهيب بل بالعمل والجهود والدموع والصبر والتحدي وهذا النظام السياسي الذي يحكمنا الان نظام بحاجة الى التصحيح والثورة على الاسس الخاطئة التي قام عليها من التوافق والمحاصصة والمحسوبية والمنسوبية فعليه يجب تصحيح المسار والانطلاقة من جديد وان تصحح بعد ١٦ عاماً خير اً لك من ان تخسر سنين وعقود اضافية من الزمن لتنشأ ممالك واقطاعيات عائلية جديدة وطفيليات فاسدة يصعب القضاء عليها فيما بعد.

من حق الجميع ان يبدوا آرائهم في هذه الثورة العظيمة بآراء شتى وان ينظَروا لها وفق رؤيتهم وما يمليه عليه ضميرهم فالناس مختلفون في قناعاتهم واتجاهاتهم وكل ُ ينطلق من تجاربه التي عاشها سابقاً والاحداث التي عاصرها ولكن ومن باب التذكير ان العراق قادر على ان يعيش شعبه بمختلف اديانه وقومياته وطوائفه ومذاهبه بسلام ووئام ومحبة فيما لو توفرت له سلطة عادلة وحازمة وقانون يطبق على الجميع دون استثناء ودون محاباة احد وفيما لو وزعت الثروات بعدالة وانصاف فلا مسوغ اذن للدعوة الى الفرقة والتناحر فالعراق بحاجة الى كل العقول والطاقات والجهود وبحاجة الى جميع العراقيين على اختلاف تنوعهم من اجل بناءه والنهوض به.

رحم الله شهداء العراق وعافى جرحاهم وشد من ازر الثوار وهم في سوح التظاهرات رافعين رايات الحق ومطالبين في حياة حرة كريمة.

عيد ميلاد مجيد وكل عام وانتم بخير .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب