-1-
اذا كان اصطناع المعروف حسناً في كلّ الأوقات ، فانه في موسم الرحمة والغفران والعتق الإلهي من النار، أحسنُ وأبلغ ، ذلك أنّ هذا الشهر الفضيل هو شهر البركات الغامرة، الذي تتضاعف فيه الحسنات والمثوبات.
-2-
إنّ إغاثة المكروبين ، وإعانة المستضعفين ، ومساعدة المحاويج ، من أفضل ألوان العبادة الاجتماعية التي يتبوأ بها المحسنون مكانتهم المتميزة عند الله .
فهنيئا للمبادرين المخلصين المُتوثبينَ لخدمة عباد الله ،ممن يواجهون أشدّ ألوان المصاعب للحصول على قوتهم اليومي واحتياجاتهم الضرورية .
-3-
وقد أعلن بالأمس عن مبادرة خَيرّة قام بها عراقي أصيل ، أَبى أن يُذكر اسمُه ليكون “الجندي المجهول ” الذي يُقتدى به ، ويُفتخر بأعماله .
والمهم انّ هذا العراقي النبيل بادر الى إرسال خمسة عشر طنا من الطحين والرز لأهالي ناحية البغدادي وقضاء حديثة التابعيْن لمحافظة الأنبار ..
انها الشهامة العالية ، والاحساس الحقيقي بالمسؤولية عن اخوانه الذين
اصطلوا بنار الحاجة الماسة الى الغذاء …
وحسناً فعلت غرفة عمليات الأمانة العامة لمجلس الوزراء ، التي سارعت بالتعاون مع القوة الجوية وعمليات الجزيرة والبادية لايصال تلك المواد الى أهالي ناحية البغدادي وتوزيعها بينهم .
إنّ هذه المبادرة الخيّرة تُثبت انّ هناك رجالاً عراقيين طيبين لم تنتقل اليهم (عدوى) حُبّ الظهور من المحترفين السياسيين ، وانهم يعملون بجد واخلاص، بعيداً عن الأضواء، لمساعدة أهلهم واخوانهم ، وغايةُ ما يرجونَهُ أنْ يكون عملهم مقبولاً عند الله …
هؤلاء هم الفائزون
أما الذين لا يعرفون البائسين إلاّ أيام الانتخابات ، فهم زُمَرٌ ينتظرُها الحساب الشديد يقوم الناس بين يديْ رب العالمين .
الصوم عبادة سرية – كما هو معلوم –
والاصرار وسرّية اسم مُوصل المعونات الى اهالي ناحية البغدادي وقضاء حديثة، يتناغم مع سرية الصوم ،في مؤشر واضح الدلالة على عمق الايمان ونقاء السريرة وطهر الذات .