يوم الرابع والعشرين من تموز، تميز بولادة جديدة، لتيار وطني، يحمل مبادئ حوزوية، وفكرية، تستنهض قيم الوطن، وتبدأ بعملية انعاش، عسى ان ترد الروح، للمريض الذي تجاوز عمره عقد ونصف، وفي نفس الوقت، بين لنا معادن الرجال، فمن تمسك بالمبادئ، يختلف عن الذي تركها ورحل بعيدا، يغرد بحقد دفين، وكأنه لم يكن من المجاهدين الابطال الذين قاتلوا البعث الكافر، وان لهم ميزة خاصة، يختلفون بها عن باقي الرجال.
لا شك ان التجربة، بعد (2003)، حملت لنا كثيرا من المتعلقات، ومشاريع كثيرة، ورجال سياسة، كانوا يقطنون دول العالم، وقيادات، وكل يدعي الجهاد، لكن ماهي صفات المجهاد؟ وماهي الميزة التي يختلف بها عن باقي الاشخاص الذين لم يقاتلون ألطاغية، وكانوا يعملون بالتقية، وهذه الميزة التي يحملوها في وجدانهم، وسريرتهم، هل كانت صادقة وحقيقية؟ وأن كانت كذلك، حتما تقودهم للتخلص من كثير من شوائب الدنيا، وزينتها.
مع كل هذا الضجيج، والاصوات المختلفة سياسيا، من هنا وهناك، حافظ المجلس الاعلى الاسلامي، على قياداته، ووحدة كيانه، رغم خروج منظمة بدر منه، بقى متماسكا، برؤيته ورجاله، بقيادة ال الحكيم، حتى بعد رحيل السيد عبد العزيز الحكيم(رضوان الله عليه)، وتسلم زمام القيادة، أبنه عمار الحكيم، لم نلاحظ اي توتر بين قيادته، لكن بعد تسلم السيد الحكيم رئاسة التحالف الوطني، واثباته انه جدير بقيادته، والعمل على بنائه الصحيح، والاتجاه نحو مأسسته، بدأت الاصوات تتعالى، لكسر همته، وخلق جو من التشويش، للحد من دوره وانطلاقته، الذي أنجذب اليها كثير من السياسيين، ويشهد لها الجميع.
القيادات التي تعتد بنفسها وتاريخها؛ يجب عليها ان تحمل روح الاعتراف، بالنجاح للمقابل، ولا تقف ضده، وتعترض على كل صغيرة وكبيرة! ولو كانوا يشعرون فعلا بالحرص، على المشروع الذين يؤمنون به، كان لازما عليهم ان يدافعوا عنه، بكل قوة، واذا كان هناك انحراف بالمسيرة، كما يدعون، لماذا انطلقت اصواتهم بعد خروج رئيسه من المجلس الاعلى، وترك ارث اجداده؟ علما انه خروجه، دليل مروئته، وبهذا الامر عليهم ان لا يتبنوا افكاره، ومتبنياته، التي يحملها قائد المشروع، والتي يختلفون معه، ويشكلون عليه، وإلا طال وقوفهم امام ربهم، وماذا يجيبون حينذا.
القيادي الذي يبحث عن الامتيازات والمناصب، حتما سيختلف مع القائد، لانه ينقاد لمصالحه، وليس للمبادئ والقيم، ومشروعه الذي يجاهد من اجله، ما هو ألا متعلقات نفسية متجذرة، قديمة وبالية، وله مآرب بأتخاذه لهذا الخط السياسي، فيبدأ بسلخ جلده الذي غطي شوائبه، وعقده النفسية.
في الختام؛ مشروع الدولة العصرية العادلة، تخلص من شوائب الماضي، ولبس ثوب الحكمة الوطني.