لا يهمني كمراقب عراقي من حضور أي وزير أو مسؤول أمني لمؤتمر مكافحة الإرهاب الذي يعقد ببغداد في 13 مارس الجاري، لأن الدعوة وجهت لـ40 دولة سيمثلها هؤلاء ويبقى الموضوع في تقديرهم- أمنياً وسياسياً- بالحضور أو المقاطعة أو تخفيض التمثيل أو الاكتفاء بإلقاء بكلمة عبر الأقمار الاصطناعية بحجة الانهيار الأمني في العاصمة بغداد، لا يهمني مع جُل احترامي لهم، سوى حضور وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، الزميل والصحفي والكاتب المعروف، المتحدر من أُصول سورية حموية ارستقطراية، والذي يشهد له سجله النضالي يوم كان المؤتمن الوحيد كمواطن- لبناني سوري- على حركة أموال وواجهات وعقارات “جبهة التحرير الفلسطينية” قبل وأثناء وبعد الحرب الأهلية اللبنانية. لأمانته الصحفية والمالية إئتمنه الشهيد “رفيق الحريري” وقربه منه وأصبح ظله أو ساعده الأيمن، بل لم يتخلى عنه الشهيد الحريري يوم تم تهديده من قبل الجنرال الراحل “غازي كنعان” مسؤول وحدة الأمن والاستطلاع السوري في لبنان، إذ وضعه كنعان أمام خيارين أحلاهما مر: إما السجن، أو الإبعاد. فآثر اللجوء مؤقتاً لباريس وعلى نفقة الحريري الأب حتى تمت تسوية قضيته بالتراضي مع كنعان الذي تسلم المعلوم- الرشوة- من الشهيد الحريري، وإذ لا يوجد قضية بالأصل سوى رفض المشنوق التعاون مع كنعان أو إباحة أي من أسرار النشاط النضالي والمالي لجبهة التحرير الفلسطينية في لبنان.
من هذه المقدمة التي ستثير حفيظة الجميع- أصدقاء وأعداء- أتوجه للأخ والزميل الصحفي سابقاً الوزير حالياً نهاد المشنوق، بأن لا تغيب عن ذهنه قضية إبعاده لاجئاً إلى باريس كأفضل الخيارات السيئة من السجن. فنحن نواجه “ألف” بل “مليون” غازي كنعان بظلمه وقهره وفساده وعهره سواءاً كان هؤلاء منسوبي قوات نوري المالكي الأمنية أو اختزل جميع هؤلاء في شخص المالكي الطائفي الإرهابي، الذي يريد من مؤتمره المعنون- مكافحة الإرهاب- أن يعمم عليكم تجربة الإرهاب الذي كان يمارسه بحق بلدانكم جميعاً خصوصاً “الخليج العربي” و”لبنان” وأن يضعكم جميعاً وزراء داخلية ومسؤولين أمنيين أمام خيار الإمضاء على معاهدات ومذكرات قبض صادرة عن قضاءه وقدره الفاسد مختزلة بلائحة تضم آلاف الأسماء، لشخصيات عراقية الأصل والصورة والانتماء، لم يرتكبوا أي جرم أو جنحة أو جناية، سوى إنهم معارضون بالقلم أو الكلمة لسياسات المالكي وطهرانه الطائفية.
ويبقى الخيار خياركم سادتي الأكارم. فإما تسجل أسماؤكم ومواقفكم بسجل الخزي والعار أو بأحرف من نور ونار، في حال مقاطعتكم هذا المؤتمر الذي رصدت له ملايين الدولارات نهبت من خزينة الشعب العراقي الذي عطلت مصالحه ومدارسه وجامعاته ومستشفياته إذ منح المالكي يوم 13 الجاري- ويعانق هذا الرقم موعد صلب سيدنا المسيح إبن مريم عليهما السلام- عطلة رسمية وتم تقطيع أوصال العاصمة بغداد وشلت حركة المرور فيها. وعليه فاللعنة أُرسلت لكم سلفاً قبل وصولكم لأرض العراق وعاصمته بغداد من قبل هذا الشعب المغلوب على أمره بسبب تعطيل مصالحه. ويبقى الخيار متروك لكم. أيها الأفاضل. خصوصاً الوزير مشنوق بالإضافة للموقف الوارد ذكره سلفاً فإن مجرد حضوره يعني أن المملكة العربية السعودية التي تدعم سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية السابق رئيس تيار المستقبل الذي أنتج مشنوق وزيراً للداخلية، هي من تقف وراء موافقته على تلبية دعوة المالكي وزير الملف الأمني العراقي لحضور مؤتمر الترويج لارهاب المالكي ومنتوجاته الطائفية. مايعني أن المملكة إما تقف على أرض رخوة أو إنها تمارس الإرهاب في العراق- كما اتهمها هي وقطر- المالكي وهي بحضور المشنوق المقرب منها ويمثل سياستها نوعاً في لبنان، تخشى جبروت المالكي وتبحث عن مخرج للصلح معه لم تجد فرصة مناسبة له سوى تلبية دعوة مؤتمر الارهاب المالكي.