19 ديسمبر، 2024 9:21 ص

 المال الحرام لا يكون مصداقا لاقامة الشعائرالحسينية

 المال الحرام لا يكون مصداقا لاقامة الشعائرالحسينية

ان الشعائرالحسنية التي مورست منذ اللاف السنين وبينت مظلومية اهل البيت ودورهم الرسالي كانت تمارس من قبل ثلة مؤمنة سيرتهم عطره واعمالهم صالحة واموالهم مزكاة وقد دفع البعض من هؤلاء حياتهم في سبيل ذلك على ايدي الطغاة المتجبرين والناصبين لي ال محمد العداوة والبغضاء .
 لقد عجزالطغاة والحكام النواصب من كبح شوكة هؤلاء المحبين للحسين (ع) والمضحين له ليس باموالهم بل بانفسهم ولذا كانت هذه الشعائر تمتد وتنحصرتبعا للظرف السياسي القائم ولم يحدثنا التاريخ انها تلاشت اوانعدمت تماما في عصرما .
ان سقوط النظام الحاكم في العراق ادى الى ان تعم الفوضى  وتنتشرعمليات النهب والسلب في مؤسسات ومرافق الدولة جميعا ماعدا وزارة النفط وملحقاتها التي حمتها قوات الاحتلال ، وعلى اثرذلك ظهرت في الشارع العراقي طبقات من الاغنياء بليلة وضحاها تميزت بسلوكين لا ثالث لهما اما الانصراف والانغماس في الرذيلة والفسوق حتى التجاهربها وهذا ليس نحن  بصدده اوالتصنع بالدين والتدين لاضفاء الشرعية على ما يملكون من هذا المال الحرام وربما لاصطياد الكثير من الناس السذج والمغفلين خاصة في التعامل التجاري وعلى هذا الاساس يقوم هؤلاء باقامة الطقوس الدينية والشعائرالحسنية والصرف عليهن بشكل سخي ومن دون وجع قلب وبذلك تجددت من جديد ( الظاهرة الدينية ) التي اعتمدها النظام السابق والمعروفة بالحملة الايمانية والتي كان مظهرها دينيا وباطنها ومغزها فاسدا مفسدا مع فارق بسيط ان الفكرة متبناة من حزب سياسي سابقا في حين الفكرة معتمدة من قبل اشخاص حاليا.
ان هذه الظاهرة المتنامية في المجتمع العراقي استوقفتنا لنسلط الضوء عليها بالمناقشة الهادئة والتحليل ومعرفة قربها وبعدها من الاحكام والتشريعات الاسلامية .
لقد حدثتنا احدى الرويات في العصر العباسي ان الامام الصادق (ع) راى شخصا في السوق قد سرق 10 ارغفة من خباز ثم سرق ايضا 10 رمانات من بائع الخضر وجعل كل رمانة مع رغيف خبز وقدمه الى متسول فاستغرب الامام من هذا السلوك وسال الشخص المذكورما مغزى عملك هذا؟! فاجابه ان القران يقول من جاء بالحسنة فله عشرامثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها ، فانا رابح 180 حسنة من هذا العمل ، اذن هذا العمل (الظاهرة الدينية) لم يكن جديدا على واقعنا وسبق ان مورس في اغلب العصور والازمنة لاغراض ظاهرها دينيا وباطنها الله اعلم به  .
ان التلاعب في الشعائرالحسنية واقامتها من قبل اصحاب اموال الحرام لها نتائج عكسية ومضرة في المجتمع وللشعائرنفسها لانها دعوة لتسفيهها وهدم الجانب العقائدي والتربوي فيها ولن يتقبلها الامام الحسين (ع) وهي اثم على القائمين بها لاسيما من يتاجربها لقصد مريب فقد شخصنا الكثير من يستحوذ على اسطوانات غازالطبخ في عاشورا بحجة مراسيم الحسين وهناك من يحجزالبانزين والكاز لنفس الغرض ويحرم المواطنين من حصصهم .
وقد تحضرني مضمون فتوى للامام السيستاني مفادها ان شخص معروف بالفساد ويقيم الشعائر الحسينية ومادب الطعام ويدعوا لها الاخرين هل نجيب دعوته؟
 فقد كانت الاجابة من سماحته لا تلبي الدعوة … وهناك من الزائرين من يقول سادخل مواكب الاخوة المسيحين والصابئة المقامة بمناسبة زيارة الاربعين واكل واشرب فيها لان نيتها خالصة للامام الحسين ع والاموال المنفقة فيها ليست سرقة ولا شبهة فيها .
اننا نحن نريد الشعائرالحسينية الحقيقة التي اعتاد افراد وعوائل ان تقيمها رغما على انف الطغاة والمستبدين لا نريد شعائر حسينية تجارية ( حواسم) حيث حتى النظام السابق في فترة اقام الشعائر ووجة مقراته الحزبية لاجراء مادب الطعام بذكرى عاشورا ولكن هذا حصل بسبب ان الكثير من المؤمنين اقاموا هذه الشعائرمتحدين اجراءاته الصارمة مما دعاه ان يقوم بهذا العمل مكرها على نفسه حتى لا تشعر الناس بقوة وارادة المتحدين للسلطة .
واخيرا فالشعب العراقي اذا امواله سرقها السياسيون وسكت عنها فهو لم ولن يسكت عن سرقة مقدساته وشعائره الحسينية من قبل اللصوص السياسين… واننا يجب ان نعلم  ان المال الحرام لا يكون مصداقا ابدا للعبادة ولاقامة الشعائرالحسينية وكما قال الامام علي (ع) الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب .
[email protected]*

أحدث المقالات

أحدث المقالات