5 نوفمبر، 2024 1:30 م
Search
Close this search box.

المالکي أخطر من داعش للعراق

المالکي أخطر من داعش للعراق

الشروط التي وضعها نوري المالکي”بحسب ماذکره موقع کتابات”، للتنحي عن ترشيحه لولاية ثالثة، مع انها غير تعجيزية لکنها ثقيلة جدا و کارثية تعکس فعلا بأن العراق قد صار يمر بمرحلة الکانتونات و الاقطاعيات السياسية التي تجسد ضعف العراق و تضعضعه.

الابواق و الطبول المأجورة و النشاز التي کانت تمجد ليل نهار بما کانت تسميه مکاسب و منجزات المالکي و کذلك بوطنيته و نخوته و صفاته و مناقبه التي تجاوزت ليس صدام حسين وانما حتى معمر القذافي الذي کان مغرما بالالقاب و الصفات و المناقب، تحاول تبرير دخول تنظيم داعش الارهابي الى داخل الاراضي العراقية بأنه مؤامرة ضده شخصيا لکونه کان”وبحسب هذه الابواق و الطبول الجوفاء”، يشکل صداعا و مشکلة لدول إقليمية و کبرى!

السياسات الفاشلة و المليئة بالاخطاء الاستراتيجية و بکل مظاهر الحمق و الطيش السياسي، کانت تمثل النهج العام للمالکي طوال ولايتين هدامتين بائستين فاشلتين له، وبقدر ماجعل المالکي همه في تنفيذ مخططات إيرانية في العراق کانت تهدف الى منح طهران المزيد و المزيد من النفوذ، فإنها”أي هذه السياسات”، قد نأت بنفسها عن مصالح و تطلعات و طموحات الشعب العراقي بل و جعلتها في آخر قائمة اولوياتها فيما لو کان لها من وجود هناك حقا!

تلك السياسات التي أثرت سلبيا على الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي طفقت تشهد تراجعا ذريعا جعل من العراق ليس فقط دولة غير آمنة وانما حتى دولة فاشلة في آخر قائمة الدول الفاشلة، وعوضا عن الاهتمام بالبنى التحتية و بالتنمية الاقتصادية و تطوير الشؤون الاجتماعية و رفع الوعي السياسي و الثقافي و الاجتماعي لدى الشعب العراقي، فإن المالکي جعل من نفسه رمزا طائفيا بل و صار يطلق علنا تصريحات طائفية صريحة ساهمت في تمهيد أفضل الارضية و الجواء لإنتشار و شيوع المشاعر الطائفية البغيضة و غلبتها على المشاعر الوطنية و الانسانية، ولعمري أن هذه النقطة لوحدها کافية لتقديم المالکي للمحاکمة و محاسبته لأنها تسببت بفتح ليس باب وانما أبواب الجحيم على الشعب العراقي.

من أدخل داعش الى العراق، هو من زرع الحقد الطائفي و بث روح الحقد و الضغينة و الکراهية بين أبناء الشعب الواحد و شق وحدة صفه بعصا الطائفية، وبقدر مايشکل داعش خطرا على العراق فإنه خطر خارجي مکشوف و معروف و حتى طارئ يمکن القضاء عليه عند عودة الوعي و الثقة بالنفس الى الشعب العراقي، فإن المالکي يشکل الخطر الاکبر لأنه بمثابة الوباء المزروع في داخل

اللحمة العراقية، وان إستئصال هذا الوباء و القضاء عليه يتطلب جهدا کبيرا لأن الوباء اساسا من طهران و معد من جانب الاقبية و الدهاليز المظلمة لنظام ولاية الفقيه، وبقدر مانجد صعوبة في النجاح في تحقيق عملية الاستئصال، فإنه في نفس الوقت لامناص من ذلك أبدا لأنها قضية مصير شعب و أرض و وطن.

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات