قبل أن أدخل في صلب الموضوع أود أن أزف هذا الخبر السار الذي يرفع رأس العراقيين بين الأمم و الشعوب … للسادة المراجع الأربعة العظام دام ظلهم الوارف ؟ و للحكومة الرشيدة بقيادة القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع بالوكالة , و وزير الأمن الوطني بالوكالة , و زير الداخلية هَم بالوكالة و رئيس وزراء دولة القانون … دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي , و للسيد رئيس الجمهورية ضخامة جلال الطالباني , و السيد رئيس البرلمان أسامة النجيفي ,والسادة أعضاء البرلمان الـ 335 نائب ممثلي أبناء الشعب العراقي , الذين انتخبتهم صناديق التزوير و الشهادات المزورة كممثلين للشعب كأعلى سلطة تشريعية في العراق الجديد ؟, و أبنائه الذين أصبحوا بفضلهم يرفلون بثوب العزة و الرفاهية و الكرامة و الأمن و الأمان , كذلك لا نستثني من زف هذه البشرة السارة إلى سماحة السادة حجج الإسلام و المسلمين و على رأسهم سماحة السيد عمار عبد العزيز محسن الحكيم و سماحة السيد القائد مقتدى محمد صادق الصدر أدامهم الله لهذا البلد و هذا الشعب ذخراً و فخراً , و يطيب لنا أيضاً أن لا نستثني من زف هذه البشرى السارة إلى فخامة نواب الرئاسات الثلاثة و على رأسهم المله خضير الخزاعي و صالح المطلق و السيد عادل عبد المهدي و السيد باقر جبر صولاغ و للساهر دوماً على تطوير و نشر نور العلم و المعرفة و مبادئ التربية و التعليم الحديثة للارتقاء بطلبة العلم إلى مصاف الدول الراقية … السيد وزير التربية و التعليم علي زندي المحترم و من لف لفه… البشرى السارة.. هي :
أم عراقية من أهالي الديوانية تبيع فلذت كبدها بثلاثة ملاين دينار … أي ما يعادل بلغة الأوراق يا سادة يا نواب 25 ورقة خضراء أمريكية … و الورقة = ( 100 دولار ) .
و إليكم التفاصيل : (( كشف رئيس إحدى المؤسسات الخيرية في محافظة المثنى اليوم عن قيام أم ببيع ابنتها إلى أحد الأفراد في محافظة البصرة بجنوب العراق. وقال رئيس مؤسسة ( الإمام الباقر الخيرية ) إن الأم قامت ببيع طفلتها إلى أحد الأشخاص في البصرة بمبلغ ثلاثة ملايين دينار بسبب الجوع والفقر والعوز الذي تعاني منه العائلة. وأضاف نعيم أحمد داخل رئيس المؤسسة في تصريح للصحفيين أنه من المؤسف حقاً أن يحصل هذا في بلد النفط , ذاك البلد الغني بكل ما وهبه الله من خيرات. وأعرب نعيم عن قلقه وخشيته من انعكاس ذلك على حياة هذه الطفلة مستقبلاً وناشد المسئولين إلى إنقاذ العوائل الفقيرة و المعوزة تحاشيا لتكرار مثل هذه المأساة )) انتهى ….؟؟؟ .
بالعودة لعنوان الموضوع : المالكي يجسد نظرية أو مقولة كانت متداولة بين العراقيين إبان الاحتلال الغاشم و هي : ( لنا الحكم و لكم اللطم ) ؟ , لقد تعمد كاتب هذه الأسطر إثارة هذا الموضوع بشكل معكوس ؟, لسببين …السبب الأول : هو أن أبو أسراء المالكي فقد حواسه الخمسة و أصبح لا يرى أبعد من مقر رئاسة الوزراء و أبعد من الكرسي الذي يجلس عليه و أبعد من المنطقة الخضراء التي يختبأ فيها منذ 6 سنوات , بحيث أصبح لسان حاله كما ذكر أسامة النجيفي للمقربين منه يتحاشى حتى الوصول إلى قبة البرلمان خوفاً من القنص أو التفجير !, كلما أراد البرلمان العتيد استجوابه بشفافية ؟؟؟, فكيف استطاع هذا الرجل و هذا القائد الفذ أن يقود صولة الذبان عفواً (الفرسان) في الجنوب عندما ثار أبناء الجنوب الباسل ضده و ضد نظامه القرقوشي بسبب الظلم و الفقر و التهميش و الإجحاف بحق عامة العراقيين ؟ , أما السبب الثاني : لقد أصبح الشعب العراقي عاماً بعد عام يغرق في بحر من الدماء و اللطم و أصبح شغله الشاغل تسير المسيرات المليونية بسبب البطالة و الفقر و نشر الفوضى المتعمدة , و أصبح جل أبناء الشعب العراقي من البسطاء مقتنعين قناعة تامة بأن ما يحدث من حرية مطلقة في ممارسة الطقوس الدينية و المذهبية هي الثمرة و الجائزة الكبرى التي تم جنيها و فازوا بها من وراء احتلال العراق على يد الأمريكان و وصول حكومة المالكي إلى سدة الحكم الذي ينوي البقاء فيها لفترة ثالثة بعون الله و همة اللطامة و المشاية و هذا وارد جداً و غير مستبعد أبداً في حال استسلام العراقيين للأمر الوقع أو تم تقسم العراق لا قدر الله , في هذا الظرف بالذات و نحن نعيش ذكرى أربعينية الإمام الشهيد أبا الأحرار سيدنا الحسين ( ع ) و مسلسل إقامة و إحياء المشاعر الحسينية من أول محرم حتى يوم 21 من صفر من كل عام أي ما على ما يزيد على الشهر و النصف من كل سنة , ناهيك عن المناسبات الدينية و المذهبية و العطل الرسمية و مناسبات الأعياد الأخرى على مدار السنة التي يتمتع بها هذا الشعب و التي لا يسع الوقت لإحصائها الآن , حقيقة الأمر بعد أن دخل الاحتلال للعراق بشكله و طريقة اجتياحه للمدن بما فيها المدن المقدسة و خاصة مدينتي كربلاء و النجف الأشرف لا زال ماثل أمام أعيننا ذلك المشهد لشاب عراقي نجفي حينما و قف أمام أحدى الدبابات الأمريكية و هو يصرخ بأعلى صوته ( مدينة يس إمام نو ) ؟ , عندها أيقنا بأن هنالك أتفاق خفي مبرم قد تم خرقه … بين المراجع العظام و خاصة السيد علي السستاني و الإدارة الأمريكية بهذا الشأن … و قد ثبت ذلك عندما فضح وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد الله لا يوفقه السيد علي السستاني دام ظله الوارف بأن قبض 200 مليون دولار فقط مقابل تسهيل المهمة و عدم التحريض أو الإفتاء بمقاومة المحتل الكافر ؟! و أن هذا الاتفاق السري يُبيح للأمريكان اختراق سيادة الوطن و المواطن بكل سهولة و أمان … لكن المناطق و الشوارع المحيطة بالمراقد خط أحمر ؟؟؟ , فيما بعد بأيام و أسابيع و أشهر قليلة من دخول القوات الغازية للعراق و بسط سيطرتها عليه بالكامل … تحولت كافة مباني المحافظة الوسطى و الجنوبية بشكل خاص إلى عبارة عن حسينيات تعج بالزوار و تقام فيها المشاعر الحسينية و الهريسة و القيمة حتى قبل حلولها ؟ و يلقي فيها الخطباء أشعارهم الحزينة و تصدح مكبرات الصوت بالبكاء و العويل على مدار الساعة و كان أغلب المحافظين الجدد … أقصد محافظين محافظات العراق و ليس المحافظين الجدد جماعة بوش و اللوبي الصهيوني !, كان أغلبهم من السادة المعممين و الرواديد الذين أطلقوا اللحى و ختموا الجباه و طولوا المسبحة و لبسوا العمة بلمح البصر و كانوا يلطمون مع اللطامة بحماس منقطع النظير و كأن لسان حالهم يقول نريد أن نعوض ما فاتنا .. في السنين الخوالي من الكبت و الحرمان خاصة في مجال اللطم , و هنالك من أشار منهم أي ملالي العراق الجدد بأن هذا العام هو عام الظهور أي ظهور الإمام الحجة عجل الله مخرجه أي في عام 2003 , فيجب أن نستعد لاستقباله بشكل يليق به و برسالته التي سيملئ فيها العراق و العالم عدلاً بعد أن ملئ ظلماً و جوراً !؟, حقيقة الأمر كان أغلب الناس الواعين و المثقفين الذين كانوا يقفون لا حول و لا قوة لهم موقف المتفرج و المصدوم من شدة هول المشهد و حماس و جوع هذه الجموع من البشر لممارسة اللطم و الضرب بالقامة و الزنجيل .. الأمر الذي جعلهم يهمسون بآذان بعضهم البعض ( و الله لو كان نظام صدام حسين يُرغمهم على ممارسة هذه الطقوس و هذه الممارسات بهذا الشكل ) لكرهوا العراق و حقدوا حتى على الحسين !, فبعد أن توقفت كافة ملامح الحياة المدنية في العراق إبان الاحتلال و زالت كل معالم الدولة الحديثة و غابت المؤسسات الحكومية , و تم نهب كافة دوائر و وزارات و متاحف العراق بالكامل تحت أنظار قوات الاحتلال , و شاع الخوف بين الناس و دب الرعب بعد انتشار الجريمة المنظمة و الخطف و القتل على الهوية و إثارة الأحقاد و الأخذ بالثأر خاصة إبان حكومة أبراهام الجعفري و ليس إبراهيم ؟, حيث تم تكريس الطائفية بشكل مقيت و أقسم الرجل و العهدة على الراوي بأنه سيُفرغ العاصمة بغداد من مكون ما…؟, بالتزامن مع ارتفاع مؤشر بورصة اللطم و القامة و الزنجيل و المشي باتجاه كربلاء بالملايين بشكل تصاعدي غير مسبوق في تاريخ العراق حتى و صل على حد قول أحد دعاة تكريس ثقافة…كتب عليكم اللطم يا أهل العراق حتى خروج صاحب العصر و الزمان إلى حوالي 17 مليون و في المستقبل القريب سيصل بعون الله كما يقول المتنبئ إلى 30 مليون ؟, علماً بأن الأربعينية الحالية وصل فيها عدد الزوار كما يدعون إلى أكثر من 15 عشر مليون زائر اللهم ربي زد و بارك , فأصبحنا و لله الحمد فرجة لأمة موسى و عيسى و أمة محمد ( ص ) , لذلك أطلق بعض المغرضين من النواصب و الوهابية على المكون الشيني هذه الشعارات ( لنا الحكم و لكم اللطم ), بمعنى أن جماعة الشين لا يجيدون إلا فن اللطم و البكاء و ليس لهم خبرة في إدارة دفة الدولة و السياسة .
لكن الآن لسان حال العراق و العراقيين يقول صَدق المنجمون و لو كذبوا ؟… كل الوعود التي قطعها أبناء العم سام و زبانيتهم قبل احتلال العراق قد تبخرت و ذهبت أدراج الرياح فبدل أن يصبح العراق كما وعدونا… يابان ثاني أو ألمانيا ثانية نراه قد تصومل و تأفغن و تلبنن و أغلب مناطق سكناه تحولت إلى أحياء فقيرة بائسة قذرة أسوء بملاين المرات من الأحياء الفقيرة في الهند و بنغلادش , و استطاع حكام العراق الجدد أن يقلبوا المعادلة و الصورة و حولوا الرهان إلى حقيقة و ليس خيال بحيث تغيرت و انقلبت الأمور و الموازين رأس على عقب بقيادة السيد لقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي , الرجل قام بتغير جميع قواعد اللعبة الديمقراطية و راح يضرب عامي شامي كما يقول المثل لا سيني و شيني يستطيع أن يأخذها منه و بعد ما ينطيه للموت ؟ و راح يظل مجلب مثل الأعمى بشباج الكاظم !؟, تحت شعار جديد .. لي الحكم …و إقطاعية المنطقة الخضراء , و هي بمثابة خط أحمر للسين و للشين …. و هوس اللكلكيه ( اليوصل يمنه نكص ايده ) ولكن الرجل نصح جماعة الشين أن لهم مقابل ذلك كافة الشوارع و الطرقات الخارجية و الحسينيات و كربلاء و النجف و الكاظمية و سامراء إلى يوم يبعثون , و قطع عهد على نفسه بأنه سيخصص لحمايتهم نصف ميزانية العراق و سيوفر أو يستنفر لهم 90% من الجيش و الشرطة لحمايتهم من الإرهابيين و الوهابيين و سيجعل كل وساط النقل العسكرية و المدنية الحكومية تحت خدمتهم كي تنقلهم من كربلاء إلى أماكن سكناكم في عموم العراق …. لأنه قال باجر .. يوم القيامة إذا عاتبني الإمام الحسين و قال لي يا نوري ليش ما رجعت زواري لأهلهم شراح أقل له ؟؟؟ , و لهذا كما نعلم و تعلمون في هذا العام تحديداً تم تجهيز و إعداد 35 ألف جندي و شرطي لحماية المواكب و المشاية عليهم السلام , ناهيك عن مئات الآلاف الذين سُخروا لخدمة و رعاية و إطعام 15 مليون عراقي جاء سيراً على الأقدام من مختلف أنحاء العراق ؟, طبعاً كمسلم و كعراقي لست ضد إحياء هذه المشاعر و الطقوس أبداً .. لأن كل بلد و كل أمة لها عاداتها و تقاليدها و طقوسها و حرية العبادة و اعتناق الدين أو حتى و العياذ بالله حرية الإلحاد أو الشرك بالله .. لأن الخالق سبحانه قد حل لنا هذا الإشكال بنص قرآني صريح ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256). البقرة ) . ما يهم و ما نود الإشارة إليه أو مخلص الكلام و مربط الفرس هو: ليذهب كل العراقيين زحفاً و ليس سيراً على الأقدام و ليمارسوا كل ما يحلوا لهم من طقوس و عادات محلية و دخيلة و مستورده بكل حرية و شفافية لأن العراق و لله الحمد أصبح في مصاف الدول العتيدة خاصةً في مجال الشفافية و العفة و الأمانة و حرية الرأي ؟؟؟ , لكن اللغز الذي يحير عقول النخبة من العراقيين و العالم هو : ليمارس العراقيين كل ما يريدون ضمن حدود المعقول و عدم الإفراط والغلو و المغالاة … على سبيل المثال عندما تتوفر العدالة الاجتماعية في هذا البلد , و عندما يشعر المواطن بالأمن و الأمان , وعندما تتوفر الخدمات بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى , و عندما يتم توزيع الثروة و فرص العمل و الوظائف بشكل منصف و عادل بين العراقيين بدون تميز أو تهميش على أسس طائفية أو قومية أو دينية , و عندما يعرف أبناء الشعب العراقي أين ذهبت و تذهب الآن مئات المليارات خلال هذه السنين التسع العجاف ؟, و عندما يزدهر العلم و تنتشر المدارس و المعاهد و الكليات المشيدة بطريقة حديثة تليق بحداثة و تقدم و تطور العلم و العالم في القرن الواحد و العشرين ؟, و عندما تختفي من شوارع المدن مظاهر التسول و الاستجداء بين الناس بشكل معيب و مُخيف و يتوقف بيع العوائل لأطفالها ؟, و عندما تختفي أو يتم القضاء على الأمراض و الآفات و العاهات التي سببها التلوث البيئي الذي ينذر بكارثة بيئية على كافة الأصعدة ؟, و عندما تختفي أيضاً مظاهر بيع و ترويج المخدرات و الحشيشة و الترياق و حبوب الهلوسة بين الشباب ؟, و عندما يتم القضاء على بيوت الدعارة و ممارسة الرذيلة و انتشار محال بيع و ترويج الخمر و صالات القمار و الملاهي الليلية خاصة في العاصمة بغداد !؟, و كذلك عندما يتم تأمين سكن متواضع يليق بآدمية الإنسان العراقي و يوفر له الراحة و الأمن و الطمأنينة و حفظ كرامته و مستقبل أطفاله…. و الأهم من كل هذا و ذاك هو أن يكون العراق كامل السيادة وغير تابع أو ذيل لهذه الدولة الإقليمية أو تلك أو هذه الإمبراطورية أو تلك و أن لا يكون حقل تجارب لتصفية الحسابات و الأجندات الداخلية و الخارجية , عندها فقط … سيكون هذا البلد قد نهض من كبوته و سيكون قادراً على تأمين و توفير هذه و غيرها من متطلبات الحياة التي تتمتع بها كافة شعوب الأرض … و عندما تتوفر أيضاً الإرادة الصلبة الحرة و الصدق و الإخلاص و التفاني في العمل و وضع الرجل و المسؤول المناسب في المكان المناسب , و كذلك و قبل كل شيء … عندما نضع مخافة الرقيب الحسيب و هي مخافة الله سبحانه نصب أعيننا و نصب أعين ولاة الأمور من صناع القرار و الساسة و قادة هذا البلد و على رأسهم علماء الدين الذين من أولى أولوياتهم .. الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عن طريق نشر الوعي و العدل بين أفراد المجتمع و تقويم الحاكم إذا أخطأ أو شذ عن الطريق , أو إقامة الحد عليه و معاقبته إذا طغى أو أستبد أو استأثر بالسلطة ؟؟؟.
أخيراً و ليس آخراً .. لا أريد أن أثقل أو أطيل على القارئ الكريم : أتوجه بهذا السؤال المهم لذوي الشأن خاصة في مجال الإدارة و الاقتصاد و التخطيط أن يجردوا أو يحسبوا لنا : كم تُكلف خزينة الدولة العراقية و دخل المواطن العراقي إحياء مثل هذه المشاعر و المناسبات الدينية و ما يرافقها من بذخ أموال و هدر طاقات و تعطيل عجلة البناء و الإعمار , آخذين بنظر الاعتبار جميع الجوانب التي تحيط بهذه المناسبة و غيرها من المناسبات على مدار السنة و خاصة … تخصيص 35 ألف عنصر ما بين جندي و شرطي و غيرهم لحماية الزوار ؟ , كذلك كم هي تكلفة تعطيل دوائر و مؤسسات الدولة من خلال تعطيل معاملات الناس و تأخير إنجازها , و تعطيل المدارس و المستشفيات بسبب ترك بعض المشاركين بالمسيرات لوظائفهم و أعمالهم الرسمية و الحرة , كذلك الأخذ بنظر الاعتبار أيضاً حجم الصرف على الزوار من تأمين الماء و الغذاء و الدواء و العلاج لحوالي 15 عشر مليون إنسان , ناهيك عن الخسائر بالأرواح بسبب التفجيرات الإجرامية و عدد الجرحى و المعوقين , و تدمير البيئة بسبب رمي القناني البلاستيكية و غيرها من المخلفات الضارة و السامة في طول و عرض العراق ؟. لكن بالتأكيد هنالك من سيَسخر أو سيستغرب من طرح هذه التساؤلات و يرد .. بأن الجيش و الشرطة و الأمن يقومون بواجباتهم الطبيعية و هم في كل الأحوال يتقاضون رواتبهم ؟, أو لا يتقاضون رواتبهم … كالشهيد نزهان رحمه الله الذي استشهد قبل أيام في منطقة البطحاء أثناء تأديته واجب حماية الزوار … تبين لنا و للسيد رئيس الوزراء عن طريق صدفة الموت على أثر هذا التفجير .. بأنه لم يستلم راتبه منذ أكثر من ثمانية أشهر و هذا غيض من فيض و دليل قاطع على أن الفساد واصل لأبو موزة ؟, فلنا أن نتصور كم ألف و ألف نزهان في الجيش و الشرطة و باقي الدوائر لم يستلموا رواتبهم في دولة القانون و نزاهة بهاء الأعرجي …العلم عند الله ؟! , و كذلك رب سائل يسأل أيضاً … بأن الزوار يتلقون الدعم و العون من أهل الخير و المتبرعين من الأغنياء و الميسورين ؟, و هذا لا يكلف الخزينة و الدولة شيء ؟, و أكيد هنالك من سيوجه الاتهامات بأنني من أهل السين و أكتب باسم الشين و يكيل السب أو الشتم و النقد لصاحب هذه الأسطر نقول لهم لا ضير نحن لسنا أفضل من عامة الناس و لسنا بمنزلة العظماء و الخلفاء أو حتى الأنبياء الذين يُسبون ليلاً نهاراً من قبل الجهلاء و المغرر بهم و المندسين الذين يدافعون عن المذهب الشيعي زوراً و بهتاناً من أجل يبقى أبناء هذا المذهب العربي المسلم العظيم الذي يشهد لهم التاريخ القريب و البعيد بالوطنية و الدفاع عن وحدة و سلامة العراق في ثورة العشرين و غيرها من الثورات و الحروب , و لكي يبقوا يرزحون تحت نير التخلف و الجهل و الفقر المدقع لمئات و لربما لآلاف السنين القادمة .
و لكن ليعلم الجميع بأن هذه الأموال التي تُهدر بطريقة جنونية و بأيادي و عقول متخلفة لو قدر لها أن تُسخر بطريقة حضارية صحيحة و بأيادي أمينة لما بقي جائع أو فقير أو مُشرد أو لاجئ أو بدون سكن أو مأوى أو أقدم … أب أو أم على بيع أطفالهم و فلذات أكبادهم كما أشرت في بداية المقال …. و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم … و الله و مساكين العراق من وراء القصد … وفي هذه المناسبة الأليمة و الكارثة الوطنية التي أطلت برأسها علينا منذ 9 سنوات … نقسم بالله العظيم … بأن ليس لكاتب هذه الكلمات أي قصد آخر سوى نصرة المظلومين , ليس لنا عداوة و كره أو حقد أو ثأر لأحد بما فيهم نوري المالكي و أعضاء البرلمان أو أي مسؤول آخر في الدولة العراقية , و لسنا طامعين بمنصب أو من أجل الحصول على مكسب , و لم نستفد منذ أن خلقنا الله و حتى الآن من نفط العراق لتراً واحداً , و لا من بترو دولار العراق سنتاً واحداً , و نُشهد الله بأن لو وضعوا المنطقة الخضراء على يميننا … و كربلاء و النجف بكل ما يدر عليها من مال و خمس و نذور و تجارة على شمالنا …على أن نترك هذا الأمر … و هو فضح العملاء و الفساد و المفسدين … أو نهلك دونه ….. و للحديث بقية في مقال جديد آخر يتبع قريباً حول ( كلفة شباك ضريح الإمام العباس ع ) الذي بلغت تكلفته 10 مليار دينار ؟؟؟؟ فقط شباك الضريح .. شاهدته اليوم الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت بغداد في برنامج بثته قناة العراقية اليوم … المصادف 13-1- 2012 و على لسان السيد أحمد الصافي إمام و خطيب المرقدين في كربلاء .
[email protected]