الخطابات المتشنجة ، والصياح والعويل ،لايمكن ان يكون أسلوب حاكم ناجح ، بل يعكس حالة التخبط الكبيرة التي يعاني منها السياسي ، والخطاب الأخير للسيد المالكي وتهديده بفتح نار جهنم على العراق اذا لم يترشح لولاية ثالثة عكس نموذجا سيئا للمالكي ، والذي يبدو ان العراق اصبح مقاطعة من مقاطعات حزب الدعوة ، ولا نعلم هل مصلحة العراق وشعبه مرتبطة بحياة المالكي السياسي حتى يظهر بهذا الخطاب القاصر الذي يعبر عن تخبط واضح ، وأهداف خطيرة واضحة .
المالكي بخطابه الأخير كشف القناع عن نواياه ضد البلد ومصالحه ، فاليوم وبعد مرور اكثر من ١١ عام على سقوط النظام البائد ، وأنفاق اكثر من ٦٠٠ مليار دولار أنفقت بدون اي تغيير في الواقع وعلى مختلف الأصعدة .
لو أجرينا تقييم محايد ربما نقع امام صدمة كبيرة لهول ما جرى على البلاد خلال تلك الفترة من انهيار كلي وعلى جميع المستويات ، فالأمن مفقود تماما و٥٠ ٪ من البلاد ساقطة بيد الارهاب ، مع سيطرة الحكومة على بعض المناطق نهاراً وسقوطها ليلاً بيد التحالف “الارهابعثي”، ناهيك عن الانهيار الكلي لجميع مفاصل الدولة العراقية ، فلا عمل مؤسساتي ، ولا مسؤولين كفوئين ، ولا جيش كفوء قادر على حماية البلاد وسلامة مواطنيه .
المالكي بالرغم من رفض بعض أعضاء حزبه للترشح للولاية الثالثة ، وأعضاء التحالف الذين هم الآخرين رفضوا هذا الترشيح ، مع رفض القوى الدولية للترشيح ما زال متشبثاً ، ورمى الوحدة الشيعية ومصالح البلاد ، ووقوف المرجعية عند الخلل وتشخيصها لمصدر الأزمة عرض الجدار .
لا يمكن القبول بهذا المنطق وبهذا التعنت والتصلب لأجل غايات وأهداف وأجندات خبيثة تريد احراق البلاد والعباد .
ستفتح أبواب الجحيم بحسب خطابه ، وهنا انا أسأل السيد المالكي ؟!!! هل أبواب جهنم كانت مغلقة على الشعب العراقي حتى تفتح الان ، وهل تعلم انها فتحت منذ حربك الطائشة في الانبار فهي مفتوحة ولا حاجة لفتحها الان ؟!
اما التهديد للمرجعية الدينية العليا ، فأنا كمواطن عراقي واحد أقول لو كُنْتُمْ على قدر التهديد سيروا بعناصركم الأمنية الساقطة الى النجف الأشرف وستكون مقبرة لكم ، فأنت لا تعلم مع من تتعامل ، انت تقاتل وكيل الامام المنتظر (عج) وصاحب رايته الدنيوية ، وأما عن تمسكك بالدستور فأنت اول من حرّفه وخذله ، ودماء الشيعه والعراقيين هي من أسست هذا الدستور وليس انت وحزبك؟!
اما عن شعبنا الجريح ، فهذا الشعب وقف امام اعتى طاغية في العصر الحديث ، ولم يهابوه ولم يخافوه حينما قال ( لن أخرج حتى أجعلها تراب ) ، واليوم المالكي يتسلّم الراية ليفتح باب الجحيم على الشعب العراقي .
الشعب العراقي لا يهاب أقوالك وخطاباتك ،لانها فارغة ، ولم تكن يوما حريصة على مستقبل الشعب العراقي ، بل كانت خطابات جاهلة عبرت عن الثقــــــــــــــافة القبلية والسقوط السياسي الكبير ، وانهيار مستوى الوعي السياسي عندك .
لهذا قل ما شئت ، وافعل ما شئت ، فالعراق باقً بابناءه ، ورجاله ، بمرجعيته الكبيرة التي عمرها الف عام ، فأنتم راحلون يا ساسة الصدفة ، ومتسلقي السياسة ، وسارقي مستقبل ابناءه .
العراق باقً بسنته وشيعته ، بعربه وإكراده ،بتركمانه وايزيديه ، بجميع طوائفه ، فأين الطغات واين الشعوب ، فسوف ينسى هذا الشعب الثمان السنوات السوداء في تاريخه كما طوى صفحة سوداء من تاريخة اسمها البعث ، سينسى صفحة اخرى اسمها الدعوة والمالكي .