19 ديسمبر، 2024 3:20 ص

المالكي يقول للعراقيين : من روث ثوره وطعمه

المالكي يقول للعراقيين : من روث ثوره وطعمه

كان هناك رجل يسكن في قرية نائية من جنوب ريف العراق وكان هذا الرجل لا ينتسب نسبا لعشيرة أهالي هذه القرية فيحس بانه منبوذ وبعيد وغير مهيوب ففي يوم من الايام مر عليه صديق قديم فاشتكى هذا الرجل عنده وكشف له ما يعانيه فقال له أتريد ان تتسيد على هذا القرية؟؟؟
 فقال له :انا لا اريد اكثر احترامهم لي
 فقال له صديقه: سأجعلك تكون سيد هذه القرية فقال له كيف ذلك ؟؟؟
 فقال: أقم ولائم لهم بشكل مستمر
 فقال له: انا لا املك قوت يومي فكيف أستضيفهم واتحمل اعباء اكلهم وشربهم؟؟
 قال له: بسيطة جدا ان جيرانك من اهالي القرية يمتلكون ماشية كثيره فاسرق من ابقارهم وثيرانهم وخرافهم واقم الولائم بما تجود به يداك من هذه البهائم المسروقة
 فقام هذا الرجل اول مرة بسرقة ثور لاحد جيرانه وذبحه واقام وليمة بهذا الثور و دعا اهل القرية جميعا لتناول لحم الثور المسروق فكان صاحب الثور المسروق يأكل بنهم ويدعوا لصاحب الوليمة بالرزق والبركة فكان هذا الرجل يضحك وهو ينظر لصاحب الثور المسروق ويدندن (من لحم ثوره وطعمه)
فأصبحت هذه الحادثة مثلا يضرب به لرجل يكرم ويجود بمال غيره فهذا يشبه بشكل تام ما يمر به الشعب العراقي فكلنا نتذكر جيدا فترة الانتخابات كيف اصبح مال الدولة العراقية مباح بالنسبة للحزب الحاكم وللأحزاب النافذة في الدولة فكانت ميزانية كل وزارة من وزارة الحكومة هي بيد الحزب الذي ينتمي له الوزير فإمكانيات الوزارة البشرية والمادية تقدم كلها خدمة وفي سبيل الفوز بالانتخابات فكانت عملية التجارة السياسية والتي مرتبطة بمنظمة الصندوق الانتخابي لتجارة الاصوات فبيعت الاصوات ببورصة لم يشهد لها التاريخ مثيل واتبعت عمليات المتاجرة بالأصوات صعودا ونزولا فكانت هناك ظواهر السمسرة (الكواده) عن طريق شيوخ العشائر ورئاسات النقابات والاتحادات فكلا له ثمن يشترى به فترى هناك من يبع صوته وصوت عشيرته بوليمة يشبع بها الشيخ بطنه وهناك اثمان غريبة ورخيصة دفعوها زعماء الكتل الانتخابية للناخبين فمثلا هناك حادثة معروفة حدثت في الكوت على ما اعتقد حيث قام رئيس تيار الاصلاح الجعفري بتقديم وجبه للناخبين الضيوف عبارة عن (نفر كباب) من احد المطاعم الموجودة في المدينة حيث ذهب دون ان يحاسب ابو المطعم
 فهل رأيتم ثمن ابخس من مستقبل العراقيين من هذا الثمن؟؟
 وراينا كيف تشترى الاصوات عن طريق رصيد تليفون نقال او حلف باليمين من قبل المرشح للناخب من اجل تعيينه وحلف اليمين من الناخب للمرشح من اجل انتخابه فتعدد الصور والاشكال لممارسات بيع العراقيين بابخس الاثمان وبعد الانتخابات جرت عمليات تجارية من نوع ثاني وجديد لبيع العراقيين في صراعات السياسة التجارية العراقية فكانت اسهل اساليب التسقيط بين الخصوم في المنطقة الخضراء  هو تفجير في وسط سوق شعبي او استهداف سيارة لمواطن بعبوة لاصقه وهكذا فكان العراقيون ومازالوا طاقة نظيفة ورخيصة في اشعال الحرب بين السياسيين وسلم سهل الصعود به في عمليات التشهير والضرب تحت الحزام بين الخصوم في واحة السياسيين الخضراء وكلنا شاهد شريك المالكي في العملية السياسية طارق الهاشمي كيف وقت المالكي عملية جمع التهم لإدانة الهاشمي حيث حدد الوقت السياسي وبدم الضحايا لتسقيط خصمة وكلنا نتذكر المشادة الكلامية التي حدثت بين المالكي وعبد الناصر الجنابي حين قال له المالكي عليك 170 ملف وتهمة فاين كنت يا مالكي وانت رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وماذا كنت تنتظر عن قاتل وسفاح كما تقول
 فهل رأيتم ارخص من دمائنا بمنظور حكومة المالكي؟؟
 اما عندما نتحدث عن الميزانيات الضخمة التي تعلن كل سنة ولا نرى من هذه الميزانيات الضخمة الا فقط الارقام التي نقرأها في تايتل الاخبار فالميزانيات الضخمة تفتح على مصراعيها ميزانيات خاصة لرئاسة الوزراء ولرئاسة البرلمان ولرئاسة الجمهورية ونرى الميزانيات تتدفق كسيل لا يهدى للايفادات  والسفارات ولشراء السيارات المصفحة ولعمليات تغيير الاثاث ولبناء القصور على كورنيش الاعظمية والكاظمية ولشراء القصور والشقق الفارهة في لبنان ومصر ولندن وباريس وكيف صرفت الميزانيات الضخمة  لإرسال رجال الدين الذين ربتوا على كتف السلطة لمعالجتهم في لندن والولايات المتحدة وفي نفس الوقت يصيب الميزانيات الضخمة الجفاف والسكر والضغط عندما تريدها في مصلحة الفقراء فميزانية وزارة الثقافة حسب التقارير اقل من ميزانية سكرتير رئيس الوزراء وميزانية وزارة الزراعة اقل من ميزانية قناة العراقية الفضائية اما حصة المواطن من الادوية تعتبر اقل حصة مواطن على المستوى العالم بينما مقدار ميزانية الحصة للتموينية للشعب العراقي تقدر باقل من نصف ميزانية رئيس الوزراء المخصصة فقط لسفره وملابسه وطعامه لقد كانت اهلنا تقول من لحم ثوره وطعمه والان المالكي يقول للعراقيين :من روث ثوره وطعمه .

أحدث المقالات

أحدث المقالات