في حركة قد تكون غريبة جدا في الوضع الراهن قيام فخامة نائب الرئيس الجمهورية نوري المالكي بزيارة الى لبنان وصفتها وسائل الاعلام بغير الرسمية لتقديم التعازي بوفاة الفنانة اللبنانية صباح والتي تلقب بالشحرورة وهذه الحركة وان كانت تشتمل على بعد انساني لطيف خصوصا بما تحظى به المرحومة من مكانة راقية في الوسط الفني ليس في لبنان فحسب وإنما في ارجاء الوطن العربي الا اننا يمكن ان نسجل عليها عدة نقاط اهمها اثنتين احدهما لصالح المالكي والثاني ضده فأما التي في صالحه فهي ان اقدامه على هذه الزيارة لمواساة اهل الفقيدة يعد نقطة ايجابية تسجل للرجل فهو بهذه الحركة الغى فكرة ان المالكي يوصف بانه عبوسا قمطريرا وانه لا يجامل وتغلب عليه الخشونة في التصرفات وعدم مراعاة شعور الاخرين وانه كما يقول عنه الخطيب الحسيني السيد محمد الصافي (بيه لزمة) واما النقطة التي يمكن اعتبارها ليست صالحة فهي صعوبة الاحوال التي يمر بها الشعب العراقي من قتل ومن دمار وتهجير واحتقان طائفي وغيره من المآسي التي يمر بها هذا الشعب المظلوم اضافة الى انه لم تذكر وسائل الاعلام وطيلة مدة حكم السيد المالكي التي زادت على الثماني سنوات انه قام بزيارة لعوائل الضحايا الذين فجعوا بأبنائهم اضافة الى ان هناك الكثير من الفنانين العراقيين الذين توفوا في فترة حكمه ومع ذلك لم يقم السيد المالكي بزيارتهم وتقديم التعازي لذويهم . اذن خلاصة الامر ان هذه الزيارة التي تعتبر نوعيه بكل حيثياتها تعتبر نقلة نوعية في مسيرة السيد المالكي وخطوة جيدة في اطار تشجيع الفن الفنانين وهي رسالة لكل المسؤولين في الدولة العراقية الى ضرورة الالتفات الى اهل الفن وما يقدمونه من مواهب في حياتهم الفنية ومواساة اهلهم بعد وفاتهم ورحيلهم من هذه الدنيا … ما عشت لأراك الدهر عجبا .