في بدايات الاحتلال الامريكي للعراق وانتشار الفوضى ,كان الجنود الامريكان ينزلون احيانا الى الشوارع لتنظيم حركة السير والمرور,وذات مرة وبينما كان الشارع مزدحما والسيارات تسير يمنة ويسرة خصوصا مع توقف الاشارات المرورية عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء,تكلم زميل لي مع احد الامريكان وطلب منه ان ينظم حركة المرور بصورة جيدة وان يمنع اولئك المتجاوزين,علما ان الشارع كان قد تداخلت به السيارات بطريقة مرعبة,حينها التفت ذلك الامريكي الى زميلي وقال له:
وهل تظن انني سوبرمان او الوطواط؟!.
في اشارة الى الشخصية الكارتونية الخارقة للسوبرمان والخفاش والتي كانت تستطيع القيام باعمال خارقة!.
في بيان مثير للسخرية,وجه المالكي ابناء –الشعب العراقي- الى الابلاغ عن اي معلومات يكن ان تؤدي الى اعتقال المجرم الميليشياوي واثق البطاط.وقد اخذت وزارة الداخلية التي يقودها –وطواط العراق- نوري المالكي,نشر ذلك البيان وتعميمه على وسائل الاعلام!.
قراءة بسيطة لهذا البيان يمكن ان تثير آلاف الاسئلة والاستفسارات التي تصب كلها ضد المالكي وتعريه وتفضح عورته.
فشخصية واثق البطاط ليست شخصية مجهولة الهوية او المسكن او المقر,فمقراته معروفة واتباعه معروفين,ورقم هاتفه معروف,وبالتالي فلو اراد المالكي اعتقاله في اي وقت ,الا اذا اقرّ بان اجهزة استخباراته عاجزة عن معرفة مكان تواجد واثق البطاط,وحينها من حق العراقيين ان يسالوه:
ماذا تصنع اذا منذ سبع سنوات واين الاموال التي انفقتها على اجهزة الجيش والشرطة والاستخبارات؟؟
ام ان مهمة هذه الاجهزة هو ملاحقة اهل السنة المساكين فقط ومتابعة ارقام من يتصل بالفضائيات منهم ليعبر عن رايه بحكومتك المجرمة؟؟؟.
ثم نحن نعرف بان واثق البطاط ليس شخص واحد,بل هو ميليشيا ,وبالتالي لنفرض جدلا ان البطاط قد هرب او اختبيء او سافر خارج العراق,فلماذا لا يتم اعتقال اتباعه وعناصر ميليشياته ,او على الاقل مداهمة احد تلك المقرات والمكاتب والاوكار؟؟.
اليس كل من انتمى لميليشيا البطاط هو شريك معه في الجريمة والخروج عن القانون؟.
ثم لنفرض ان البطاط قد سافر خارج العراق-الى سوريا او ايران كما يقولون- فاين الاجهزة الامنية في النقاط الحدودية لماذا لم تعتقله قبل هروبه ؟؟.
ام سيقولون انه هرب عن طريق المطار وعندها سيكون العذر اقبح من الذنب؟.
اليس من حق العراقيين ان يطالبوا بمحاسبة ومحاكمة المالكي على تقصيره في اداء واجبه الرسمي في القاء القبض على مجرم ميليشياوي كواثق البطاط يهدد الناس خارج سلطة الدولة والقانون؟,
اليس من حقهم ان يقولوا بان عجز المالكي عن القاء القبض على هذا -الوطوط- دليل على عجز المالكي عن ادارة الدولة وخاصة اجهزتها الامنية وهو الذي يحتل منصب القائد العام للقوات المسلحة؟.
فاذا كان عاجز عن اعتقال او معرفة مكان واثق البطاط فكيف سيعرف مكان غيره من الذين لا اسم لهم ولا صورة ولا حتى صوت؟؟.
كان على العراقيين عموما والمحللين السياسيين والعسكريين خصوصا ان يستخدموا هذا البيان الصادر عن المالكي لتعرية المالكي واثبات قصوره وعجزه في ادارة الملف الامني .
ام ان كان هنالك من سينفي عجز المالكي في ادارة الملف الامني,فذلك يعني اعتراف صريح بان طائفية المالكي وتحيزه للميليشيات هو السبب في عجزه عن اعتقال البطاط الذي تحدى سلطة الدولة وراح يهدد بقتل الناس خارج سلطة القانون,وذلك امر لم نعد نشك فيه,فان البطاط كان قبل سنة من الان قد هدد المالكي بان عليه ان يطلق سراح اخوته او ان سوف -يقلب الدنيا على راسه-!.
وحيث ان الدنيا لم تقلب على راس المالكي,فهذا يعني ان المالكي استجاب لتهديدات البطاط واطلق سراحهم فورا وهو الممنون. فاذا كان المالكي يخشى من اعتقال اخوة واثق الوطواط ,فهل يجرؤوا على اعتقال الوطواط نفسه؟.
علما ان من حق البعض ان يثر سؤالا بخصوص الاسباب التي تدعوا المالكي لاعتقال البطاط,-وانا واحد من اولئك الاشخاص-,فانا شصيا اتعجب من السبب الذي يدعوا المالكي لاعتقال البطاط دون غيره ,فاذا كان السبب هو لانه هدد بقتل البعثيين والوهابية؟.
فنحن نعلم ان مقتدى الصدر وحازم الاعرجي قد هددوا بقتل البعثية والوهابية منذ سنوات وكل ذلك مسجل ومصور ومعروض,ورغم ذلك لم نسمع من يهدد باعتقالهم!,فلماذا تريدون ان تعتقلوا الوطواط (واثق) ولا تريدون ان تعتقلوا السوبرمان(مقتدى)؟.
ام ان اخونة المالكي يكدر بس على الوطاويط ؟.
