15 نوفمبر، 2024 8:03 ص
Search
Close this search box.

المالكي يسخر الأديب ليضرب العبادي

المالكي يسخر الأديب ليضرب العبادي

تسيطر روح الانتقام على الفاشل، لينسى فشله، وينشغل عنه بتوجيه التهم على الآخرين، ويحتاج إلى من يتخذه مطية ليصل لأهدافه، كما يحتاج إلى من يؤيد نظرية المؤامرة التي يختبئ خلفها.

السيد المالكي ومن يسبح بحمده، يدعي انه تعرض لظلم وغبن، من اغلب قيادات العملية السياسية، لأنه حصل على أعلى الأصوات، ولم يعترف ولو لنفسه، أن وسائله في الحصول على هذه الأصوات، لم تكن مشروعة بالمطلق، ولم يعترف لنفسه، انه فشل في إدارة البلد في كل المجالات، وكان ثمن هذا الفشل، باهض أرواح وأراضي وأموال.

كل هذا لم يقنع السيد المالكي، بأن التغيير كان حل لا بديل عنه، وكل من يقف ضد التغيير، أيا كان يسجل نقطة سوداء في تاريخه، لذا كانت اغلب القوى السياسية، والشخصيات مع التغيير، منهم من ساهم بشكل مباشر، ومنهم من دعم وغيرهم أيد فقط، مما جعل خيارات السيد المالكي في المواجهة خاسرة مقدما.

لذا اختار طريق المهادنة، كطريق للانتقام من الجميع، لكن بطريقة التأمر الناعم، الذي لا يؤدي به إلى خسران جميع الأطراف، خاصة القيادات المهمة والرئيسية في الدعوة وائتلاف دولة القانون، كانت بداية المالكي مع التحالف الوطني، من خلال تمثيل دور الحرص على حزب الدعوة وتماسك صفوفه، لذا دفع السيد علي الأديب للترشح لوزارة السياحة، وكانت خطوة لإحراج العبادي أمام التحالف الوطني أو تأسيس لخلاف بينه، وبين الأديب، يسهل على المالكي تشكيل كتلة داخل الدعوة، تشعر بالغضب من العبادي.

رشح الأديب لهذه الوزارة، دون قناعة من العبادي، لتأتي النتائج فشل الأديب في نيل ثقة البرلمان؛ (حصل على 37 صوت)، بهذا وجه المالكي ضربة للأديب بهدوء، وهو جزء من الانتقام، وخلق فجوة، ولو صغيرة بين العبادي والتحالف الوطني، الذي لم يؤيد ترشيح الأديب، بدليل ما حصل عليه من أصوات، لكنها خطوة للأمام.

بعدها دفع الأديب لرئاسة كتلة دولة القانون في البرلمان، لتعويض الأديب عن ضربة وزارة السياحة، مستغلا ضعف وتعاطف مكونات دولة القانون مع الأديب، بعدها خطى المالكي بعيدا، وهو الدفع باتجاه ترشيح الأديب، لرئاسة التحالف

الوطني، وبنفس الطريقة الأولى أحرج العبادي، أن رفض هذا الترشيح سيؤلب عليه الدعوة، ويتهم بالتبعية للمواطن والأحرار، وان وافق على هذا الترشيح، ودافع عنه، يعني انه سيخسر أهم قوى التحالف، المالكي بكل هذا، استفاد من ضعف وخضوع قوى دولة القانون الأخرى، ومن انتهازية بعض مكونات الائتلاف الوطني، الذي تلعب مع الرابح دائما، وتقف على الحياد، لحين انجلاء غبرة المناقشات.

أن العبادي وجناحه ضمن حزب الدعوة، بحاجة للواقعية، وحساب الأمور وفق المصلحة العليا، والابتعاد عن الحسابات الضيقة، لان ذلك سيجعل المالكي ينجح في عرقلة التغيير، واللعب على شق الصفوف، بحجج وشعارات، طالما تشدق بها، ولم يلتزم بحرف منها، خاصة حزب الدعوة، الذي دمره المالكي ماضي وحاضر…

أحدث المقالات

أحدث المقالات