يوما بعد يوم … يُثبت لنا المالكي أن لا حرمة لديه لأي قيمة أو تراث أمام مشروعه التخريبي الإستئصالي الذي يريد بالعراق خراب البلاد وهلاك العباد … بما يرضي أصحاب المشروع الأصفر من وراء الحدود .
وما دام حديثنا عن موضوع حساس ألا وهو الشعائر الحسينية فدعونا نقف عند ثلاث محددات:
الأولى : إن محبة آل البيت جزء من ديننا وعقيدتنا .
الثانية : إن هناك أمورا دخلت على هذه المحبة وتلك المشاعر وصارت طقوسا وشعائر ، وهذا ليس موضوعنا اليوم .
الثالثة : إن روح الإسلام الحقيقي والذي بشر به الآل والآصحاب على لسان نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم تدع الى شيء بقدر ما دعت الى إحترام الإنسان والتعايش بين البشر ونشر روح المساواة والعدالة .
واليوم … ومع زيارة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) … نقف مع خمس توجهات للمالكي حرّف بها جل المعاني السامية التي جاء بها الإمام الكاظم بل وسائر الإئمة الكرام على نبينا وعليهم من الله أفضل صلاة وسلام :
1. نشر ثقافة الحقد والكراهية بين جموع الزائرين تجاه بقية مكونات الشعب العراقي … من خلال جعل هذه الزيارة وكأنها تحديا للإرهاب ليس إلا !!! … ومن هم أهل هذا الإرهاب !!! … لا أعتقد هذا يحتاج إلى جواب !!! … وبدل أن يخرج الزائر متوجها في هذه الزيارة ليغسل قلبه من أدران الدنيا … نراه وقد زاد ذاك القلب قساوة في معاداة إخوانه في الوطن الواحد بأوهام رسمت ملامحها عند دهاقنة الحاقدين على هذا الدين الحنيف .
2. إغلاق المساجد والتضييق على المصلين … كما حصل بالأمس في إغلاق جامع الإمام أبو حنيفة النعمان ( رضي الله عنه ) … ومنع المصلين من التوجه إليه بحجة حماية زوار الإمام الكاظم وحفظ مسارات الطرق لهم !!! … وهذا التمييز أثار مشاعر الناس … وولد لديهم قناعة لا تقبل الشك من أن القوات الأمنية مهمتها حماية طائفة معينة … وإستئصال أخرى !!! … وهي ناجحة في أداء واجبها !!! .
3. تعطيل مصالح الناس وقطع أرزاقهم … من خلال قطع الطرقات وإغلاق المناطق لأيام وليس ليوم واحد أو يومين !!! … طيلة أيام قدوم وعودة الزائرين … ولكم أن تقدروا ظروف العوائل التي تعيش على قوتها اليومي !!! … في حركة الحياة .
4. تعطيل الدوام الرسمي في المدارس !!! … وتأجيل إمتحانات نهاية العام في المدارس المتوسطة والثانوية على وجه الخصوص … وهذه قصة طويلة أورثت التربية والتعليم مفاهيم جديدة .
5. التعامل الردئ لجل ( ولا أقول كل ) القوات الأمنية مع أهالي المناطق التي تمر بها مواكب الزائرين … مما ولد شعورا غير طيب … وآثارا نفسية لا تقف عند السلوك والمعاملة .
وهنا أتساءل … هل هذه هي المبادئ التي دعى لها أهل البيت !!! وأوصوا باحيائها على مر الأزمان !!! … هل ثقافة الكراهية … والتعسف بإغلاق للمساجد وخاصة التي تحمل رمزية خاصة في قلوب مريديها … وتعطيل مصالح الناس وإيقاف حالهم … وتعطيل الدوام الرسمي لطلبة العلم … وإجتثاث مبدأ العدالة والمساواة بين الناس … هل هذه هي معالم دعوتنا التي نريد أن ننشرها في الأرض !!! … ونرتجي منها رضا الله وصلاح البشرية !!! .
السؤال الذي يطرح نفسه … ما الذي يريده المالكي منا ومن العراق !!! … وإلى أي هاوية يسوقنا هو ومن حوله … ثم لا أدري … إلى متى سيستمر سكوت الشارع الشيعي على هذا المسار الأسود والهاوية السحيقة التي يسير اليها منفذوا المشاريع الصفراء !!! … التي يشهد الله أنها لا تقل خطرا من مشاريع مجرمي القاعدة … هذا إذا ما كانت تخرج سوية من دهليز واحد !!! .
وفي الختام نقول … إن النتيجة واحدة … حيث النخر في النسيج الإجتماعي العراقي … وقطع الطريق على التعايش بين العراقيين … وذبح الحلم الوردي في أن يضم العراق كل العراقيين … من الوريد الى الوريد .