23 ديسمبر، 2024 2:26 م

المالكي يدفع بسنة العراق نحو إعلان الإقليم أو الاقتتال

المالكي يدفع بسنة العراق نحو إعلان الإقليم أو الاقتتال

عشر سنوات مضت على احتلال العراق لم يحصد العراقيون منها فقط الخراب والدمار وعملية سياسية تعاني الاضطرابات والنتيجة مأساة وتسلط وإغراق أرض الرافدين بالدماء , لم يخطر على بال أحد ما يحصل اليوم للعراق فالكثير كان يتصور و يحلم بعد دخول القوات الأميركية والإطاحة بالنظام العراقي السابق أن العراق شعبا وأرضا قد انتقلوا من نار صدام حسين إلى جنة المالكي وعذرا لكم لأن الواقع ومعطياته لا يشيران بذلك عشر سنوات من القهر والجور كانت كافية ليخرج الشارع العراقي عن صمته مناديا بحقوقه الشرعية ,والعراق كنز الرجال وجمجمة العرب لا يقبل الهوان ,ست محافظات عراقية الآن خرجت لتقول كفا ظلما واضطهادا واغتصابا للحرائر في السجون واعتقال الشباب والشيوخ بوشاية المخبر السري السيف المسلط على رقاب الناس .
احترمونا لأننا جزءا هاما وبيضة القبان في استقرار العراق . يبدو أن التجربة الكردية الآن أصبحت بالمناطق السنية تجربة عملية يمكن الاقتداء والعمل على تفعيلها ,فالدستور العراقي الذي تنص إحدى فقراته على منح أي من المحافظات العراقية بعد طلب جمهور هذه المحافظات التصويت لتطبيق الفقرة هذه وتفعيلها هو إعلان الإقليم كخيار وخلاص من قبضة المالكي لان الرجل يمارس حكمه ونفوذه على مكون واحد العرب السنة , بالتأكيد

لا احد يلوم المحافظات العراقية الست المنتفضة الآن ضد سياسة المالكي التي تسعى إلى تفعيل قرار إعلان الإقليم في حال لم تستجب حكومة بغداد لمطالب المتظاهرين ربما كخيار يطرح بدلا من الاقتتال الذي بدأ يلوح به نوري المالكي مستخدما ألفاظا قد تعود على سماعها المنتفضين هو يثقف لنفسه للانتخابات حينما وصفهم بأنهم  متمردون متآمرون .
لماذا لا نفتش في الأسباب ونكون منصفين موضوعين لا متحيزين ؟.
ما موصفات الدولة التي يقال عنها دولة بمعنى الكلمة ؟.
سيادة ونظام وقانون واحترام والاهم من ذلك كله العيش الكريم والنوم بأمان وراحة بال حين ذلك وفي حال توفرت هذه المسميات نطلق على هذا البلد دولة .

لكننا في العراق لم نشاهد دولة بعد بل نشاهد عصابات تقتل الناس وتحاسبهم على الهوية وتقطع الأرزاق بحجج واهية وأكاذيب مفتعله ,
اغتيالات واعتقالات وقتل واجتثاث وحرمان من ابسط المتطلبات تتعرض لها هذه المحافظات منذ عشر سنوات والعالم بأسره يتفرج ,واستهداف واضح للعرب السنة في كل شيء وأقولها بكل صراحة بلا خوف ولا وجل “لأنها طائفية ورب السماء ” تمارس في وضح النهار من دون استحياء ضد أبناء هذه المحافظات وضد هذا المكون تحديدا .
نسمع كثيرا الأصوات الرافضة لإنشاء الأقاليم وكل شخص له وجهة نظره بالموضوع لكنني أقول كما يقال أهل هذه المحافظات أدرى من غيرهم بما يحصل لهم من استهداف وأذى ومازال المتوجّسون المرجفون أصحاب الفكر الوطني يرون في إنشاء الإقليم تقوقعا نحو الذات ,وخروجا على غيهم وظلام وكفر بالتعايش بين العراقيين لقد أثبتت عشر سنوات أن التعايش السلمي إن صح التعبير مع شديد الأسف قد أطلق عليه رصاصة الرحمة يوم هدمت المساجد وحرق المصاحف وقتل العراقي أمام الناس لأنه يحمل عقيدة والغريب بعد انطلاق التظاهرات مباشرا تفاجئنا بحملة إعدامات كبيرة واعتقالات واسعة تطال المحافظات ومن قبلها مسلسل الاجتثاث وكالعادة والمعتاد التُهم جاهزة ومفصلة على مقاس المعتقل المسكين بعثي , قاعدة ,جماعات مسلحة ,جماعة النظام السابق , وهلم وجره تلك هي شماعة الظالم على المظلوم . وأخيرا أقول إن أبناء هذه المحافظات السنية المنتفضة لا يرضون بتقسيم بلادهم وتحويلها إلى كانتونات مقسمة كما يروج البعض على فكرة الإقليم وإنما الهدف هو العيش بكرامة والحفاظ على الأعراض وإن فتشت داخل النفوس ترى أنهم مجبورون على فكرة إقامة الإقليم والمثل العراقي الشعبي يختصر كثير من الأمور” ايش اللي جابرك على المر غير الأمر منه “احمد الفراجي كاتب من العراق