ما اشبه 2011 حسني مبارك ب2013 نوري المالكي فالأول انهى 2010 وقد اصبحت كل التيارات السياسية بدأً بالوفد مرورا بالاخوان وليس نهاية بحركة كفاية التي تزعمها البرادعي معارضة لحكومته وحزبه الوطني . فبعد ان اعلنت نتائج انتخابات مجلس الشعب المصري بجولتيها عن سيطرة الحزب الوطني على مقاعده ابدى جميع المنافسين تشكيكهم بنتائج الانتخابات وكان هذا “اول الغيث” في ثورة مصرية شارك فيها اقباط ولبراليي واخوان مصر في ازالة مبارك بمضاهرات 25 يناير الشهيرة .
اليوم يشاهد المالكي نفس المشهد وهو ينهي 2012 بصراع مع الاكراد وغرق العاصمة بغداد واعتقال حماية وزير المالية رافع العيساوي الى امتعاض كبير في الشارع العراقي بدأ يسلب من المالكي حلفائه ويبدلهم بأعداء اذن نرى ان المالكي يخسر حلفائه الاكراد بعد تأزم قضية كركوك التي طال مخاضها في رحم المداة الدستورية الشهيرة”140″. كما هدد الاتلاف العراقي الموحد برئاسة ابراهيم الجعفري المالكي “بمليونية” تزيله من عرشه بعد فشل امانة بغداد بالسيطرة على امطار يوم شتوي واحد ادى الى غرق العاصمة بالكامل وبطئ الامانة في معالجة الاضرار التي ادت الى نزوح 10000 عراقي من بيته. من جانب اخر ادى اقتحام “ميليشيات” حسب وصف العيساوي لمكتبه الى اثارة المحافضات السنية ودخول الانبار في عصيان مدني يدخل اسبوعه الثاني تلتحق بها المحافضات السنية الاخرى. وليس بعيدا عن الامر يبدي الزعيم الشعبي السيد مقتدى الصدر في الاول من يناير تأييد لمعتصمين الانبار وينذر المالكي بشكل مباشر من وصول “الربيع العربي” الى العراق مذكرا اذا ما استمر بألغاء منافسيه وتعديه على “سنة العراق”.
ارتباك المالكي لا يخفى على مشاهد فقد صدر عن مجلسه الرئاسي بيان يقضي بأنهاء حصانة النائب البرلماني فور خروجه مبنى البرلمان وهو البيان الذي وصفه الاعلامي سرمد الطائي “بأحراق الرايخ العراقي”. وفي لقاء تلفزيوني للمالكي يوم 31 يناير يبشر به المحتجين في بأطلاق سراح نساء _طالب المحتجون بأطلاق سراحهم_ يهدد الانبار بفض الاعتصام بالقوة اذا ما استمر عصيانهم. العام ينتهي بمؤثرات ادت الى حدوث ثورات في اماكن اخرى فهل سيتحول صمت العاصمة التي ما زالت تتنفس ببطئ في غرق لم ينتهي تماما حتى الان الى ثورة عارمة تضع نقطة امام سنين المالكي الثمان ام سيستمر الصمت مرة اخرى ؟