عندما سقط نظام الحزب الواحد عام ٢٠٠٣ وانتشرت الاحزاب الاسلامية بالمعمورة كنت اول المتخوفين والمنتقدين بموضوعية للاسلام السياسي ، في الوقت نفسه ذهب السواد الاعظم من الناس ومن ضمنهم اصدقائي المنتمين الى الوسط الاكاديمي ، ذهبوا الى هذه الاحزاب وبعضهم صلى في الجامع الكبير بشارع الاميرات مرددين (الفضيلة يارب الفضيلة) ، واخرون منهم تمزقت حناجرهم بهتافات (العن عدوهم وانصر ولدهم … ) ، وجزء اخر هتف تحت جسر ذي الطابقين (وينه المنصب وينه صدام النذل وينه) ،وجزء منهم ذهبوا الى مطار المثنى ادعو انهم عملاء سابقين ليركبو طائرة الحزب الحاكم ، و ما ان اتكلم بجملة واحدة مع هولاء الأصدقاء حول المصالحة وعدم التهميش والادارة الرشيدة والسلم الاهلي واذا بهم يخونوني ويكيلون إلي التهم الجاهزة ، وكنت اخجل ان اقول لهم بأن شقيقي ملازم اول اياد البطل كما اعتادوا على تسميته اهالي البصرة الكرام كان له دورا كبيرا في انتفاضة الجنوب عام 1991 وانتهى به الامر الى ان يُعدم على يد علي حسن المجيد وازلامه ورميه في حفرة كبيرة في الاكاديمية البحرية في البصرة واصبحت قضيته فيما بعد واحده من القضايا التي ادانت ازلام النظام من خلال الشاهد الذي ظهر في المحكمة وحكى قصة الشهيد اياد عجيل وقناة العراقية شاهده على ذلك لمن يريد المزيد، والحديث يطول حول موقفنا السياسي العائلي ،ولكن كما اسلفت انا اول المتخوفين من الاسلام السياسي ومنذ اللحظة الاولى ، ولكن اصدقائي الاكاديميين الذين يروجون له قبل ١٠ سنوات ، عادوا اليوم لينتقدوه وبقسوه واحيانا برعونه وها انا اليوم اسمع نداءات ادانه من قبل هذا وذاك خلعوا فيها كل صيحات الاسلام السياسي وهتافاته ففرحوا عندما استقال ولدهم الذي كانو ينادون بنصرته الى حد انهم اعتبروها خطوة تكتيكية من قبله للظفر برئاسة الوزارة للدورة المقبلة اما نداءات( صدام النذل وينه ) فتم نسيانها وذهب انصارها الى استبدالها بنداءات ادانه لرجل دولة القانون ، واخر نداء قرأته كان لشخص اسمه مالك المالكي تحت عنوان ( لماذا لا نشك بالسيد المالكي؟) ، وقد خلع المالكي من جذوره وادعى انه ينحدر من اسره مغموره ليس لها جذور ( هو هيج حرية التعبير يابه) وجهل أن ابو المحاسن الشاعر والسياسي البارز في العهد الملكي هو جد المالكي ،حفيد ابو المحاسن قدم مكاسب الى حدٍ ما جيدة للعراقيين وعلى رأسها محاربة العنف والارهاب ولم الشمل العراقي بعد ان تمزقت اوصاله عام ٢٠٠٦ ، علما إن الأزلام الذين ( سلموها تراباً ) ما زالوا متمسكون بنداء الطاغية ويدافعون عنه بشراسةٍ منذ ٢٠٠٣ والى الان ولم يخلعوا قائدهم الذي مازال بالنسبة لهم ضرورة حتى بعد ان ظهر كفأر في حفرة.. فلماذا تخلعون ضرورتكم ايها العراقيين ؟