23 ديسمبر، 2024 12:13 ص

المالكي .. و الأنتخابات ( المقدّسة ) ..!

المالكي .. و الأنتخابات ( المقدّسة ) ..!

قبل أيام أطلقَ المالكي ( مُقدّساً ) جديداً الى قائمة المقدّسات العديدة .. حين وصفَ الأنتخابات القادمة بـ ( المقدّسـة ) وهو يُشير الى ضرورة الألتزام بموعدها الدستوري..!

قلنا سابقاً و من باب اتذكير .. لا يوجد شئ مقدّس بذاته ، بل نحنُ مَن يمنح القدسية للأشياء و المفاهيم و الرموز ..! أي أن القدسية فعل أجتماعي ، و ماهو مقدّس عندك هو ليس كذلك عند غيرك ..!

موضوع قدسية الأنتخابات يأخذنا الى الفكرة التي طالما قلناها من أن الطبقة السياسية الظاهرة في المسرح السياسي ترى أن الديمقراطية تبدأ و تنتهي عند صناديق الأنتخاب .. و كأن الديمقراطية هي أنتخابات و حسب .. و طالما ذهبَ الناس الى الأنتخابات ، أذن نحنُ بلـد ديمقراطي ..!!
هذا الفهم المُبتسر و الخبيث للديمقراطية و الذي تم تسويقه للناس .. هو الذي أخذَ البلد و الناس الى كل هذا الأنحطاط و التردّي و اللصوصية ، التي سرَت في جسد الدولة و موؤسساتها و أنتقلت الى مفاصل المجتمع ..!
الديمقراطية منظومة حياتية متكاملة تبدأ من الطفولة الى أعلى مفاصل دولة .. يُتاح فيها للفرد كامل الحرية في التعبير و الرأي و الرأي الآخر .. و حرية الأعتقاد و الفكر و الدين .. و شفافيّة الأجراءات و مبدأ المسائلة و العقاب .. حرية الصحافة و الأعلام .. حرية التظاهر و الأعتصام .. و النزاهة و الأخلاص في العمل ..ألخ
صنايق الأقتراع هي الخطوة الأولى في المسيرة الديمقراطية في جانبها السياسي .. هي نقطة الشروع الى بدء عمل و جُهد و أنتاج مثمر ..!
—–
مِن معالمها :

1- السياسي الذي ينال أصوات الفوز .. تبدأ بعدها مرحلة مسائلتهِ عن ما أنجزَ من وعود و مشاريع أطلقها خلال حملتهِ الأنتخابية .. لتبيان مصداقيتهِ و مقدرتهِ على الوفاء بها .. مِن عدَمه ..!

2- الديمقراطية تتضمّن آلية لمحاسبة أي مرشح فائز .. محاسبتهِ عن مدى نجاحهِ أو أخفاقـهِ ، و بالتالي معاقبتهِ على الفشل .. لا أن نصفّق لهُ مهما فعل أو لو لم يفعل شيئاً ..!

3- الفوز في الأنتخابات لا يعني منح الفائز صك براءة أو شهادة حُسن السيرة و السلوك .. و بالتالي نُغمض أعيننا عن أدائهِ و مواقفهِ و أنجازهِ .. بل من اشتراطات الديمقراطية هي صلاحية أقصاء أي مرشّح فائز من مسؤولياتهِ عندما يفشل في القيام بها ..!
4 – الديمقراطية لا تعني أن فوز المرشح أصبحَ سـند طابو لهُ أن يقضي الأربع سنوات في موقعهِ .. بغض النظر ألأداء و الأنجاز .. و سبق أن شبّـهت هذه الحالة بـ : لو أنك أشتريت علبة لحم أو قوطية لبلبي أو معجون طماطة من الأسواق .. مكتوب عليها تاريخ الصلاحية لـ أربع سنوات .. ثم أخذتها و وضعتها في الثلاجة .. و بعد فترة فتحتها لِـتـكـتـشف أنها مُـتـعـفّـنة ..؟؟ فماذا تفعل ..؟ أما ترميها في سلة الأزبال أو تذهب بها الى نفس الأسواق لأرجاعها أو أستبدالها ..!! نفس الفكرة يجب أن تطبّق على الفائزين في الأنتخابات بغض النظر عن مواقعهم أو مناصبهم ..!

5- الديمقراطية هي أن يكون المرشّح الفائز في خدمة الناس و البلد .. لأن ألناس أختارتهُ لـيُحقق لها طموحاتها و مصالحها و يرعى الأمانة التي فوّضـهَ بها الشعب ..! هي ليست تشريف للشخص و منحهِ فرصة الأستمتاع بالمكاسب و الأمتيازات و الفخفخة ، بل هي تكليف لأنجاز ما يُريده البلد و الناس …!!