12 أبريل، 2024 12:21 م
Search
Close this search box.

المالكي ونظرية الغالب والمغلوب

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ عام 2003 لم تتوفر فرصة الرقم الصعب في معادلة السياسة العراقية لاكثر من خمسة رجال هم احمد الجلبي واياد علاوي وابراهيم الجعفري ونوري المالكي ومقتدى الصدر لكن لم ينجح احد منهم في استثمارها فقد اكتفى الجلبي بأن يكون هو السبب الرئيسي في اسقاط نظام البعث وقنع علاوي بالمكاسب وشعار ( والله ما ادري ) وحمل الجعفري لواء ( التنظير الخيالي ) وحقيبة الخارجية وخدر ضجيج المتظاهرين اذن مقتدى الصدر غير القادر على التغيير وعدم القدرة على مواصلة الشوط حتى النهاية حتى بدت لعبة التهديدات التي يطلقها بين الحين والاخر مكشوفة للاخرين وغير مخيفة على الاطلاق ثم ركنوا للهدوء وحساب المكاسب التي درتها عليهم الفرصة على عكس المالكي الذي قفزت به فرصته من الصفوف الخلفية الى الواجهة بدون عناء ووجد نفسه يتقدم الصفوف مدعوما بمساعدة الجميع وعلى عكس من مارسوا اللعبة وحفروا اسمائهم على جدرانها وسجلات التاريخ حيث ترفعوا عن الصغائر والانشغال بها غمس المالكي نفسه في تصفية حسابات شخصية ومذهبية لا تجدي نفعا مع خصوما كان يمكن له ان يجعل منهم رعية طائعين يخفون الحقد والرفض ويظهرون الطاعة حتى حولهم الى معسكر مناويء يقارع معسكره ويغض مضجعه حد العرقلة والتعطيل , واخذته المغانم بعيدا عن الهدف الذي كان يفترض به ان يسير نحوه بثبات فسادت السلطة القهرية ضد الجميع واستأثر هو وبطانته والمحيطين به بالملايين من الدولارات والعقارات والاملاك وخلق الخصوم وقطع خط الرجعة مع الجميع فأضاع الفرصة والعراق والحلفاء والمناصرين والسمعة الشخصية وألف بين قلوب خصومه المتناحرين وجمعهم في معسكر واحد يسعى جاهدا لاسقاطه وهذا ماحصل في حركة دراماتيكية في منتصف عام 2014 بعد ان اكتسح الجميع في انتخابات لازال الجدل يدور في عدم نزاهتها حتى اليوم واخرج من السلطة مدحورا بعد ان سلخ من العراق خلال حكمه محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وحظى بعداء الجميع بما فيهم السواد الاغلب من حزبه ( الدعوة ) ناهيك عن التحالف الوطني الذي خاض معه الانتخابات ووضع على رفوف النسيان من خلال وظيفة شرفية (نائب الرئيس ) وابعد عنها فيما بعد بقرار من عضو من فريقه المتعاون معه سابقا . لقد كانت تجربة نوري السعيد في العراق فريدة لمن يريد الفائدة من درسها اذ كان الرقم الصعب في العملية السياسية لمدة نصف قرن سواء كان داخل الحكم او خارجه وفرض احترامه وسطوته على خصومه
قبل انصاره مع التأكيد على انه كان متحركا بشكل دائم بلا خصوم او اصدقاء دائمين وانما حسب متطلبات الوضع يتحالف مع خصوم الامس ويتخاصم مع حلفاء سابقين وهذا مفتاح اللعبة السياسية الذي اجاد التعامل معه نوري السعيد وفشل به نوري المالكي الذي فشل في استمالة خصوم صنعهم هو ونجح في اقصاء متحالفين تطوعوا برغبتهم للتعاون معه . وعلى العكس من نوري السعيد كان نوري المالكي في فترة شحوب الاضواء عنه لايعمل من اجل العودة لها بطريقة ناعمة ومقنعة بل كانت تهديداته تتعالى وتحاك المؤامرات ويشتغل التسقيط على قدم وساق وتظهر نرجسيته باوضح صورها عندما يكون هناك تعامل مباشر مع النظراء او حتى مع الجماهير عندما يتظاهرون ضده وهذا ماحدث قبل ايام في محافظات جنوبية مهمة في الواقع الانتخابي والتاثير الجماهيري . في تكوين المالكي الشخصية جزئية هي التي ادت به الى كل هذا هي عدم ايمانه بنظرية ( الغالب والمغلوب ) وينحصر كل ايمانه بأنه يجب ان يكون غالبا دائما واذا لم يحصل الغالب فأنه يسعى لتدمير كل شيء ولايدري انه يدمر نفسه فقط كسياسي واتته الفرصة ليكون الرقم الصعب في معادلة السياسة لكنه فرط بها بجهل لايحسد عليه .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب