سرعان ما سحب رئيس حكومة “الصدفة” العراقية “نوري المالكي” خطابه الناري من التداول خلال لقاءه “السفراء” العرب والأجانب المعتمدين في العراق الإسبوع الماضي، والذي أشاد فيه بتعاون دول الجوار والإقليم العراقي مع حكومته في محاربة “الإرهاب” بوجهيه “الداعشي” و”المليشياتي”. وبعد إنتهاء جلسة اللقاء وإخلاء القاعة من مراسلي الصحف والقنوات والإذاعات. سرعان ما أعاد خطابه الناري للتداول ثانيةً، الذي إتهم فيه الجوار والدول العظمى بأنها غر محايدة في سياسة تعاملها مع العراق، متناسياً حضور سفير “الولايات المتحدة” الدولة العظمى التي جاءت بالمالكي وجددت له رئاسته في الحكومة “ولايتين”.
لا أنكر إعجابي بالمالكي. إنه نسيج خاص ورجل خاص وفكر خاص وسياسي (بصاص) بمعنى إنه يكتشف المستقبل.
ففي خطابه الناري بجلسته المغلقة مع سفراء الدول سلفاً. بالمناسبة هؤلاء السفراء يمثلون أحد فريقين: “منحاز” أو “منحاز جداً”..؟- قال لافض فوه ولا عاش حاسدوه إن القوى الكبرى في مسار هابط وتقترب من نهاية حقبتها- ويعني كُلاً من أميركا وفرنسا وإنكَلترا والصين وروسيا وألمانيا واليابان- وإن قيادة العالم يجب أن تؤول إلى القوى الطاهرة- أي القوى “الوضوء” التي لانجس فيها-..؟
إذا ترجمنا كلام المالكي على أرض الواقع وقمنا بتنفيذ أمره العالي، فإن على العالم أن يستعد لحقبة من حكم جديد يتولى فيها مسؤولية قيادة البشرية كل من: الولي الفقيه في إيران مكان أميركا، وعلي العلاق في العراق مكان فرنسا أو روسيا، وسلطان عُمان مكان إنكَلترا أو ألمانيا، وخالد مشعل في غزة مكان اليابان. ولا أدري إذا كانت قاعة الطهارة تتسع أيضاً لـ(أيمن الظواهري، وأبو محمد الجولاني). فهؤلاء جميعاً أطهار أبرار ويستحقون قيادة العالم.
طبعاً، تستطيع أميركا وأوروبا والصين وروسيا واليابان أن تبحث عن موقع آخر لها في عالم النجاسة، أو تنتظم في مجتمعات الطهارة فيتولى أمر قيادتها أطهار من نسل المالكي.. أو ما شابه. حين خرج السفراء المجتمعون من القاعة بعد أن إستمعوا واستمتعوا بخطاب المالكي وصفقوا له وإحدى السفيرات هزجت له.. بالروح بالدم.. سأل بعضهم: من يقصد السيد نوري المالكي بالأطهار..؟.. لم يجب أحد. الكل كان على غير وضوء.
ملاحظة: يبلغ عدد الدول الطاهرة اليوم 118 دولة تنتظم في “حركة عدم الإنحياز” التي تجمع بين معتدلين في إنحيازهم ومنحازين حتى العظم، أو لاهثين وراء الإنحياز…؟!