كثيرا ما كنت اسأل نفسي هذا السؤال هل يستحق المالكي ان اشغل وقتي بالكتابة عنه او عن اخطائه التي ملئت العراق من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه؟ وعندها اجد نفسي مرغما اما جواب لهذا السؤالوهو انني اكتب لسببين اساسيين وهما ابراء الذمة اولا امام امر اعتقد انه خطأ وانه سيجر الويلات على هذا الشعب المظلوم والسبب الثاني هو لعل ما اكتبه انا وغيري يكون سببا لرفع الغشاوة عن الكثير من الناس الذي ما زالوا يعتقدون بان المالكي هو مختار العصر وهو الحامي المحامي عن الدين والمذهب وهو البديل للمرجعية الدينية ولذلك اضطر الىالاستمرار بالكتابة للتعرض لما تشهده الساحة العراقية بسبب اصرار الاستاذ المالكي على البقاء في السلطة واخر تلك الاحداث هو ما حصل في محافظة ديالى وبالتحديد في مدينة “بهرز” من دخول المجاميع الارهابية واستباحة المدينة ليوم او يومين ثم اعقبها مباشرة دخول القوات العراقية مصحوبة بالمليشيات حيث قامت بقتل الناس وحرق المساجد وغيرها من الاعمال التي يندى لها جبين الانسانية وهي أثناء قيامها بهذه الاعمال المشينة كانت ترفع صورة السيد مقتدى الصدر او السيد الصدر وتكتب على الحيطان عبارات فيها اسم السيد مقتدى الصدر وهذه الخطوة الخبيثة وان كانت واضحة الاهداف الا انه يجب الوقوف عندها وعدم تركها تمر بدون عقاب وهذا التوقف يمكن صياغته بعدة اسئلة وهي :
1. المعروف ان المجاميع الارهابية تستميت في قتالها وهي من الوحشية بحيث من الصعوبة جدا ازالتها عن مواقعها فلماذا خرجت بهذه السهولة من المدينة .
2. تناقلت وسائل الاعلام عن ان المليشيات عندما دخلت الى بهرز كانت بصحبة وبغطاء القوات المسلحة العراقية فهل تستطيع الحكومة تقديم تفسير واضح لذلك .
3. لوفرضنا ان المليشيات لم تدخل مع القوات المسلحة وانما دخلت بمفردها وبدون غطاء عسكري فالسؤال هنا اين كانت القوة العسكرية ولم تستطع الوقوف بوجه هذه المليشيات .
4. العبارات التي كتبت والصورالتي رفعت في المدينة دليل واضح جدا ان هذه المليشيات ليست لها علاقة بالسيد مقتدى الصدر والتيار الصدري حيث ان العقل يحكم بعدم ترك المجرم في اي عملية لأدلة دامغة تدينه .
واما من ناحية ما يهدف اليه من قدم الاستشارة للمالكي للقيام بهذه الحركة البائسة فذلك يرجع لعدة اسباب منها :
اولا. تنامي شعبية السيد مقتدى الصدر فيالاوساط السنية كونه الشخصية الشيعية المطالبة بحقوقهم والداعية الى الوحدة ونبذ التفرقة لذلك فالقيام بهكذا عمال بربرية وقحة هي عبارة عن رسالة لأهل السنة بان الذي يقتلكم هي المليشيات التابعة للسيد مقتدى الصدر .
ثانيا. الاوساط الشعبية في المحافظات ذات الاغلبية الشيعية اصبحت على يقين تام بضرورة التغيير والبحث عن بديل للمالكي ولقائمته الانتخابية والمرشح الاقوى لنيل التأييد الشعبي هما التيار الصدري والمجلس الاعلى والكفة الراجحة للتيار لذلك اراد المالكي بفعلته الوقحة هذه العودة بأذهان الناس الى ماكان يقوم به بعض المندسين بين صفوف التيار الصدري قبل سنوات .
ثالثا .تمرير رسالة الى الاوساط العربية خارج العراق والتي تتابع الاحداث وما يجري فيالعراق وتنظر الى السيد مقتدى الصدر وتياره المليوني بانه المخلص للشعب العراقي من الطائفية والتناحر بان هذا التيار هو الذي يقتل ابناء السنة في العراق .
رابعا. بعد ان شحت على المالكي الانتصارات في اي ملف من الملفات في عراقنا المظلوم اراد ان يصنع له انتصارا امام الرأي العام بانه هو الذي انقذ ابناء السنة من المليشيات .
كل هذه الامور تعيد بنا الاذهان الى ما كان يقوم به المتنافسين على الحكم والسلطة في القرون الوسطى سواء في اوروبا او غيرها من ناحية تلفيق التهم او القيام بغزوات وجرائم قتل والصاقها بالمنافسين ومحاولة تشويه سمعتهم والظاهران المستشارين الذين يقومون بتقديم الاستشارة الشيطانية للسيد المالكي والذي ينفذها بحذافيرها وبدون تردد مادام يعتقد انها يمكن ان تساعده في البقاء في الحكم الظاهر انهم قد ضاقت بهم السبل فاصبحوا يقدمون استشارات تنتج اعمالا اكل الدهر عليها وشرب فإنا لله وانا اليه راجعون .