بات من المؤكد سقوط المشروع الامريكي-الصهيوني-الصفوي في المنطقة العربية كلها ،وانطلاق سقوطه من العراق اولا،هذا ليس ضربا بالرمل كما يقال ،ولكن ما تشهده السياسة الامريكية من تخبط وفشل ذريع في العراق وسوريا ،هو احد الادلة وليس كلها ،وما مؤتمر جنيف2 الذي قلنا عنه انه ولد ميتا وانه اكذوبة امريكية ،الا مدخل لاستعراض فشل اوباما الغبي في تعامله مع ازمتي العراق وسوريا تحديدا ،لانهما هما جناحا الامة العربية ومركز ثقلها في المنطقة ،بالرغم من تغيير اوباما وادارته وحلفاؤه السيناريو العسكري والسياسي في المنطقة ،فالمشهد السوري بدا واضحا امام الجميع ان امريكا هناك تلعب لعبة القط والفار، وتأجيج الصراع واشعال الفتنة والقتال بين الاطراف الاسلامية نفسها من جهة، وبين هذه الاطراف والنظام وحلفائه ايران وحزب الله وميليشيات ايران العراقية من جهة اخرى،وهي خطة لانهاك واضعاف الجميع لتفكيك وتفتيت سورية كما اريد لها في المخطط الامريكي ،فهي تدعم الجيش الحر ضد النصرة والنظام وضد ما تسميه داعش (على الاقل في العلن ) لانه داعش اثبتتها الوقائع انها صناعة امريكية –سورية –ايرانية التنفيذ في كل من العراق وسوريا وهناك دلائل واثباتات عرضتها الفضائيات على لسان المسؤولين الاتراك وغيرهم والباحثين والوكالات وهكذا،وهي ايضا تبحث عن حل سياسي في جنيف 1و2 و3 ،لدعم النظام السوري واخراجه من مازقه ،بعد تصلب الموقف الروسي والدعم الايراني له عسكريا ولوجستيا معلنا ،اذن الموقف الامريكي اخذ يترنح هناك وثبت فشله وهزيمته ،وهو ميت سريريا وفشلت كل خططه وسيناريوهاته في سوريا ،ومن يقاتل النظام هناك ،هو الشعب وقيادته الجيش الحر وفصائله الاسلامية المعتدلة ،وليست التكفيرية التي صنعتها امريكا لافشال الثورة هناك من داعش واخواتها ،وهي في تصاعد وانتصارات ولكنها بطيئة نعم ،وتسجل المعارضة حضورا دبلوماسيا ناجحا اقليميا ودوليا ،واصبح لها كلمة في المجتمع الدولي كله ،وهذا هو المهم الان ،تسجيل انتصارات وصمود على الارض وحضور دبلوماسي في الخارج ،اذن الثورة السورية في مسارها الصحيح ،والساسة الامريكية نحو الانحدار والفشل اليومي في المنطقة ،اما في العراق فهزيمة المخطط الامريكي بتوريط المالكي في حربه على داعش كما تزعم وهو فخ وقع فيه المالكي ،في سينارويو بائس مفضوح ،الهدف منه اشعال الحرب الطائفية التي حذرناه منها قبل اشهر،لاكمال مشهد امريكا الماساوي في العراق ،الا ان اهل الانبار والفلوجة وديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى،قد فاجأوا ادارة اوباما كما فاجأوا المالكي ،في تصديهم البطولي لجيشه الذي اذاق العراقيين المرارات، ومازال من خلال خططه الامنية الفاشلة وغلق الطرق والاحياء والشوارع وكذب قادته العسكريين على المالكي من خلال اعطائه المواقف الغير دقيقة والكاذبة عن مجريات الاحداث والخطط العسكرية ، وقلة خبرتهم وفسادهم (بيع المناصب والفساد في اعتقالات المواطنين وغيرها )،ومن خلال رفع الشعارات الطائفية المستفزة للشعب العراقي ،ناهيك عن التعذيب الوحشي والاعدامات الميدانية على الشبهة او على تطابق الاسماء وغيرها للابرياء وبالالاف،بالاضافة الى رفض المالكي تنفيذ مطالب المتظاهرين في المحافظات المنتفضة ،بالرغم من اعلان المالكي وعلى الملأ انها مطالب مشروعة ،كل هذه الاعمال والتصرفات والسياسات جعلت الشعب في واد والمالكي وحكومته في واد اخر ،وما نراه الان من ثورة حقيقية ومعركة حقيقية كبرى تجرى وقائعها على ارض الفلوجة والانبار ونينوى وديالى وتكريت وكركوك ،الا نتاج طبيعي لسياسة تعسفية وطائفية ينتهجها المالكي مع خصمه ،ويوصم كل من يرفض سياسته بارهاب 4سنة ثم تطورت الى 4داعش وهكذا انهار الوضع الامني وانفلت من عقاله ،واعلنت ثورة العراقيين على الاضطهاد والظلم والطائفية والدكتاتورية والفوضى والفساد والقتل والتهجير الطائفي والاعتقالات العشوائية والاذلال الطائفي في السيطرات العسكرية وظلم واجرام الميليشيات المدعومة من المالكي والتي تقاتل مع جيشه الان في المحافظات الثائرة ،هنا نذكر ان مريكا وبعد دعمها للمالكي وجيشه عسكريا وسياسيا بالطائرات والصواريخ والاسلحة والاعلام وتحشيد الراي العام ضد المنتفضين من امم متحدة ومجلس الامن وجامعة لاعربية وغيرها من الدول التي تدور في فلكها ،الا ان الحقيقة فضحت ما خططت له امريكا ،ففضحت احداث الفلوجة والانبار اكذوبة الحرب على داعش ،التي كانت تتحجج بها حكومة المالكي وادارة اوباما امام العالم، والتي من خلالها اعلنت الحرب على الانبار واهلها وثبت كذبها ،وتم دحر هجومات جيش المالكي على الفلوجة واقضية ونواحي الانبار، وتم تكبيده الاف الضحايا وعشرات الطائرات ومئات الدبابات والعجلات ،وهو الذي صرح قادته بان في الانبار 40 من داعش فقط ،فاذا كانوا اربعين او خمسين فكيف تكبد الجيش هذه الخسائر في الانبار، وحدها دون نينوى وديالى وتكريت وكركوك وبغداد وغيرها ،وعندما رأت ادارة اوباما انتصارات العشائر وثوارها على جيش المالكي وميليشياته ،غيرت النغمة ضد المالكي ،ورأينا تصريحات وهجوم قاس ضد المالكي وسياسته ضد ما سمته (اهل السنة ) وان المالكي يؤجج البعد الطائفي والحرب الطائفية بهذا الهجوم العسكري على السنة ،وعليه ان يتوقف ،وذهبت تصريحات اعضاء الكونغرس وادارة اوباما ومهاتفات بايدن ابعد من هذا ،وطالبت المالكي بتغيير سياسته فورا تجاه السنة وفرض الامن والمصالحة ،وتنفيذ المطالب ،وقالوا )باننا قدمنلا ضحايا من جنودنا لكي تنتشر الديمقراطية في العراق وليس الدم الطائفي ) هكذا غيرت امريكا لهجتها وسياستها تجاه المالكي بلية وضحاها ،بعد الانتصارات التي حققها ثوار العشائر في المحافظات على جيشه المهزوم والمأزوم ،وشاهدتم الخسائر البشرية الهائلة له في المعارك ،وقدم اكثر من فرقتين عسكريتين على الفلوجة ولم ولن يستطع لحد هذه اللحظة من دخولها ،بفعل الصمود الاسطوري والبطولي لثوار واهل الانبار والفلوجة ممن يسميهم المالكي واعوانه (بالارهابيين وداعش )،فاهل الانبار واهل ديالى ونينوى وكركوك وصلاح الدين وبغداد كلهم ارهابيين بنظر حكومة المالكي واعوانه وكل من يعارضه هو داعش ،هذا هو منطق المالكي وجكومته وحزبه تجاه العراقيين ممن يرفضون الطائفية والتفرد بالسلطة واقصاء الاخرين والفساد ونهب وتدمير العراق،ثورة العراقييم مستمرة ضد هكذا حكومة لاتعير اي نخوة للدم العراقي ،ان كان من الجيش وهم ابناء العراق ،او من المواطنين الاصلاء ،المهم البقاء في السلطة والحكم باقصى درجات الطائفية والانتقام والثأر والحقد والضغينة للعراقيين ،نقول بثقة ان المشروع الامريكي –الايراني المنفذ من قبل المالكي ،قد سقط في الانبار وهو يسقط في المحافظات الاخرى، ويسير نحو تحرير العراق من الظلم والطغيان والفساد والطائفية والكراهية والحقد التاريخي الاعمى …انها اللحظة التاريخية لسقوط المشروع الامريكي في العراق والمنطقة كلها والى الابد .