8 مارس، 2024 12:19 ص
Search
Close this search box.

المالكي وداء السلطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

 لقد ابتليت الدول العربية بأناس تميزوا بمرض داء السلطة وكيف أنّ أولئك الأشخاص الذين حكموا تلك البلدان عندما شعروا بأن العرش يهتز من تحتهم إستخدموا كافة وسائل القمع في سبيل البقاء في الحكم وكأنهم لعمري  سيعمرون الى الأبد ،فهو مرض خطير بكل ماتحمله الكلمة من معنى، مرض غريب في أعراضه، غريب في تطوراته، وأن الاشخاص المصابون بهذا المرض يصعب التفاهم أوالحوار معهم خصوصا في الامور التي تخص السلطة فقد عمي بصرهم وبصيرتهم وهم مستعدون للتعامل حتى مع الشيطان في سبيل البقاء على سدة الحكم
يقول الأستاذ عبد الرحمن علي البنفلاح:(عندما غاب الإيمان باليوم الآخر عن فرعون، قال لشعبه: (أنا ربكم الأعلى). والطغاة والمستبدون يعيثون في الأرض فساداً، ويسفكون الدماء ويهتكون الأعراض دون أن تتحرك شعرة واحدة في أجسامهم، لأنهم نسوا الآخرة، وظنوا أنهم خالدون لا يهلكون، وأن ملكهم دائم مقيم لا يتحول إلى غيرهم، ولو تنبهوا لعلموا أنه لو دام لغيرهم ما وصل إليهم”.
فقد كشف ربيع الثورات العربية أو مايسمى (بالربيع العربي)..؛أن منطقة الشرق الإسلامي أكبر منطقة في العالم شراء للسلاح، هذا السلاح الذي ما توجه يوماً للعدو الصهيوني، بل كان الغرض منه السياسة القمعية للشعوب العربية والاسلامية المقهورة، فطاغية ليبيا قال لشعبه: “لن أسلم لكم البلد إلا بالعدد الذي تسلمتها به”، يذكر أنه تسلمها وهي خمسة مليون نسمة، وهي في وقت التظاهرات كانت سبعة مليون، أي أنه من المفروض أن يبيد بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة مليونين من أبناء جلدته ، وكذا فعل كل من طاغية سوريا ومصر واليمن وتونس  وكلٌ حسب طريقته.
ويبدو أن المالكي لايختلف كثيرا عن هؤلاء بل قد يكون تصرفاته وأفعاله اكثر تطرفاً في مواجهة الشعب أو المتظاهرين العزّل الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم وفي مناطق مختلفة من العراق، ففي فترة حكم المالكي خرج الشعب العراقي في اكثر من مظاهرة مع أن المطلب لم يكن إسقاط النظام كما في دول الربيع العربي ، لكن مع ذلك تم قمع جميع المظاهرات وفي مختلف المحافظات التي خرجت للمطالبة بحقوقهم المشروعة ، وشماعة المالكي كباقي رؤساء الدول العربية جاهزة إما ان يتهم المتظاهرين بالقاعدة أو بالبعثية أو بالميليشيات… الخ!
 عندما يشعر الحاكم أو الرئيس بخطر من قبل الجماهير سيبدأ بأستخدام كل الطرق لقمعهم ففي سبيل الكرسي تهون كل التضحيات، وكلنا يعلم ان المالكي قد تسنم السلطة وصعد على أكتاف ومنجزات غيره فسلوك هذا الرجل واضح جداً قُبيل أي انتخابات لابد له أن يثير أزمة أو أزمات  مما يقع كل ذلك بضلاله على الشارع العراقي،ومعلوم ايضاً ان هذا الرجل في دورتين من حكمه لم يقدم شيء يذكر للعراق سوى  القتل  والدمار والفساد وملئ السجون بالابرياء بينما من يستحقون التواجد داخل الزنزانة هم الآن خارجها ويقتِلون ويذّبحون بالشعب العراقي ، والمالكي مازال يحلم بدورة ثالثة وكأن في العراق لايوجد كفاءة غيره ،وايضاً في فترة حكم هذا الرجل العراق بات يسير وبكل ثبات وعزم وإرادة نحو الهاوية فكيف لو حكم العراق لدورة ثالثة ؛ سيكون كارثة حقيقية على الشعب العراقي .
لذلك أستطيع ان أقول ترشحه لدورة ثالثة يعني مزيد من الفساد مزيد من الدمار مزيد من الانقسام مزيد من قمع للحريات.
فهل المالكي مصاب بداء السلطة؟؟
على ما يبدو إن المالكي بالفعل اصيب بمرض داء السلطة فالرجل الآن يقاتل وبكافة الوسائل المشروعة والغير المشروعة من أجل أن يحكم لدورة ثالثة .
المالكي اليوم يتحجج بالشرعية الدستورية وبأن الدستور يسمح له أن يرشح نفسه لدورة ثالثة ،لكن المعروف شرعية الشعب هي الاقوة والاهم ،أستطيع القول ان الشعب لان يختار هذا الرجل لدورة ثالثة حتى وإن رشح نفسه ، ففي  دورتين جعل العراق يتصدر المراتب الأولى في كل ماهو سلبي،لذلك مستحيل ان يختاره الشعب  وإلا فلنقرأ على عراقنا السلام.
اختم بما قاله د. يوسف نور عوض: “إن العالم العربي يعيش مشكلة في الحكم وفي تكوين الدول، ويكـفي أن ننظر إلى دول مثل مصر واليمن وليبيا والسودان وسورية والجـزائر والعراق وغيرها لنجد حكاماً لا يعتبرون أنفسهم يقومون بمهام سياسية محددة، بل يعتبرون أنفسهم موظفين في وظائف مدى الحياة، يستعينون بقادة الجيوش والإمكانات المالية الضخمة من أجل الاستمرار في أداء أدوارهم دون التنبه إلى أن الدولة هي في الأساس نظام موجه لخير المواطنين، ولا شك أنه من حق أي مواطن أن يصل إلى مركز القيادة من أجل أن يحقق مصالح شعبه بشرط ألا يصبح الوصول إلى مركز القيادةهدفاً في حد ذاته، ويصبح بالتالي من حق أزلامه والمقربين منه”.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب