24 ديسمبر، 2024 2:50 ص

المالكي وتظاهرات العراق

المالكي وتظاهرات العراق

أثبتت أحداث الحويجة الدموية التي نفذتها قوات سوات العراقية وبعض قطعات الجيش العراق ،عن نية رئيس الوزراء نوري المالكي إنهاء الاعتصامات والتظاهرات التي خرجت منذ أربعة أشهر في محافظات الانبار ونينوى وديالى وسامراء وصلاح الدين بالقوة العسكرية كما هددهم من قبل (انهوا قبل أن تنهوا ) ،واصفا تلك التظاهرات بالفقاعة والنتنة وإنهم متمردون وإرهابيون وقاعدة وبعثيون وغيرها من الأوصاف الطائفية ،فبعد أن قتل وجرح المئات من معتصمي الحويجة في أبشع عملية عسكرية، تقوم بها قوات المالكي العسكرية ضد متظاهرين سلميين عزل ومطالبهم معروفة ومشروعة ودستورية ،يجيء دور ساحة الانبار ،حيث تحتشد الآن مئات الدبابات والأسلحة الثقيلة والخفيفة وآلاف الجنود حول هذه الساحة ومعتصميها العزل ،بعد أن انذرهم رئيس الوزراء بإنهاء اعتصامهم خلال (24) ساعة ،وإلا فالهجوم سينفذ بعدها على الساحة ،إذن نحن أمام  (كارثة عراقية لا تبقي ولا تذر )،وهي إعلان مباشر للحرب الأهلية الطائفية مع حكومة المالكي ،والذي سيعم كل شوارع العراق، وتكون المعركة مع قوات المالكي من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وبين الشعب في المحافظات المنتفضة  ،والتي بدأت بعد أحداث الحويجة الأليمة حيث سقطت عشرات النقاط والسيطرات والمعسكرات والأفواج العسكرية أمام صولة رجال العشائر والفصائل المسلحة ،واليوم يعيش العراقيون لحظات توتر شديد وترقب حذر وخوف من مستقبل مجهول إذا ما نفذ رئيس الوزراء هجومه على ساحة اعتصامات الانبار ،ولكي لا نرمي المسؤولية كاملة على رئيس الوزراء وإنما  من يؤجج ويدفع باتجاه الحرب هم قادة العسكر ممن هم بمعية رئيس الوزراء (مكتب القائد العام وقائد القوات البرية وقائد عمليات الانبار ومدير شرطة الانبار وغيرهم )،فهم مع خيار الحرب بكل قواهم وتصريحاتهم تؤكد على هذا النهج العدواني ضد المتظاهرين ،ويقفون حاجزا أمام الحوار والحل السلمي لسماع مطالب المتظاهرين في كل العراق ،ونضيف الى هؤلاء العسكر أطرافا إيرانية وميليشيات عراقية مدعومة من إيران  تعمل في العراق (فيلق القدس والحرس الثوري وعصائب أهل الحق وحركة حزب الله العراقي وجيش البطاط المزعوم وغيرها )،وكلها تصرح بذلك علنا ودون خوف أو خجل من الحكومة (تصريحات قائد من حرس الثورة الإيراني لوكالة مهر آباد حيث قال بالحرف الواحد أن الحرس الثوري شارك لأول مرة في مهمة أمنية في الحويجة  وتصريحات البطاط وغيره )،مع صمت مطبق لحكومة المالكي على هذه التصريحات والعمليات العسكرية ،ففي مثل هذا الجو الملتهب والمتفجر والانهيار الكامل في الوضع الأمني والعسكري، يدخل البلد في دوامة الحرب الطويلة ،والتي تغذيها أطرافا إقليمية لها مصالحها في العراق ،وهذه الحرب هي جزء من سيناريو الشرق الأوسط وتخادم السياسة الأمريكية مع المصالح الإيرانية ومشروعها الكوني التوسعي الديني في العالم ،فانعكاسات الثورة السورية ألقت بظلالها على المنطقة كلها وخاصة العراق ،والدور الإيراني المعلن هو وحزب الله اللبناني ومشاركتهما في القتال مع نظام بشار الأسد ،وأحيلكم الى أكثر من تصريح إيراني (سقوط بشار الأسد خط احمر لإيران ،وآخر تصريح لحزب الله على لسان زعيمه حسن نصر الله حيث قال أصدقاء سوريا لا يسمحون بسقوط النظام أبدا أبدا )، في حين قررت وعلى استحياء إدارة اوباما تزويد المعارضة السورية بأسلحة فتاكة ومعونات غذائية ،مع تصريحات اوروبية وفرنسية وبريطانية تؤكد على ضرورة دعم الثورة السورية ،هذا التشاحن السياسي بين دول مؤيد للثورة ومحارب لها ، قد فجر المنطقة وادخلها في أتون حرب عالمية ثالثة قادمة لا محالة، مع تصاعد تأكيدات استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ،مما يعجل من تفجر الأوضاع كلها في المنطقة ،لذلك نقول ان ما يجري في العراق وقمع للتظاهرات من قبل المالكي وقواته يأتي ضمن مخطط منظم ومرسوم في دوائر مظلمة الهدف منها إبقاء العراق في دوامة العنف والحرب الأهلية وصولا الى التقسيم وإنشاء دويلات الطوائف على يد أمراء الحرب الطائفيين ،هذا هو مخطط الدول الشريرة ممن تكن العداء للعراق والعراقيين …