يروى ان جحا مر عليه مجموعه من الاشخاص وكان امامه صحن فيه ثريد ولحم وعندما ارادوا ان يشاركون صحنه قال لهم لماذا تشاركوني وقد لا يشبعنا هذا الصحن ولا يشبعكم عليكم بالشارع الفلاني فيه وليمه كبيره وعندما ذهبوا ولم يعودوا للبهلول قال مع نفسه والله يمكن ان تكون وليمه في هذا الشارع وانا لا اعرفها والا لعاد القوم يكذبونني اي انه كذب وصدق كذبته .
أطل علينا السيد المالكي من الى شاشة العراقيه ، مشيرا الى الانتصارات الكبيرة على الارهاب واتهام الأطراف الاخرى التي أطلقت المبادرات لانهاء الازمة في الانبار ، حيث اتهم هذه الأطراف بأنهم اما أغبياء او حماه لداعش كما انه اطلق من خلال حديثه قنبلة بأن الكتل السياسية تريد تأجيل الانتخابات بسبب نقصان شعبيتهم وانهزامهم على حد تعبير السيد المالكي وماطرحة من حديث مضحك بأن احد الكتل طرحت عليه البقاء في المنصب لسنتين اضافيتين مقابل تأجيل الانتخابات .
هناك صفات يجب ان يتحلى بها رجل الدوله ، ومن ابرز صفات رجل الدوله هي مصداقيته امام شعبه وجمهوره الذي ينظر اليه بعين الأبوه ، فإذا وجدت هذه المصداقية ، تجسرت العلاقة بين الطرفين ليكون فيما بعد حاكما مقبولا عند شعبه ، محترما عندهم ، مقبولا ، يسير خلفه بدون نظر وهو مطمئن ، ومع أني لست ضد شخص السيد المالكي ، لانه بالتأكيد ابن حاله سياسية ، وابن حزب سياسي مارس دور المعارض لسنوات مضت ضد الديكتاتورية البغيضة ، والتي كان هو احد ضحاياها ، لهذا كان الاولى ان يتعلم من سنين قحط صدام ، وينهض. بشعبه الجريح ، ليبني بلدا متعدداً ، ديمقراطيا ً ، يعيش الانسان العراقي فيه باحترام وهو مطمئن على مستقبل ابناءه ،والأجيال القادمة .
ولكننا رغم ما ما مضى نقف عند الازدواجية في المواقف ، ونقف عند الرؤية المتناقضة ،و المواقف الاجتهادية والتي تعبر عن ضيقا في الأفق ، وانفعالات لا تمت لرجل السياسيه بأي صله .
التسويف والكذب أصبحت ماده يعتمد المالكي عليها كثيرا ، خصوصا في خطاباته الأسبوعيه ، والتي ان دققت لا نجد لها اي مصداقيه تذكر ، وهذا ما نستغربه من مسؤول اعلى سلطه في العراق يحاول التشويش على الرأي العام ، وتشويه الواقع ، وإعطاءه ألوان ورديه ، وكأننا نعيش في بلاد الواق واق .
هذا هو المناخ الذي رسبته السنوات العشر الماضية من تاريخ العراق الجديد، ولعبت إدارة المالكي لنظام الحكم في السنوات الست أو السبع الماضية دوراً رئيساً في تفاقمه ، والوصول به الى حافه الهاوية في اغلب العواصف السياسيه التي مرت به .
هذه السياسات جعلت الكثيرين يعيدون النظر في علاقتهم مع الحكومه العراقيه ، واليوم لا نجد علاقه جيده بين العراق ومحيطه العربي ، وهذه اكبر خساره وانتمائه للعراق وشعبه ، وأنتجت العشرات من المفخخات والعبوات الناسفة ، والتي جعلت من البلد محرقته يحترق بها الأخضر واليابس ، كما ان الوضع الداخلي ليس بأجمل من الخارجي ، فاتفقات تحت الطاولة ، وهجوم إعلامي فوق الطاوله ، وأبرزها قضيته تصير النفط من كردستان ، وإلا نحن نتساءل كيف استطاع رئيس الإقليم من بناء هذه المنظومة النفطيه ما لم تكن هناك اتفاقات وقع عليها طرفي النزاع (المالكي _البارزاني ) لتصدير النفط الى تركيا ؟!
وفي كل عام تثار قضيه الموازنة لتصبح معضله العراق السنوية ، فكل عام تثار هذه القضية ، لتكون هي نقطه الضغط على الأكراد ، من اجل مكاسب فئوية ، وكسب الشارع العراقي ، والذي هو الاخر يتحمل الكثير من هذه السياسيات ، لانه لك يقف ليقرأ هذه المواقف ، والأزمات كثيره والتي ادخلت العراق في صراع الأضداد من اجل تمدد النفوذ السلطوي على مؤسسات الدوله العراقيه التي أصبحت أسيرها حكم أهوج لا يرعى اي مفرده من مفردات الدستور .
لهذا لا نجد في أدبيات وأنجده السيد المالكي شيء اسمه بناء دوله او بناء مشروع ،بقدر ما هو التأسيس لمشروع السلطة والتسلط والتمدد في كل المؤسسات ، دون منافس ، وان وجد يكون في عداد المحاربين من الحزب الحاكم حتى سقوطه واحتراقه ، ولأنه ليس بصدد إقامة نظام حكم عادل وحر وديمقراطي، لم يكن لدى رئيس الحكومة من استعداد لأن يتمهل قليلاً لتأمل الموقف، لاستعادة تجربة السنوات العشر، أو لتقييم سياساته الخاصة. خيار المالكي الوحيد هو العمل على إيقاع الهزيمة بالشعب، الخروج من الأزمة التي اصطنعها هو شخصياً بدون تراجع، وباستخدام أقصى درجات العنف، إن تطلب الأمر. ولهذا لن يتوانى في خلق اي ازمه اخرى من اجل آدامه حكمه .