19 ديسمبر، 2024 12:44 ص

المالكي وايام المحنة

المالكي وايام المحنة

بعد مرور ثمان سنوات على حكم السيد المالكي وماجره من ويلات على الشعب العراقي المظلوم يعود اليوم السيد المالكي بطرح نفسه لولاية ثالثة وكأن النساء عقمت ان تلد مثله واعتقد ان له الحق في ذلك فالرجل قضى اغلب سنوات عمره يتنقل بين الدول معتاشا اما على المساعدات التي كانت تقدم بعنوان المعارضة العراقية او على الاموال التي كان يجنيها هو واغلب من عاش خارج العراق عن طريق مكاتب الحملدارية والمؤسسات الخيرية ثم فجأة يكون رئيسا لأغنى دولة في العالم فكيف يستطيع ان يفرط بذلك وهناك شيء اخر هو ان الذي يدفع المالكي للترشيح مرة ثالثة هو قناعته بان كل من يتواجد حوله سواء من قيادات حزب الدعوة او من ترشح بهذا العنوان ووصل الى مسؤولية لا يملكون اي شعبية ولا احد يفكر بانتخابهم فهم يعولون  على المالكي ولو ترشح أياًمنهم في قائمة فلن يتم انتخابه ولذلك فإننا نرى ان السيد المالكي يعيش هذه الايام في مرحلة عصيبة جدا ويمر بظروف نفسية مؤلمة جدا فهو من جهة يريد ان يبقى في المنصب ومن جهة اخرى قد تقاطع مع الجميع فلا الاحزاب في الطيف الشيعي ترغب به ولا الاحزاب السنية تريده ولا الاحزاب الكردية تؤيده فهو يعول على امرين اساسيين اولهما الدعم الخارجي وبالخصوص امريكا وايران وهذا الدعم لايأتي الا بتحقق الامر الثاني وهو الحصول على نسبة جيدة من المقاعد في مجلس النواب في الدورة القادمة وهناك تكمن المشكلة فالشعب العراقي قد تنبه لكثير من الامور خلال هذه السنوات الثمانية اولها وفي مقدمتها عدم تأييد المرجعية الدينية في النجف الاشرف لإدارة المالكي وعليه يمكن ان نتصور حال السيد المالكي (الامثال تضرب ولا تقاس) كثور هائج في حلبة لمصارعة الثيران التي كانت تعرض في اسبانيا حيث نلاحظ ان الثور وعندما يطعن بعدة سهام يثور ولا يبصر بعينيه  فيضرب كل ما يراه امامه وهو الذي نراه الان من السيد المالكي في هذه الايام والتي استطيع ان اسميها ايام المحنة بالنسبة له فالرجل قد وضع نصب عينيه الحصول على الولاية الثالثة ولا يهمه كيف يحصل عليها وباي ثمن سيتمكن من هذا الامر ولو اضطره ذلك الى تحالف مع الشيطان  فالذي ارجوه من الجهات السياسية والدينية في التحالف الوطني ان تخفف بعض الامور التي تقوم بها  في هذه الايام خوفا من حصول اشياء من الصعب  اعادتها الى وضعها الطبيعي وعندها لاينفع الندم .