23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

المالكي والولاية الثالثة

المالكي والولاية الثالثة

لايخفى بان الانتخابات هي حديث الساعة وفاكهة المجالس فاينما جلسنا بدأ الحديث عن الانتخابات ومن ستكون بيده زمام الامور وهل يستطيع المالكي البقاء كرئيس وزراء ام لا، فهناك من يقول ان الدستور لم يمنع الا رئيس الجمهورية من تولي دورة ثالثة ولم ينطبق الامر لا على رئيس الوزراء ولا على رئيس مجلس النواب، وهناك من يقول ان تمديد ولاية ثالثة لرئيس الحكومة هو احتكار للسلطة وتكريساً للدكتاتورية وبين هذا السجال وذاك لانجد سوى تفسيراً واحداً هو ان الانتخابات في العراق ما هي الا اضحوكة وان الاصابع البنفسجية ما هي الا ادوات لمهزلة عنوانها الديمقراطية فما الذي جناه الشعب من هذه الانتخابات سوى خراب هنا ودمار هناك وافواه جائعة لاتجد من يشبعها فمنذ ان بدأ العراقيين باستقبال الحكومات لم يرى سوى وعوداً كاذبه بالازدهار والتقدم والحياة الكريمة التي طالما حلم بها كل عراقي منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا وقبل كل عملية انتخابية يدخل العراق في صراعات وتبدأ الكتل المكونة للانتخابات تقسيما على أساس طائفي ، وليس هناك دليل يوحي بأن ذلك سيتغير في السنة المقبلة في ظل وجود أصوات قليلة لها استعداد أو قدرة على معارضة خطاب الطائفية، وها نحن الان ندخل هذه الصراعات من جديد مع قرب الانتخابات في 2014 وحق المالكي في ولاية ثالثة ام لا، فمن هو الضحية في كل هذه الصراعات والعراقيين يصبحون ويمسون على اصوات انفجارت عاثت بالارض فساداً من شماله الى جنوبه ومع كل هذه الفوضى نسمع خطابات القائد الملهم عن الاستقرار ومحاربة الفساد في دولة يحكمها القانون، اين هو القانون الذي تتحدث عنه  من الفساد والرشوة المستشري في جميع دوائر ومؤسسات الدولة، اين هو القانون من الميليشيات التي ملأت الشوارع، اين هو القانون الذي لايقوى على محاسبة اي مسؤول تاجر بقوت الشعب، فبين كل هذا الخراب والقتل والحرمان الذي يعاني منه الشعب تتسارع الاحداث وتختلف الاراء حول مسألة الولاية الثالثة وهل فعلاً سيقى في المنصب او سيغادره، والسؤال المحير هنا.. ماهو الشيء الذي قدمه لنا هذا الرجل ليتمتع بولاية ثالثة هل استطاع ان يمسح دمعة يتيم فقد اباه، ام استطاع ان يقضي على بطالة اهلكت كاهل جميع العراقيين، ام اعاد الى العراق نور الكهرباء الذي فقده منذ عشر سنوات، وبعد كل هذا فلا فائدة من انتخابات محسوم امرها قبل ان تبدأ في دولة اللاقانون في دولة يحكمها اناس ماتت ضمائرهم لا يسسمعون سوى اصوات انفسهم المريضة فمهما علت الاصوات وحاول الكتاب كتابة المقالات تلو المقالات .. فلن نجد إجابات شافية لتلك التساؤلات لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.