23 ديسمبر، 2024 2:55 م

المالكي والورطة في الانبار

المالكي والورطة في الانبار

كغيري من الملايين من ابناء الشعب العراقي المظلوم كنت أتساءل كيف ستكون نهاية المالكي وما هو الحدث المهم الذي قد يقلب الطاولة ويعيد الامور الى نصابها الحقيقي ولم اكن اتصور ان الموضوع سيكون بهذا السيناريو المؤلم والذي نعيش تداعياته الى هذه الساعة نعم انه سيناريو مقاتلة الارهاب عن طريق بوابة الانبار  حيث كانت البداية صحيحة ويحكم بها العقل حيث تم مهاجمة  فلول القاعدة ومعسكراتها في صحراء وادي حوران ثم فجأة تحولت البوصلة ليكون الهجوم على الانبار وبالخصوص ساحات الاعتصام وهنا بدأت المأساة  حيث واجهت القوات المسلحة والتي كان من المفروض ان تواجه جبهة واحدة وهي الارهاب المتحصن في بعض الاماكن في وادي حوران واجهت تلك القوات جبهات متعددة فهناك الارهابيين  القادمين من وراء الحدود وهناك من تم  اجتثاثه من ضباط الجيش العراقي السابق وهناك من يرفع شعار(الشايف الموت يرضةبالصخونة) وهناك من دفعته العصبية القبلية لمساندة عشيرته وهناك من يريد ان يصب الزيت على النار وهناك وهناك … وكانت النتيجة المئات من الشهداء من ابناء القوات المسلحة والذين الى الان لم يتم تسليمهم الى اهلهم بحجة الا يسبب ذلك افتضاح الامور ونقمة الشارع الشيعي على الحكومة  وهناك ايضا مشكلة تواجه الحكومة في هؤلاء الشهداء هو ان قسما منهم قد تم قطع رؤوسهم من قبل الارهابيين وبالتالي صعوبة التعرف عليهم اضف الى ذلك العشرات من الاليات التي تم حرقها والقائمة تطول والذي يزيد المأساة ان المدة الباقية للانتخابات اكثر من شهر الامر الذي يتطلب استمرار الوضع عما هو عليه وزيادة الخسائر البشرية والمادية وهناك تكمن الورطة التي عنونة المقال بها وهي ان المالكي لايستطيع ان يفصح عن الخسائر الحقيقية والتي بلغت حدا كبيرا خوفا من ان ينقلب الشارع عليه ويفقد الولاية الثالثة التي يمني نفسه بها هذا ومن جهة اخرى فان الجهة الاخرى التي تقابل الجيش وعلى  تعدد جهاتها تملك الكثير من الصور ومقاطع الفيديو لهذه الخسائر والتي قد تقوم بنشرها قبل يوم او يومين من موعد الانتخابات وبالتالي يخسر المالكي كل شيء ومع كل ذلك فالخاسر الوحيد هو ابناء الشعب العراقي المظلوم وبالخصوص ابناء القوات المسلحة فإنا لله وانا اليه راجعون .