23 ديسمبر، 2024 5:15 م

المالكي والنهاية غير المتوقعة

المالكي والنهاية غير المتوقعة

من الامور الطبيعية جدا ان كل من يكون في موقعا للمسؤولية أن يكثر النقد له وان يكون له اتباع ومناوئين وهذه القاعدة ليست  في زماننا هذا فحسب وانما منذ اقدم الازمنة لذلك فنحن لا نستغرب  من حال دولة رئيس الوزراء الحالي فهو في اعلى هرم السلطة وفي بلد يتمتع اهله بقدرة عالية على التشخيص ان ينقسم حوله اهل البلد بين مؤيد ومعارض وانا هنا ليس في محل لاستعراض النقاط الايجابية التي دفعت الناس الى تأييده ولا عرض للسلبيات التي كانت مبررا لرفضه من الكثير من شرائح المجتمع العراقي وانما الذي اردت ان اقوله هو النهاية غير المتوقعة والغريبة جدا لرئيس الوزراء فهو في الوقت الذي كان اتباعه يسمونه بمختار العصروالمحامي الدافع عن الشيعة ضد النواصب نراه قد ارتكب خطاْ جسيما في التعامل مع مايحدث في الانبار من احداث والتي كانت بداياتها هو شن حملة على ارهابي القاعدة في صحراء الانبار ثم فجأة تحولت البوصلة باتجاه انهاء الاعتصامات واعتقال العلواني  ومن ثم تحشيد الجيش وافواج الطوارئ في محافظات الوسط والجنوب باتجاه الفلوجة والرمادي والذي ولد نوعا من التساؤل او بصورة ادق عدة تساؤلات وهي :
1. اذا كانت الاعتصامات  هي مصدر للإرهاب واحد منابعه فلماذا تم السكوت عنها حتى استفحل امرها .
2. اذا كانت الاعتصامات هي مأوى لقادة القاعدة اليس كان من الضروري ضربها وانهائها قبل شن عملية في الصحراء .
3. كثيرا ما كان يردد شيوخ العشائر وقادة الاعتصامات انهم ضد الارهاب وانهم هم من سينهي الارهاب فلماذا لم يتم اعطاءهم فرصة لإثبات صحة ادعائهم .
4. لماذا هذا التأكيد على ضرورة تأييد الحملات في الانبار من قبل محافظات الجنوب والوسط وعمل تشييع رسمي لمن يقتل هناك .
5. في المؤسسة العسكرية الحالية هناك الجيش والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية وافواج الطوارئ وقوات سوات فلماذا لم يتم ايكال الامر الى احدى هذه التشكيلات لإنهاء الازمة بدلا من تحشيد الكل وبدون فائدة .
وبعيدا عن الاجابة على هذه التساؤلات والتي اتركها للقارئ اللبيب فانا اعتقد ان دولة رئيس الوزراء قد ارتكب خطئا فادحا وكما ينطبق عليه المثل العراقي المعروف ” اجة يكحلها عمها” فهو اراد ان يثبت ما رسخت في عقول المساكين من الناس بانه الحامي المدافع عن الدين وانه لولاه لما كان هناك تشيع في العراق الا انه بفعله هذا انتج الكثير من الضحايا وايتم الكثير من الاطفال لالشيء واعاد العراق الى بداية الثمانينات ومثلما كان العراقيون يؤيدون ويتسابق الى محرقة الموت الا انهم وبعد مدة تنبهوا الى الخدعة والخطأ الفاحش وهو الامر الذي سيكون مع دولة رئيس الوزراء وعندها لن تنفع الظالمين معذرتهم ولهم سوء الدار .