23 ديسمبر، 2024 7:19 م

المالكي والنسور ودم العراقيين

المالكي والنسور ودم العراقيين

العلاقات بين الدول لاسيما المتجاورة لا تربطها أجندات مشتركة، غالبا ما تكون شائكة، أو مدعاة للمشاكل فيما بينها؛ كإيواء معارضين، أو ترسيم حدود، وغيرها، وهنا تدخل الدبلوماسية، وهيبة الدولة، ومصداقية القائمين عليها.
العراق منذ تغيير النظام الفاسد اللعين أصبح الفساد فيه السمة الطاغية على مؤسسات الدولة، وعلاقاته الدبلوماسية الخارجية لا تمثل الدولة، وهيبتها بقدر ما تمثل الأحزاب، وأشخاصها؛ مما ساعد على عدم الانفتاح على المحيط الخارجي، وتكوين علاقات سياسية، واقتصادية، وأمنية مبنية على التفاهم، واحترام السيادة .
الزيارة الأخيرة، التي قام بها رئيس الوزراء الأردني النسور للعراق، تعتبر حالة صحية لو إنها كانت متكافئة النتائج، والفائدة، وتهدف إلى التعاون المشترك لا أن تهدف إلى تامين سلامة الأردن فقط كما صرح النسور بذلك(سلامة الأردن هي سلامته اقتصاديا).
توقيع مذكرات نفطية، كمد أنبوب لنقله ونحن نعلم بان العراق يهب الأردن النفط  كهبات، أو بأسعار مدعومة، لا نعرف السبب الحقيقي من وراءه لكنها كامتداد لحقبة البعث.
استيراد المواد الزراعية من الأردن، علما بأنهم  لا يملكون نهرين كدجلة الخير والفرات، ليطرح هنا سؤال، اين هي المبادرات الزراعية التي نسمع بها بين الحين والأخر؟
 القضايا المالية، التي تم تسويتها فلا نعرف ما هي إلا الذين امنوا بدولة القانون وعملوا من خلف كواليسهم، ماذا تم تسويته؟ ما هي المواضيع العالقة بين البلدين؟ أهي صفقات سرية أم غسيل أموال مثلا؟
بعيدا عن الصفقات التجارية، والمالية، والنقل بكافة أنواعه البر،ي والجوي لحد ألان جميل لكن النقل المائي! الذي تحدث عنه دولة رئيس الوزراء العراقي فلم تدخل بالعقول! لعدم وجود منفذ مائي بين البلدين.
اعتقد إن الزيارة كانت ناجحة للجانب الأردني فقط، على كل الأصعدة، حتى على صعيد الإرهاب فقد تم  الاتفاق بين الطرفين على إطلاق سراح مجموعة من السجناء الأردنيين فقط كوجبة أولى؛ ولم يكلف الجانب العراقي نفسه بالمطالبة بمصالح العراقيين في الأردن وتخفيف الأعباء عنهم.
————
هكذا فهمنا الحسين
علي الكاتب
تنتفض الإقدام وتهتز الدروب وتتعالى القلوب صادحة بشعار البقاء والوصول إلى قواميس الأحرار ومراجع الثورة , بعد أن رفع أذان السماء في فضاء عاشور كربلاء مناديا حي على خير الأثر , حي على العنوان والمضمون والمختصر, حي على ذخر النبي والمدخر, حي على المذبوح نحرا , حي على المقتول ظلما ,حي على المسفوك جورا, حي على الثائر والثورة  , حي على الإدراك والفكرة, حي على العبور والعبرة, حي على الصلاة في مرمى السهام ,حي على الدين في حضن الخيام,حي على الثبات والإقدام , حي على منقذ الرسالة ,حي على الصدق والبسالة , حي على من قتل بقتله البدعة والضلالة, حي على من خلع لباس الذلة من الأمة, حي على من أحيا الدين بدمه, حي على النداء والصوت والكلمة, حي على المشرعة ,حي على الكفوف المقطعة ,حي على الأبواب المشرعة, حي على من هزت عروش الطغاة حين نطقت, حي على من أسرت الأعداء وما تأسرت, حي على من حملت الرسالة ومضت, حي على الموت من اجل البقاء وحي على الصحب والأوفياء ,حي على من خذلوا الكفر ونصروا السماء.
نعم حييناك وأحييناك في ذمم الضمائر  أيها المنتفض في قوم الطلقاء , فارمق بعينيك ناصروك الذين جاءوا إليك يحملون الأرواح قرابينا ويعتصرون الدموع انهارا , ويطوون العمر نذورا, يحاكون القباب هتافا ,ويملئون الفضاء عليك ألما وصراخا, جاؤك سيدي يخبروك ان الأرض قد تفرعنت على هضاب الخلق وبات الدين أرجوزة في أفواه قصور الطغاة, ولأنهم عرفوك واعترفوا بك منقذا ودستورا , كتب عليهم موتا قانيا في مصانع التفخيخ والفتوى, فخاطبوك مجددا , نعم ,نعم للإباء ,نعم للموت من اجل البقاء,, تبا للذلة وتب, هيهات من الجهل والغباء, وأن جعلوا دماءنا طريقا لجنتهم , وان قرأوا حسيننا ,تمردا وعصيانا, فهم لم يفهموا الى الان من لم تقتله السيوف وتختزله الدهور والأزمنة, خارجا عن نطاق التكميم والتغيب والسيطرة, فطريق الحسين جملة لايقرأها سوى الأحرار , وانتفاضة لايدركها سوى الثوار, ورسالة متجددة تنطلق ارواحا وافكارا في كل حين وعصر, وعشق يتجذر في أفنان أزمانه, فدعونا حيث ننتصب في وجهتنا , وان قلتم ان للدين إخوانا, وان أوجدتم للإسلام  سلفا , فلن تنطلي كذبة الأجداد على الأحفاد مجددا, حتى يبقى الحسين وحيدا , فخاطبناك يا سيدي برضع يتفجرون في مهود براءتهم, تضامنا مع رضيعك السيد العلوي , ونثرنا الأجساد على قارعة الشهادة وكلا من جاد بما جاد من ممتلكاة أشلائه, وهم من يبتغي ان يغازل نحرك برأس مجهول الهوية , او كفوف وضعتها كفوف الكفر خارج مراقدها , عسى ولعل ان يتقبلها أخيك الفضل وثائق عهود معكم, وان تعذر الجود بما هو أقصى وأثمن, غير إننا لانملك من وطن سوى المجاعة والتيه والبلوى, سوى صرخات يتامى ودموع أرامل , وأمنيات جرحى , فيا أيها الواصل بين الماضي والحاضر نبث اليك شكايتنا, ونرفع اليك مابقي من وجودنا , ادفع عنا من لبس قميصك وامسك سيفك وقال أنا الحسين فتبعناه فوجدناه يردم النهر ويقطع الطريق ويحرق الخيام ويشرب عذابتنا بكوؤس الصفقات, جئناك حائرون من هول ما لحق بنا , فدلنا انك النجاة يا سيد النجاة.