التخندق الطائفي والولاء للمذهب والعقيدة من الامور التي لا يمكن اغفالها او التغاضي عنها واعتبارها امرا هامشيا بل انها من الحقائق التي لا يستطيع كل انسان مهما كان مستواه او منصبه ان يغض الطرف عنها ومنذ اقدم الازمنة لذلك ينقل ان (جواهر لال نهرو) وعلى عظمته كان يقف اجلالا للبقرة لأنه يعتقد بربوبيتها وهذا الحال حتى في وقتنا الحاضر فمثلا تجد ان ابناء السنة يحترمون بن لادن او الظواهري او القرضاوي او غيرهم من الشخصيات التي اثبتت انها تتحمل كل الدمار الذي لحق بالإسلام والمسلمين والى وقتنا الحاضر يحترمونهم لانهم على مذهبهم وعقيدتهم وكذا الحال عند الشيعة فهم يوالون ويحترمون الكثير من الشخصيات الدينية في العالم اعتمادا على مذهبهم وكونهم شيعة وهذا اعتقد انه ينطبق على الجميع بما فيهم كاتب المقال فانا وبعد الاحتلال وعندما تولى الحكم وبسبب الاغلبية الشيعية بعض القيادات الشيعية شعرت بالفرح والغبطة الى ان وصلت الامور للمالكي الذي هو من ضمنهم واما ما قام به من احداث في البصرة حيث قتل اهلنا واخوتنا والقى بهم في غياهب السجون قلت عنها انه ميكافيللي التفكير فغايته قد تبرر له الوسيلة التي يستخدمها ثم بعد ذلك اتجه الى عموم الشعب وخصوصا اهلنا من ابناء السنة ففعل فيهم من الامور التي يندى لها جبين الانسانية بذريعة الارهاب وايواء الارهابيين الى ان جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير وجاءت الساعة التي بلغ فيها السيل الزبى وطفح الكيل حيث خرجت جماهير المناطق الغربية ثائرة منتفضة ضده وتم استغلالها من الجهات التي لا تريد الخير للعراق واهله احسن استغلال وعندها وقع المالكي في هذه المواقف التي لا يحسد عليها :
1. المقابر الجماعية وضحايا البعث وهم اغلبية اهل الجنوب والوسط كانت تنتظر من المالكي ان يكرمهم ويعوضهم عن سنين الحرمان والقهر وينتصف لهم من اعدائهم جاء اليوم المالكي ليعيد البعثيين الى وظائفهم ويطلق سراح المعتقلين منهم ويحيل قسما منهم على التقاعد رغم انفه .
2. الارهابيون ومن اتهم بالإرهاب او من كان متلبسا بالجرم ومن قتل العراقيين وبدم بارد بدأ بإخراجهم واحداً تلو الاخر اما عن طريق تهريبهم من السجون بتمثيليات بائسة او عن طريق العفو الخاص .
3. الدستور الذي كان يتبجح به اناء الليل واطراف النهار سيغيره ويعدله رضا ام ابى .
4. الطائفية التي كان دائما يردد انه ضدها وانه هو من وأدها عاد اليوم ليكرسها من خلال توجيهه بإخراج المظاهرات المؤيدة له من الاوساط الشيعية لتكون بالضد من المظاهرات في الاوساط السنية .
5. اقليم كردستان وخصومه من الاكراد اصبحوا في مأمن منه واصبحت رئاسة الاقليم هي المنادية بالوحدة والديمقراطية والحفاظ على الشعب العراقي من الفرقة والتناحر .
6. المرجعية الدينية التي اوصلته للحكم وكان يعول عليها كثيرا في شرعنة ما يقوم به من اعمال تخلت عنه ورفضت ان تستقبل الوفد الذي ارسله لها لاستجداء التأييد والدعم .
7. كتل التحالف اصبحت تضيق ذرعا به وخصوصا جمجمة التحالف التيار الصدري الذي ازدادت شعبيته في الاوساط السنية فضلا عن زيادتها في الاوساط الشيعية بينما تراجعت شعبية المالكي .
خلاصة الكلام ان ما قام ويقوم به المالكي احرق الاخضر واليابس وتلاشت كل الاحلام في وجود شخصية شيعية تعيد الحق لأهله وترجع البسمة الى افواه اليتامى والمساكين من ضحايا الهدام المقبور واصبح المالكي لعنة على كل لسان من جنوب العراق الى شماله ومن شرقه الى غربه ولا حول ولا قوة الا بالله .