23 ديسمبر، 2024 9:11 م

المالكي والمشروع الكوني الإيراني

المالكي والمشروع الكوني الإيراني

بات واضحا أن المشروع الكوني الإيراني (الشيعي ألصفوي التوسعي)،أصبح حقيقة ماثلة العيان أمام العالم كله ،فالذي يتابع أنشطة فيلق القدس الإيراني وميليشياتها (حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وجيش المهدي وجيش المختار وفيلق بدر وميليشيات الأحزاب الحاكمة والمتنفذة  الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى ) في العراق ، يراها أنها كلها تأتمر بأوامر ولاية الفقيه الخامنئي ولتنفيذ أجندة إيرانية واضحة ،ومنها الاغتيالات والاعتقالات والتفجيرات والتهديدات الطائفية ضد مكونات الشعب العراقي بالقتل والتهجير،ناهيك عن تغيير المناهج الدراسية لكافة في مدارس العراق بما يشي بفرض الأفكار الطائفية الصفوية ،وترسيخ البعد الطائفي الشيعي ألصفوي ،ورفع صور الخميني والخامنئي على شكل جداريات كبيرة في محافظات الجنوب ،وفتح مدارس إيرانية(15مدرسة ابتدائية) تؤكد النهج ألصفوي التربوي الذي يريده حكام طهران لمشروعهم التوسعي الديني ،وما نراه الآن ما يحدث في البحرين واليمن وسوريا يصب في هذا الاتجاه وبنفس الأدوات المسلحة والميليشياوية (قادة إيران أعلنوا موقفهم العلني لما يحدث في سورية أن سوريا هي المحافظة (35) وسورية خط احمر وإذا سقطت دمشق تسقط طهران،ومقتل العديد من أعضاء الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني في سورية وآخرهم الجنرال حسن شاطري )،وكذلك الحال لربيب خامنئي حسن نصر الله الذي يقتل أنصاره شعب سوريا إلى جانب قوات بشار الأسد ويتفاخر نصر الله بهذا العمل الإجرامي ،إذن المشروع الكوني ألتشيعي ألصفوي الإيراني لم يعد سرا لأحد ،وان خطره على دول الخليج العربي  والعالم (خاصة برنامجها النووي العسكري)،أصبح مصدر قلق عالمي وإقليمي ،والتصدي له هو من ضرورات الأمن القومي والعالمي ،بالرغم من موقف مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وإدارة اوباما والأوروبي الرخو منه،وانعدام الجدية في مواجهته ،إن التمدد الإيراني ألصفوي في الدول العربية من الخطورة ما لم يدركه حكام هذه الدول على أمنها واستقلالها (توجهات إيرانية لنسخ التجربة الخمينية في مصر وتونس )،وتهديدات إيرانية( بتحرير مكة المكرمة في نجد والحجاز  من الوهابية)،(والبحرين محافظة إيرانية واحتلال جزر الإمارات والقبض على خلايا إيرانية نائمة في الكويت والمغرب والحوثيون في اليمن )،فما الذي بقي للدول العربية ،بعد أن أصبح الخطر الإيراني التوسعي ومشروعها الكوني   يدق أبواب هذه الدول ومن الداخل غير التصدي له ،ففي وضع كوضع النظام السوري الذي رهن مصيره بمصير هذا المشروع ألتدميري للأمة العربية ،هو أمر طبيعي لان حافظ الأسد كان قد كشف عن طائفيته وذيليته وخضوعه لأوامر خميني  منذ أن شارك مع إيران في حربها على العراق ،أما المالكي فهو رئيس حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي (حزب أسسه خمسة إيرانيون في إيران وأنكروا على والد مقتدى الصدر، السيد محمد صادق الصدر تأسيسه وخرج منه مبكرا)،ويعمل ضمن خط ولاية الفقيه ولا يخرج من طاعتها ،بل ويأتمر بأوامرها ،ولكي نثبت هذا علينا مراجعة سياسته الطائفية في العراق في فترة ثمانية سنوات من سلطته ،ومنها إطلاق يد ميليشيات إيران في العراق قتلا وتهجيرا واغتيالا واعتقالا وتفجيرات دموية يومية وبأسلحة وصواريخ وكواتم وعبوات إيرانية الصنع الحديث،(حزب الله العراقي وجيش المختار وعصائب أهل الحق وبعض فصائل جيش المهدي واليوم الموعود وفيلق بدر وفصائل القاعدة التي تمولها وتسلحها وتشرف عليها إيران،وفساد إداري منظم لنهب البنوك العراقية وتجييرها  لصالح إيران التي تعاني من حصار دولي خانق  (فضيحة البنك المركزي العراقي مثالا)،وتواطؤه مع طهران في تزيد النظام السوري المنهار بالأسلحة والميليشيات من خلال تسهيل عبور طائراتها في الأجواء العراقية إلى سوريا (شهادة السفير الأمريكي وأعضاء إدارة اوباما وتأكيدات صحيفة  الواشنطن بوست والنيويورك تايمز)،وفي شان ثورة العراقيين المتصاعدة عراقيا منذ ستين يوما أفصح المالكي عن طائفيته وتبعيته لإيران بشكل علني وعلى الفضائيات (خطابه مع محافظي الجنوب في  البصرة)،والذي شن فيه هجوما طائفيا شرسا على المتظاهرين من محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى ووصفهم بأنهم دعاة التقسيم ويعملون بإيحاء وتوجيهات ودعم مالي وسياسي من دول الخليج ،ويريدون إعادة العراق إلى المقابر الجماعية وعودة البعثيين ،ورفضه إلغاء قانون 4ارهاب وقوانين بريمر سيء الصيت الجائرة وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء واصفا إياهم بالارهابين ،في حين يصف وزير المصالح الوطنية وهو قيادي في حزب الدعوة ومستشار لدى المالكي ،(إن كل من يطالب بإلغاء 4 إرهاب هو غير عراقي وان جميع المتظاهرين هم إرهابيون )، ثم يصب المالكي غضبه على مجلس النواب ورئيسه ورئيس إقليم شمال العراق مسعود بارزاني بأنه عمل على إفشال صفقات الأسلحة مع الغرب وإدارة اوباما،هكذا هي سياسة المالكي الطائفية التي تصب كلها في خدمة المشروع الكوني الإيراني في العراق والمنطقة …..